شفقنا العراق-الجيش السوري يستعيد السيطرة على أجزاء من جبال الجب الأحمر وعلى قرية كفر عجوز في ريف اللاذقية الشمالي. كما أنه يتقدم باتجاه بلدة السرمانية بريف حماه فيما تعنف الاشتباكات مع المسلحين على محور سلمى في كفر دلبة بريف اللاذقية أيضاً. يأتي ذلك في ظل تقدمه في سهل الغاب.
ليل سهل الغاب أضاءته عمليات الاقتحام والمدفعية. المروحيات جاءت لتساند تقدم الجيش السوري في سهل الغاب ولاقتحام قرية البحصة. الجيش السوري واصل توسيع عملياته العسكرية كما كان متوقعاً ولم ينتظر استكمال السيطرة أو تثبيت المواقع التي تقدم إليها في ريف حماه الشمالي المجاور بل ضم خلال الساعات الأخيرة جبهة جب الأحمر في اللاذقية الى جبهات حماه وسهل الغاب مستفيداً من انكفاء المسلحين تحت ضغط نيرانه حول مورك وكفر نبودة واللطامنة وقلعة المضيق حيث أصبحت مواقع المجموعات المسلحة داخل هذا المربع وسط كماشة برية وجوية يواصل الجيش إطباقها عليهم.
استطاع الجيش السوري توسيع عملياته بفضل التنسيق بين أسلحته المختلفة واستخدامه الكثيف للمروحيات التي كانت تقصف مجموعات المسلحين واستخدام الدبابات على نطاق واسع والقنابل المضادة للآليات التي حصل عليها حديثاً فضلاً عن ارتفاع معنويات الجنود في ساحات المعارك.
ويبدو أن تكتيكات الجيش هي التوسع في فتح الجبهات كلما استطاع إحداث اختراق، وذلك لإنهاك المسلحين وتشتيت صفوفهم. الجيش في سهل الغاب بدأ بالتقدم من البحصة لتأمين المنطقة وثانياً للعودة نحو المناطق التي خسرها في الأشهر الماضية في معارك كر وفر مع مجموعات “جيش الفتح” المدعوم تركياً، ومن الأرجح أن يتقدم من البحصة نحو حاجز الفورو والصفصافة وتل واسط فالزيارة والفريكة التي ستعيده مرة أخرى إلى سبعة كيلومترات جنوب جسر الشغور.
وبوصول الجيش السوري إلى أطراف جسر الشغور ستغدو المعركة أكثر صعوبة مع نقل الأتراك مئات المقاتلين الشيشان والطاجيك والأوزبيك إلى المدينة وسيكون أول صدام بين المحور الروسي السوري والمقاومة مع ذراع المحور التركي السعودي.
بتغطية من الطيران الروسي.. تقدم بري واسع لجيش سوريا على عدة جبهات
كما شن الطيران السوري والروسي سلسلة غارات على مواقع جماعة داعش والنصرة بريفي حلب واللاذقية دمر خلالها 27 هدفا.
هذا ويواصل الجيش السوري تقدمه باتجاه مرتفعات السرمانية شمال سهل الغاب في ريف حماه الشمالي إثر اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة إدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
وسيطر الجيش على المرتفعات الغربية لجبال الجب الأحمر في ريف اللاذقية تحت غطاء سلاح الجو السوري الروسي الذي شن غارات على بلدات كفردلبة وجبل قرقفي والكوم وسلمى بريف اللاذقية الشمالي أسفرت عن سقوط عشرات المسلحين بين قتيل وجريح وتدمير 27 هدفاً لما يسمى بجبهة النصرة.. بالتزامن مع هجوم معاكس شنته وحدات أخرى باتجاه نقاط انتشار مسلحي جماعة داعش في الجبهة الشرقية لمطار دير الزور شرقي البلاد أدت إلى تحرير بعض المواقع وسقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من الآليات.
ومكنت العملية العسكرية الواسعة الجيش من تحرير عشرات الكيلومترات والعديد من المناطق كان يسيطر عليها ما يسمى بجيش الفتح بينها البحصة ولطمين ومعركبة وعشطان والحوير وكفرنبودة والمغير وتل الصخر وتل عثمان في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.
بدورها أعلنت موسكو على استهداف 27 موقعاً في حمص وحماة والرقة في سوريا.. حيث أكدت هيئة الأركان العامة في الجيش السوري أن الهجوم العسكري يهدف القضاء على الجماعات الإرهابية وتحرير المناطق التي تسطير عليها.
وصرح رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري العماد علي عبد الله أيوب قائلاً إنه: بعد الضربات الجوية الروسية التي خفضت القدرة القتالية لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى فقد حافظت القوات المسلحة العربية السورية على زمام المبادرة العسكرية.
وجاءت هذه التصريحات على وقع الغارات التي شنتها الطائرات الحربية السورية على مواقع الجماعات الإرهابية في ريف دمشق مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري والجماعات المسلحة عند الجبال المطلة على مدينة دوما بالغوطة الشرقية لريف دمشق.
المعارضة السورية في الداخل ترحب بالتدخل الروسي
کما تنوعت مواقف المعارضة الوطنية السورية في الداخل علي اختلاف أطيافها بين الترحيب الشديد والترحيب المتحفظ ، إزاء الضربات الجوية الروسية في سورية والتي تستهدف أوكار التنظيمات الإرهابية علي اختلافها بما فيها «داعش» و«جبهة النصرة»، والتي قد انطلقت منذ اكثر من أسبوع وادت الى استهداف عشرات مواقع المنظمات الإرهابية في سوريا.
وقال محمود مرعي أمين عام «هيئة العمل الديمقراطي»: إننا وإن كنا ضد التدخل الخارجي بشكل عام، فإن أي جهد في مكافحة الإرهاب المتمثل في «داعش» و«النصرة» ومن سار في ركابهم يعتبر خطوة إيجابية نؤيدها ونرحب بها، لأن الإرهاب أصبح خطرا كبيرا علي سورية والعراق والمنطقة والعالم.
وأضاف مرعي: إن روسيا الاتحادية تشعر بأن خطر الإرهاب من الممكن أن يصل إليها، ولذلك فإنها تبدي جدية أكبر بمكافحة الإرهاب أكثر من غيرها، وبالذات الولايات المتحدة التي تدعي مكافحتها للإرهاب بينما تكثر الشكوك حول جديتها في ذلك.
ومن ناحيته رحب «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بشدة بالضربات الجوية الروسية للتنظيمات الإرهابية، وقال العضو في المكتب السياسي للحزب طارق الأحمد: إن الخطوة الروسية تمثل تغيرا في قواعد الاشتباك في العالم، وهي لا تقتصر علي المشهد السوري وأن بدأت به، واعتقد انها جدية جدا، وهي تلغي كل مفاعيل الهيمنة الأمريكية علي العالم.
وتابع الأحمد: اعتقد ان هذا تغير كبير، وأن النظرة يجب ان تكون واسعة في الحدقة وأن لا تكون ضيقة محليا، معتبرا، أن التدخل الأجنبي في سوريا قد بدأ من خلال تأليف جيوش من هؤلاء الإرهابيين وإرسالهم إلي سوريا بمساعدة ودعم من قطر وتركيا والسعودية ودول غربية عدة، وبالتالي لا يمكن مقارعة التكنولوجيا العالية التي يمتلكها الأمريكان الا بما هو مقابلها.
الأحمد رحب أيضا بالحلف السوري العراقي الإيراني الروسي، المتمثل بفتح المكتب الأمني في بغداد، وقال: إننا لا نعتقد انه مكتب تنسيقي فقط، وإنما هو نواة لحلف استراتيجي حقيقي يمكن أن ينشأ من اجل المستقبل.
وأكد قائلاً: إننا نرحب بوضوح بالضربات الروسية لأن ما كان معروضا علينا هو فناء سورية كل سورية بحضارتها، فمن يقوم بتدمير معبد بل في تدمر ويقتل الناس في المدن والقري هو لا يستهدف تحقيق الديمقراطية.. يجب ألا نكون سذجا بصراحة في التعامل مع هذا الامر، نحن امام اقتلاع الهوية السورية كلها، ولدينا حليف قوي ونحن بذلنا الدم، وهو لا يأتي من فراغ.
وأضاف: لم يبدأ الروس في بداية الأزمة بهذه الضربات، فالجيش السوري قدم آلاف الشهداء والمقاومة قدمت آلاف الشهداء والشعب السوري قدم، ولذلك نحن في تتويج حقيقي وفي مفصل تاريخي.
بدوره وصف بسام كويفي العضو السابق في «الإئتلاف السوري»- مجلس إسطنبول، الضربات الروسية بأنها تمثل تبلورا لظهور حلف آخر في العالم حلف روسيا ودول البريكس وسورية والعراق الذين يتعرضون للإرهاب.. فهذه الدول أصبحت قطبا آخر مقابل التحالف الغربي بقيادة أمريكا، والذي لم يثبت نجاعة في القضاء علي الإرهاب منذ اكثر من عام من تكونه.
وقال الكويفي : إننا نرحب بالضربات شريطة أن تكون موجهة ضد الإرهاب وضد «داعش»”، معتبرا أنها “ستكون بادرة لإعادة الاستقرار لسورية والمنطقة بشكل عام، وهي بمثابة الرد علي الاحلام التوسعية والاستعمارية والاحلاف في المنطقة”.
من ناحيته قال باسل تقي الدين العضو البارز في «التيار الوطني المعارض»: إن الضربات الروسية أعادت روسيا إلي المنطقة، فنحن لم نلمس جدية حقيقية من الدول التي تدعي مكافحة الإرهاب”، آملاً في أن تكون الخطوة الروسية مساعدة في إنهاء الحالة الشاذة في المنطقة والعالم.
بدوره قال عضو المكتب السياسي في «هيئة التنسيق» المعارضة يحيي عزيز: إن هيئة التنسيق من حيث المبدأ هي ضد الخيارات العسكرية، إلا أننا نؤيد أي عمل موجه ضد الإرهاب، شريطة أن يصب هذا العمل في خدمة الحل السياسي المنطلق من بيان جنيف.
النهایة