شفقنا العراق- كشف رئيس اقليم كردستان، مسعود بارزاني عن قبول مشروط لتأجيل استفتاء استقلال الاقليم المقرر في 25 أيلول المقبل.
وقال بارزاني في مقابلة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية اليوم الأربعاء ان “الاستفتاء قرار حاسم وهو قرار الشعب، وقرار معظم القوى السياسية في كردستان أنه يجب أن يجري الاستفتاء في 25 أيلول، اللهم إلا إذا كان هناك بديل أفضل”.
وعن سؤاله بالقصد في البديل الأفضل، أجاب بارزاني “هو مجرد رأي وإنما لست أنا الذي يقرر، فهناك مجلس أعلى للاستفتاء يتمثّل بالقيادة السياسية في كردستان وهو الذي تقرر بالإجماع وليس قرار شخص واحد، لكن إذا كان هناك، كما نسمع من كثير من الأطراف، أن التوقيت غير مناسب، وتأجيله لمدة ستة أشهر أو سنة، فهل هناك استعداد للتوقيع على وثيقة أنه في 25 أيلول 2018، مثلاً، سيُعترف بنتائج الاستفتاء وتُقبل النتائج، وكانت هذه النتائج لمصلحة الاستقلال؟ ربما يمكن درس مثل هذا البديل إذا كان مطروحاً”.
وبشأن الجهة التي يريد منها هذا البديل قال “أولاً من الحكومة العراقية ومن البرلمان العراقي ومن ثم بضمانة أميركية والتحالف الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وبدونه يعني أن الاستفتاء في موعده”.
وحول فرضية رفض الكرد للاستفتاء خلال التصويت أكد بارزاني انه “سيخضع لرأي الشعب ولن تبقى علي أي مسؤولية، أنا أديت واجبي تجاه شعبي، وإذا قرر الشعب رفض الاستقلال فاحترم إرادة شعبي وأتفرغ لحياتي الخاصة”.
وأضاف “سأستقبل من دون شك، إذا الشعب قال لا، لا أرى أنه يبقى لي أي مجال في العمل” متوقعا أن “تكون نسبة التصويت بنعم عالية جداً، لكن الاحتمالات كلها واردة أيضاً”.
وعن رأيه بأداء رئيس الوزراء حيدر العبادي في حل المشاكل بين بغداد والاقليم قال بارزاني “أنا متأكد أن العبادي يرغب في حل هذه المشاكل، فهو يختلف عن غيره، لكن هناك عقبات كثيرة وعوائق أمامه”.
وأضاف “علاقتي به [العبادي] جيدة وهناك اتصال مستمر بيننا، لكنني توصلت إلى قناعة أن العبادي لا يستطيع أن ينفّذ ما يعدنا به، لأسباب خارجة عن إرادته”.
وعن مصير كركوك والمناطق المتنازع عليها أكد رئيس الاقليم “نحن مستعدون للتفاوض مع بغداد حتى بعد الاستفتاء على موضوع الحدود بما فيها كركوك، لكن كركوك مدينة كردستانية، هويتها هوية كردستانية، ومستعدون أن نجعل منها نموذجاً يحتذى به في التعايش القومي والديني والمذهبي”.
وساتدرك بالقول “لكن أي قوة تفكر في أن تسترد كركوك بالقوة سيواجهها كل شعب كردستان المستعد للموت إلى آخر شخص للدفاع عنها”.
وأضاف ان “كركوك ليست مدينة كردية فقط، بل هي للكرد وللعرب وللتركمان وللمسيحيين، ويجب أن يتفاهموا ويتفقوا فيما بينهم، حتى بالنسبة إلى كل كردستان، لا نريد أن تكون هناك دولة مركزية وإنما نظام يكون أشبه بنظام فيدرالي داخل كردستان، بحيث تكون لكل محافظة حكومتها المحلية وبرلمانها المحلي والعاصمة تكون في أربيل، وكذلك المسائل السيادية كالجيش والسياسة الخارجية والسياسة المالية، أما في المسائل الأخرى، فهذه المحافظات هي التي تدير نفسها، ولا يجوز أن نفكّر في حكم مركزي متسلط، بالعكس يجب أن نكون منفتحين تماماً”.
وأقر بارزاني بتأييد اسرائيل لقيام الدولية الكردية لكنه استبعد ان تكون نموذجا مطابقاً لدولة جنوب السودان الوليدة ونشوب صراعات واقتتال بين الكرد انفسهم” مستشهداً بالحكم الذاتي الذي حصل عليه الكرد بعد عام 1991 والى 2003.
وكشف عن نصيحته للسنة في العراق بإنشاء اقليمهم الخاص قائلا “انهم قالوا نحن مع الوحدة العراقية، والحقيقة أن السنة هم الذين دفعوا الثمن، وننظر اليوم إلى الدمار فكله في المناطق السنية، فداعش دمّر بيوتهم ومدنهم، وهذه نتيجة السياسة الخاطئة”.
وأضاف “نحن مستعدون لمساعدتهم وإذا قرر السنة إقامة إقليم في العراق فنحن سنؤيدهم” مشيرا الى ان “السنة الآن يريدون إقليماً، لكن الآن الشيعة لا يقبلون، لقد اجتمعت مع الكثير من العرب السنة الذين تقع مناطقهم ضمن إقليم كردستان، وكلهم يؤيدون البقاء مع إقليم كردستان”.
النهایة