خاص شفقنا-لا شكّ أن تعلم الأحكام الشرعية خصوصًا الابتلائية منها سواء في مجال العرف أو الإرث من الأمور الضرورية بل والواجبة على كلّ مكلّف. في هذا السياق أشار الشيخ ياسر الركابي في حوار خاصّ مع وكالة “شفقنا” حول كتابه “المسائل الإرثية وفق المنهج الرياضي الحديث” إلى أن رغبته بالكتابة في مسائل الإرث جاءت بعد ملاحظته عزوف طلبة الحوزة وغيرهم من القضاة والمحامين عن مسائل الإرث إما لصعوبتها وإما لقلة الابتلاء بها، مضيفًا أنه منذ أكثر من خمس عشر عامًا كتب كتابًا في شرح منهاج السيد الخوئي في الإرث وآخر بعنوان “القواعد الإرثية” والآن في هذا الكتاب حاول الجمع بين اختصاصه الرياضيّ وبين مسألة الإرث التي تعد من المواضيع الصعبة والدقيقة لتشعبها إلى عدة أقسام كالكفر والقتل والديّة وما إلى ذلك.
الفائدة العظمى سينالها القضاة الجعفريون والمحامون
وأكد الشيخ الركابي أن معظم العلماء كتبوا في الإرث مسائل إجمالية وفق المنهج القديم لا الحديث مع ذكر أمثلة قليلة لا تتعلق بالرياضيات الحديثة، إذ يرى بعضهم أن ليس بالضرورة مثلًا مضاعفة الفريضة للحصول على كسر عشري صحيح، متابعًا: “إنني أخالف هذا القول وأؤمن بأن على المسائل الإرثية أن تتوافق مع الرياضيات الحديثة وذلك لأن طلبة العلوم الدينية والقضاة والمحامون قد درسوا الرياضيات وعلينا أن نخاطبهم بالرياضيات الحديثة وذلك أوفق من التوجه إليهم بلغة الفقهاء القديمة. ولعل الفائدة العظمى من هذا الكتاب سينالها القضاة الجعفريون والمحامون نظرًا للمسائل الشرعية التي تُعرض عليهم”.
وأضاف سماحته: “ما يميّز الكتاب هو الاعتماد على المنهج الحديث ولست أعلم إن كتب أحدهم كتابًا بهذا التفصيل الرياضيّ. والجزء الأول مختص بالطبقة الأولى، وهي الأبوان والأولاد والأحفاد وقد كتبت فيه ما يقارب الثلاثمائة مسألة والتي تعد أهم المسائل الرياضية الجاهزة واعتمدت على أمر مهم في الفهرس وهو أن المسألة مطروحة ولن يحتاج القارئ إلى جهد كبير في البحث عن المسائل”.
مسائل الكتاب تتناسب مع فتاوى العلَمين الخوئي والسيستاني
وتابع بالقول: “قلما نجد أذنًا صاغية في مسائل الإرث لصعوبتها ودقتها في الرياضيات لكنه موضوع شائك ومهم وبالرغم من أن هناك اختلاف بسيط بين الفقهاء في هذا الموضوع إلا أن هناك صعوبة قصوى في توضيح هذه المسائل للعامة”، مضيفًا أن الخلاف في قضايا الإرث بين مجموع الفقهاء بسيطٌ جدًا، ومسائل الكتاب تتناسب مع فتاوى العلَمين السيد الخوئي رحمه الله والسيد السيستاني حفظه الله، مشيرًا إلى أن المسائل الخلافية بسيطة وقد تمت الإشارة إليها في كتيب سيُطبع قريبًا بعنوان “فوائد إرثية”.
الكتاب مرجع توضيحي مفيد للطلبة وأساتذة الحوزة العلمية
وحول اعتمادِ الكتاب كمنهجٍ درسيّ استبعد سماحته هذه الفكرة “لأن الحوزة العلمية لا تختصّ بالمسائل الرياضية ولكن قد يستخدمُ كمرجع للاستفادة منه من قبل الطلبة وأساتذة الحوزة”، مؤكدًا أنه ليس فقيهًا مجتهدًا مستنبطًا للأحكام بل موضحًا للمسائل الإرثية التي توصَّل إليها المجتهدون.
وختم بالقول أن الجزء الثاني من الكتاب المختصّ بالطبَقتين الثانية والثالثة في طور الإعداد وستكون الطبقتين في مجلد واحد.
قراءة الكتاب
وفي قراءتنا للكتاب “المسائل الإرثية وفق المنهج الرياضي الحديث –الطبقة الاولى” يسعى الشيخ الركابي الى تقديم خدمة بسيطة لطلبة العلوم الدينية والاساتذة القضاة والمحامين وكل المثقفين من خلال حل بعض المسائل الارثية وفق الطرق الرياضية الحديثة المتعلقة بالطبقة الاولى.
الكتاب الصادر عن دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع والذي يقع في 300 صفحة، يذكر الركابي في أوله كيفية استخراج الفريضة حسب المنهج الرياضي الحديث، ضاربا بذلك أمثلة مع حلولها لايصال الفكرة.
ثم قسم الكتاب الى فصلين: الاول وهو الاهم ومحل للابتلاء اكثر من الثاني الآباء والاولاد والزوجان، والثاني: اولاد الاولاد – وهو قليل الابتلاء، وذكر في نهاية كل فصل القواعد العامة لكيفية استخراج الفضيلة وكيفية توزيعها على الورثة اضافة الى ذكره في نهاية كل فصل مسألة ارثية مع حلّها.
ولمعرفة كيفية استخراج الفريضة وتقسيمها على الورثة، يذكر الكاتب “اننا نستعمل الطريقة الرياضية المعروفة باستخراج المضاعف المشترك الاصغر بين مقامات الكسور، اي توحيد هذه المقامات، وهي: نحلل المقامات جانبا الى ابسط عوامل، ثم نضرب هذه العوامل مع بعضها البعض ويسمى الناتج من ضرب جميع العوامل بـ (المضاعف المشترك الأصغر) ثم نقسّم هذا المضاعف على كل مقام من المقامات وناتج القسمة يضرب في البسط فيخرج سهم كل واحد من الورثة، ثم نجمع البسوط ويقسم المجموع على المضاعف المشترك – المقام-.
ويشير الكاتب الى انه يهدف في كتابه هذا الى خدمة المذهب وابنائه خصوصا وان مثل هذا الكتاب صعب المرام يحتاج الى متمرس لحل الغازه، وقد كتب هذه المسائل عن ظهر غيب مستغلا وقت الفراغ في اثناء سفره ولم يرجع لاي مصدر او شخص قط.
النهاية