خاص شفقنا-شدد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والخبير العسكري الاستراتيجي أمين حطيط في حديث خاص لوكالة “شفقنا” على ان المقاومة اختارت توقيتا بغاية الدقة لبدء المعركة في جرود عرسال وذلك بعد ان استنفذت كل الطاقات التفاوضية وفشلت التحالفات ولم يعد هناك عذر او ذريعة.
ولفت الى ان هذا التوقيت توافق مع متغيرات داخلية لبنانية تمنع الطريق الذي يغطي الارهاب من تفعيل فجوره الحاضن للارهابيين كما حدث في العام 2014 وفي العام 2016، مشيرا الى انه يتناسب والمتغيرات الاقليمية والدولية التي تقود كلها الى التخلي عن جبهة النصرة اقله، وفقا لما هو متداول في الاعلام، فكان هذا التوقيت ملائما من وحي المسؤولية والاستراتيجية والسياسية على حد سواء.
وحول سير المعركة وإدارة العملية اعتبر العميد حطيط ان حزب الله استطاع ان يستفيد من المنظومة التي تشكلت من المقاومة والجيش اللبناني والجيش العربي السوري، فكانت منظومة شاملة ومؤثرة، حيث ان الجيش اللبناني قام بمهمّة الانتشار من الغرب والجيش العربي قام بمهمة الدعم الناري والجوي وقامت المقاومة بدور الاقتحام والتفجير فضلا عند تقديم خدماتها النارية لاستهداف المقاتلين.
اما عن الخطة التي اعتمدها حزب الله في الهجوم، فأشار حطيط الى انها خطة ذكية ودقيقة ومركبة اذهلت المسلحين وقادتهم الى الانهيار المعنوي ما جعلهم باتوا في وضع لا يقوون فيه لا على الصمود ولا على القتال.
واذ اعتبر حطيط ان مرحلة معركة عرسال هي مرحلة اولية، لفت الى وجود مراحل تتبعها وهي مرحلة الثانية مرحلة القضاء على داعش، ولا بد ان تحصل، مشيرا الى اهمية مقاربة مخيمات النازحين السوريين بشكل حادق وذكي حتى لا تصبح هذه المخيمات بمثابة بؤر ومصادر لانتاج الارهابيين.
ولم يتوقف أصحاب المعركة وقادتها عند أصوات النشاز والاعتراض التي صدرت عن بعض اللبنانيين
وتوقف العميد حطيط عند اصوات النشاز والاعتراض التي صدرت عن بعض اللبنانيين والاحزاب المعارضة لهذه المعركة معتبرا ان هذه الاصوات هي اصوات مأجورة وهي ضد المصلحة الوطنية وتخونها، وقال: “ليس من المفيد الاستمرار في هذه المسيرة، لقد جربوا هم هذه التصرفات في العام 2014 ونجحوا في ثني الجيش اللبناني عن التصدي للارهاب ومارسوا نفس الفجور في العام 2016 ونجحوا في الحد من استكمال المقاومة في تطهير الجرود، لكن الآن الامور تغيرت فإن عويلهم وصراخهم لن يؤدي الى شيء يمكّنهم من القول انهم نجحوا كما نجوا في الماضي، لذلك نجد انهم قد بلعوا السنتهم في اليومين الأخيرين وتقبلوا على مضض الواقع المفروض دون ان يكونوا موافقين عليه”.
وحول نتائج المعركة ختم العميد حطيط بالقول: “حققت معركة المقاومة في عرسال نتائج بالغة الاهمية على الصعيدين الاستراتيجي والامني، فعلى الصعيد الاستراتيجي قطعت يد اسرائيل من التدخل بين الحدود اللبنانية السورية حيث عرسال محطة لجبهة النصرة التي تشغلها اسرائيل، وعلى الصعيد اللبناني ارتاح لبنان من قاعدة ارهابية كانت تعبث بأمنه، أما على الصعيد السوري فقد ارتاحت القلمون من قاعدة ارهابية كانت تدخل في البؤر والنتوءات العاملة هناك، وبالتالي فيها مصلحة للجميع وهي تظهر مدى التكامل الأمني بين لبنان وسوريا واهميته.
ملاك المغربي