شفقنا العراق-هناك سؤال يطرح: من هم الاصوليون والمتكلمون والمحدثون والاخباريون؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: من هم الاصوليون والمتكلمون والمحدثون والاخباريون؟
الجواب: الاصوليون: هم العلماء الذين يعتمدون في استنباط الاحكام الشرعية على قواعد كلية عقلية ونقلية ويخضعون الاخبار إلى موازين علم الدراية والرجال. وهم في قبال الاخباريين الذين اشتهروا بانهم لا يناقشون في سند الكتب الاربعة ولا يعملون العقل في استنباط الاحكام الشرعية، وملخص الخلاف بين الاصوليين والاخباريين هو:
1- الاجتهاد والتقليد: فأوجب الاصوليون الاجتهاد كفاية وأوجبوا على العامي تقليد المجتهد، ومنع الاخباريون من تقليد المجتهد وقالوا يلزم الرجوع إلى الامام بالرجوع إلى الاخبار المروية في الكتب الاربعة.
2- منع الاصوليون تقليد الميت ابتداء واختلفوا في جوازه دواماً. وقال الاخباريون إن الحق لا يتغير بالموت والحياة، وجوابه: أن الحق الذي لا يتغير هو الواقعي لا الظني، والاخبار تفيد الظن.
3- قال الاخباريون ـ كما تقدم ـ إن أخبار الكتب الأربعة كلها صحيحة لأن جامعيها قد انتقوا الأخبار وحذفوا منها ما رواه الضعفاء والمجروحين وغيرهم وأثبتوا ما رواه الثقات فقط أو قامت عندهم قرائن على صحته . وقال الاصوليون: إن في الأخبار الصحيح والحسن والموثق والضعيف والمرسل، وأخبار الكتب الأربعة يوجد فيها هذه الأصناف، فوجب أن نبحث عن أسانيدها ولا يجوز أن نحكم بصحتها كلها، ولو سلمنا أن جامعي هذه الكتب قد انتقوا أحاديثها فهم قد فعلوا ذلك بحسب اجتهادهم الذي يجوز عليه الخطأ.
وهناك خلافات أخرى، ولكن ماذكرناه هو أبرزها.
المتكلمون: هم علماء الكلام أي (العقائد)، وعلم الكلام هو العلم الباحث عن وجوب وجود الله، وصفاته، وعدله، والنبوة، والإمامة، والمعاد، على قانون الاسلام، ووظيفة هؤلاء العلماء هو الدفاع عن عقائد الاسلام بواسطة البحوث الكلامية ورد مفتريات الزنادقة وادعاءاتهم، وبحوثهم تكون بأدلة ممزوجة من العقل والشرع بمقدمات مقبولة عند الجمهور أو مسلمة عند الخصم، وذلك لأجل حراسة المعتقدات التي نقلها الشارع الاسلامي عن آراء المبتدعين وأوهام المضلين.
المحدّثون: أصحاب علم الحديث، وهم العلماء العارفون بالأخبار وصدورها وسندها، وهم الجامعون للأخبار بحسب منهج معين. ومنهم: الشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي رحمهم الله. وليس كل محدث رجاليا أو عالما بالرجال أعني علم الدراية والجرح والتعديل، فالمحدث جامع للأخبار على منهج عام ورأيه الخاص في اختيار طائفة من الأحاديث دون سواها. بينما الرجالي كالنجاشي مثلاً ليس من شأنه جمع الأخبار بل تنقيحها ونقدها ضمن موازين ثابتة متفق عليها في علم الدراية والجرح والتعديل. وليس معنى ذلك أن المحدث أعم مطلقاً من الرجالي، لأن المحدّث قد لا يكون متقناً لعلم الرجال والغالب فيه أن يكون قريباً من عصر صدور الأخبار بينما الرجالي ليس كذلك بل هو صاحب صناعة .
الاخباريون: قد تقدم ذكرهم في تعريف الاصوليين.