شفقنا العراق-متابعات- فرّ أكثر من 123 ألف شخص معظمهم من مسلمي الروهينغا من أعمال العنف في ميانمار إلى بنغلادش.
وقالت منظمات حقوقية إن الاضطهاد المنهجي للأقلية المسلمة الروهينغا يشهد تصاعداً في أنحاء ميانمار ولا يقتصر على ولاية راخين الشمالية الغربية، وأن الاضطهاد تدعمه الحكومة وعناصر بين الرهبان البوذيين بالبلاد وجماعات مدنية من غلاة القوميين..
المنظمة أكدت أنّ حركة النزوح بلغت ذروتها في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وقد اجتاز نحو 37 ألف لاجئ الحدود في يوم واحد.
وفي سياق ردود الفعل، تعرضت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي لضغوط من دول إسلامية من بينها بنغلادش وإندونيسيا وباكستان لوقف أعمال العنف والتصفية الدينية التي تستهدف مسلمي الروهينغا بعد فرار ما يقرب من 125 ألفاً منهم إلى بنغلادش.
وقالت وزيرة خارجية إندونيسيا بعد الاجتماعات التي عقدتها في عاصمة ميانمار إنه “على السلطات الأمنية أن تتوقف على الفور عن كل أشكال العنف هناك وتوفر مساعدات إنسانية ومساعدات تنمية في الأجلين القصير والطويل”.
بدوره توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزعيمة ميانمار بالقول إن “العنف ضد الروهينغا يثير قلقاً عميقاً في العالم الإسلامي”، مشيراً إلى أنه سيوفد وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو الأربعاء إلى بنغلادش لبحث القتال.
واعتبر أردوغان خلال اتصال هاتفي مع زعيمة ميانمار أن ما يجري يمثل “إبادة جماعية”، كما بحثا معاً أيضاً الحلول المحتملة لإنهاء القتال، وسبل توصيل مساعدات إنسانية للمنطقة.
وذكرت مصادر بالرئاسة التركية أن أردوغان أبلغ زعيمة ميانمار أن ما يحدث انتهاك لحقوق الإنسان، وأن العالم الإسلامي يساوره قلق عميق، مندداً في الوقت نفسه بالإرهاب والعمليات التي تستهدف المدنيين، الأمر الذي يتحول التطورات إلى “أزمة إنسانية خطيرة”، وفق ما رأى.
رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي يبدأ أيضاً زيارة رسمية لميانمار اليوم أيضاً يلتقي خلالها بكبار المسؤولين ومنهم زعيمة البلاد.
ماليزيا من جهتها استدعت سفير ميانمار للتعبير عن استيائها من العنف في ولاية راخين التي نزح منها قرابة 125 ألفا من الروهينجا المسلمين.
وقال وزير خارجية ماليزيا حنيفة أمان في بيان إن أعمال العنف الأحدث تظهر أن حكومة ميانمار لم تحقق تقدماً يذكر نحو إيجاد حل سلمي للمشاكل التي تواجهها أقلية الروهينغا، والتي يعيش معظم أفرادها في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع بنغلادش.
ورأى أنه “في ظل هذه التطورات تعتقد ماليزيا أنه ينبغي تصعيد مسألة استمرار العنف والتمييز ضد الروهينغا إلى منبر دولي أعلى”.
أما وزير خارجية باكستان خواجة محمد آصف فقد أبدى “شديد الألم للعنف المتواصل ضد مسلمي الروهينغا”، وحثّ منظمة التعاون الإسلامي على “اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوضع نهاية لكل انتهاكات حقوق السكان الأبرياء من مسلمي الروهينغا”.
من جهتها، قالت منظمة حقوقية في ميانمار إن “الاضطهاد المنهجي للأقلية المسلمة الروهينغا يشهد تصاعداً في أنحاء البلاد، ولا يقتصر على ولاية راخين الشمالية الغربية”.
وذكرت “شبكة بورما المستقلة لحقوق الإنسان” إن “الاضطهاد” تدعمه الحكومة وعناصر بين الرهبان البوذيين، بالبلاد وجماعات مدنية من غلاة القوميين.
وأضافت المنظمة في تقريرها أن “الانتقال إلى الديمقراطية أتاح لتحيزات شعبية التأثير على الكيفية التي تحكم بها الحكومة الجديدة وضخّم الروايات الخطيرة التي تصف المسلمين باعتبارهم أجانب في بورما ذات الأغلبية البوذية”.
ويستند تقرير المنظمة إلى أكثر من 350 مقابلة مع أشخاص في أكثر من 46 بلدة وقرية خلال فترة مدتها ثمانية أشهر منذ آذار/ مارس 2016.
وذكر التقرير أن الكثير من المسلمين من كل العرقيات حرموا من بطاقات الهوية الوطنية في حين تمّ منع الوصول إلى أماكن الصلاة للمسلمين في بعض الأماكن الأخرى، مضيفاً أن ما لا يقل عن 21 قرية في أنحاء ميانمار أعلنت نفسها “مناطق الدخول فيها ممنوع للمسلمين” وذلك بدعم من السلطات.
وبحسب مسؤولي الأمم المتحدة في بنغلادش فقد بلغ عدد الذين عبروا الحدود إلى بنغلادش منذ 25 آب/ أغسطس الماضي نحو 123.600 نازح.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد مسلمي الروهينغا الذين لجأوا إلى بنغلادش إلى 210 آلاف منذ تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
لكن لم يصدر أي رد فوري من حكومة ميانمار على التقرير. كما تنفي السلطات أي تمييز وتقول إن قوات الأمن في ولاية راخين تشن حملة مشروعة ضد “إرهابيين”.
بنغلادش تخطط لتخصيص جزيرة للروهينغا الفارين
أفادت وكالة “رويترز” بأن مسؤولين في داكا قالوا إن بنغلادش تخطط لتطوير جزيرة منعزلة ليقيم فيها مؤقتا عشرات الآلاف من الروهينغا المسلمين الفارين من العنف في ميانمار .
وبالرغم من الإجراءات التي تقوم بها السلطات في بنغلادش للحد من دخول المسلمين الروهينغا إلى البلاد، إلا أن حوالي 125 ألف شخص منهم عبروا الحدود في 10 أيام فقط لينضموا إلى أكثر من 400 ألف آخرين يقيمون هناك في مخيمات مؤقتة مزدحمة.
وقال إتش.تي إمام مستشار رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة “نمنعهم حيثما استطعنا لكن توجد مناطق لا نستطيع أن نمنعهم فيها بسبب طبيعة الحدود مثل الغابات والتلال”…” طلبنا المساعدة من الوكالات الدولية لنقل الروهينغا مؤقتا إلى مكان يستطيعون العيش فيه – جزيرة تسمى ثينغار تشار. ينبغي النظر بجدية في تطوير الجزيرة”.
وحول فكرة استصلاح هذه الجزيرة، قال ليونارد دويلي المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إنه يدور حديث بشأن فكرة نقل لاجئين إلى الجزيرة منذ سنين لكنه أوضح أنه لم يسمع بشيء جديد في الأيام القليلة الماضية.
وتبعد الجزيرة، التي تكونت نتيجة تراكم الطمي قبالة دلتا بنغلادش قبل 11 عاما فقط، ساعتين بالقوارب من أقرب مكان مأهول لكن السيول تهددها خلال فترة الأمطار الموسمية من يونيو وحتى سبتمبر، وعندما تهدأ البحار يجوب القراصنة المياه القريبة بحثا عن صيادين لخطفهم مقابل فدى.
ميانمار تزرع الحدود مع بنغلاديش بالألغام لمنع عودة الروهينغا
شفقنا- قال مصدران بحكومة بنغلاديش إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنغلاديش وأضافا أن الغرض من ذلك قد يكون للحيلولة دون عودة الروهينغا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار.
وقال المصدران اللذان على معرفة مباشرة بالموقف لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر إن بنغلاديش ستتقدم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود.
واندلعت أزمة إنسانية كبيرة في ميانمار بعد مقتل المئات من الروهينغنا بنيران الجيش ردا على ما تقول السلطات إنها هجمات لمتمردين، وفرار عشرات الآلاف إلى بنغلاديش المجاورة التي ترفض استقبالهم.
وقال أحد المصدرين “إنهم يضعون الألغام الأرضية في أراضيهم على امتداد سياج الأسلاك الشائكة” بين سلسلة من الأعمدة الحدودية. وقال المصدران إن بنغلاديش علمت بأمر الألغام في الأساس من خلال أدلة تصويرية وأفراد مراقبة.
وقال أحد المصدرين “رأت قواتها أيضا ثلاث أو أربع مجموعات تعمل بالقرب من سياج الأسلاك الشائكة وتضع شيئا على الأرض.. تأكدنا بعد ذلك من خلال مراقبينا بأنهم كانوا يضعون ألغاما أرضية”.
جيش ميانمار يطمس أدلة مجازره في أراكان بحرق جثث الضحايا المسلمين
ذكرت “كريس ليوا” مديرة منظمة “مشروع أراكان” الحقوقية إنها رصدت “قيام الجيش الميانماري والميليشيات شبه المدنية بجمع جثث الأشخاص الذين يقتلونهم (مسلمي الروهينغا) ويقومون بحرقها لعدم الابقاء على أدلة وراءهم”.
وأضافت ليوا في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الإثنين، إن منظمة مشروع أراكان تراقب أحداث العنف في الإقليم.
وأكدت أن 130 من مسلمي الروهنغيا على الأقل قتلوا في منطقة سكنية واحدة فقط بمدينة “راثيدوانغ”، إلى جانب مقتل عشرات المسلمين في ثلاث قرى بالمنطقة نفسها.
وأضافت: “القوات الأمنية تقوم بتطويق القرى، ومن ثم إطلاق النار بشكل عشوائي على سكانها”.
وتابعت: “نرى إن الكثير من البوذيين يقومون بتقديم المساعدة للجيش في الوقت الراهن، مقارنة بأعدادهم خلال أحداث العنف التي وقعت في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي”.
غوتيريش: ميانمار تواجه خطر تطهير عرقي
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن ميانمار تواجه خطر التطهير العرقي، معربا عن أمله بألا تصل الأمور إلى تلك المرحلة.
وشدد غوتيريش على ضرورة منح سلطات ميانمار مسلمي الروهينغا جنسية البلاد، أو على الأقل وثائق إقامة تخولهم عيش حياة طبيعية.
وأضاف “لقد بعثت رسالة رسمية إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي وقدمت مقترحات لإنهاء العنف.. إنني أشعر بالانزعاج الشديد لما يحدث، وأكرر دعوتي إلى السلطات في ميانمار بضرورة تمرير المساعدات الإنسانية للمحتاجين في أراكان”، دون الكشف عن تلك المقترحات.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 125 ألفا من أقلية الروهينغا المسلمة وصلوا إلى بنغلاديش منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، هربا من هجمات القوات الحكومية في إقليم أراكان بميانمار.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن 37 ألفا عبروا الحدود هاربين من ميانمار إلى بنغلاديش خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن النساء والأطفال يمثلون 80% من النازحين الروهينغا الذين فروا إلى بنغلاديش في الأيام الـ11 الأخيرة. كما أعلنت سحب موظفيها من إقليم أراكان لدواع أمنية.
النهایة