خاص شفقنا-يصطحب الباحث اللبناني في الفلسفة الاسلامية وعلم الكلام الدكتور أحمد محمد قيس في كتابه “مصر وآل البيت”، القارئ الى رحاب مقامات اهل البيت في مصر مؤكدا على محبتهم بعقول وقلوب اهل هذه الارض على مر التاريخ.
وفي دراسة تحقيقية عن المقامات والأضرحة المنسوبة لآل البيت في مصر، تناول الدكتور قيس العديد من القضايا المهمة قبل ان يقوم بجولته المدانية التاريخية عبر المقامات والاضرحة ومن ابرزها دراستين اولها اعادة قراءة التاريخ كمدخل الى الوحدة الاسلامية، حيث تناول فيها بعلمية وموضوعية قضية كتابة التاريخ، فتحدث عن اهمية دراسة التاريخ وكيفية مقاربته، واهمية اعتماد المنهجية العلمية في التعامل معه، والمصادر المعرفية التي يجب الاعتماد عليها عند سبر اغوار التاريخ، اما الدراسة الثانية التي تحدثت عن محبة آل البيت اكدت على محبة مصر لأل البيت حبا عميقا لا حدود له، فهم في قلوبهم وعقولهم.
الكتاب الصادر عن دار الملاك للطباعة والنشر في لبنان، وعن دار النهى للنشر في مصر، يقع في 326 صفحة، جاء دراسة تستوفي اركانها من الناحية العلمية، وقد اجاد الباحث في تحقيقاته الميدانية عن المقامات والاضرحة التي تنسب لاهل بيت رسول الله “ص” في مصر.
ثم ياخذنا الباحث في جولة ميدانية في شوارع القاهرة المزدحمة وما حولها، ورغم كل الصعاب التي قابلها في جولاته وتطوفاته، نجح في رصده بالكلمة والصورة زياراته ورؤيته في داخل مقامات: الإمام الحسين، السيدة زينب الكبرى، مقام السيدة سكينة، مقام السيدة نفيسة، مقام زيد الابلج، مقام حسن الأنور، والسيدة عائشة، ومحمد الانور، والسيدة رقية، ومالك الاشتر، ومحمد بن ابي بكر، ومولاي ادريس.
لينتقل بعد ذلك، ويتحدث عن مصر كرمز عريق من رموز الحضارة الانسانية وتنوعها الفكري والديني، عبر جبل موسى “ع” وجبل القديسة كاثرين.
ويقول المؤلف في مقدمة بحثه، “إن لأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم اجمعين مكانة خاصة عالية وسامية في قلوب جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، ولا يوجد في العالمين العربي والاسلامي من لا يعتقد بوجوب محبتهم وتقديرهم، وتقديمهم على باقي المسلمين حتى بعض الصحابة الاخيار، وذلك لكونهم قد حظيوا بشرف الانتساب للنبي “ص” وكرامة الصحابة. لذلك ليس بمستغرب او مستهجن ان يجد المرء نفسه في بحر من الحب والود والولاء والاحترام لال البيت في المجتمع المصري. فهذا المجتمع الاسلامي الجميل بكل اطيافه يهيم حبا وعشقا بآل بيت النبي “صط وهذا ما لمسته شخصيا اثناء زياراتي المتعددة الى ارض الكنانة”، يختم المؤلف حديثه.
وقد قدم هذا العمل كل من نائب نقابة الأشراف في مصر، د. عبد الباري محمد السعيد، ونائب رئيس المجلس الاعلى للطرق الصوفية، أ.د. محمود احمد الاسناوي، واستاذ العقيدة الاسلامية في جامعة الازهر، أ.د. علي الحمودي، والباحث والخبير في التراث الثقافي د.يسري عبد الغني.
النهاية