خاص شفقنا-في الوقت الذي كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يتجول في شوارع الموصل المحررة من دنس “الدواعش”، كانت القوات الامنية العراقية تضبط شاحنة محملة بالمتفجرات على طريق الدورة السريع جنوبي بغداد.
خبر ضبط الشاحنة المحملة بالمتفجرات لم يثر الاهتمام كثيرا في الشارع العراقي ولا حتى لدى وسائل الاعلام العراقية، في ظل اجواء الفرح التي تعم العراق من شماله الى جنوبة ومن شرقه الى غربه، بعد تحرير الموصل من “الدواعش” واسقاط دولتهم دولة الخرافة والجهل.
وان كنا نشارك العراقيين فرحتهم بالانتصار الكبير الذي حققوه على عصابات “داعش”، ولسنا بصدد ان نفسد عليهم فرحتهم، الا ان خبر ضبط الشاحنة المحملة بالمتفجرات من قبل القوات الامنية العراقية، لا يجب ان يمر من امامه العراقيون مرور الكرام ، فهذا الخبر يؤكد ان عصابات “داعش” بصدد الانتقام لهزيمتها في الموصل وسقوط خرافتها .
ان اكبر تفجير دموي شهده العراق منذ عام 2003، هو الذي قع في تموز/يوليو 2016 في منطقة الكرادة في بغداد، وادى الى استشهاد ما لايقل عن 320 شخصا، عقب الحاق القوات المسلحة العراقية الهزيمة با“الدواعش” في الفلوجة التي كانت تعتبر معقلا لهم في غرب بغداد، الامر الذي يحتم على القوات الامنية العراقية ان تعمل بكل ما تملك من امكانيات، دون تكرار ما حدث في الكرادة، في اي منطقة من مناطق بغداد او غيرها من مدن العراق.
من الواضح ان الهزيمة المنكرة التي منيت بها “داعش” في الموصل ، والتي اعتبرها “الدواعش” عاصمة دولتهم الوهمية، هي اكبر بكثير من هزيمتهم في الفلوجة او في غيرها من مناطق العراق، لذلك سيحاول “الدواعش” التغطية على هزيمتهم من خلال الانتقام من اهالي الجنود الابطال الذين اذاقوهم مر الهزيمة في ساحات القتال، عبر العمليات الارهابية الجبانة كالتفجيرات والاغتيالات والجرائم العبثية الاخرى، التي لن تكون لها ادنى تأثير على ارادة العراقيين في مواجهة الارهاب “الداعش” واستئصاله.
على الحكومة العراقية والاجهزة الامنية والقوات المسلحة، ان تكون على اهبة الاستعداد لافشال مخطط “الدواعش”، للانتقام لهزيمتهم من العراقيين عبر التفجيرات العشوائية، وان ضبط الشاحنة المحملة بالمتفجرات على طريق الدورة بغداد، يؤكد ان الاجهزة الامنية العراقية باتت على اطلاع كامل على طريقة عمل “الدواعش” بعد كل هزيمة تنزل بهم.
على الاجهزة الامنية العراقية ان لا تسمح بتكرار مجزرة الكرادة، فارواح العراقيين امانة في اعناقها، ولا سبيل للحفاظ علي هذه الارواح البريئة، الا من خلال العمل الاستخباراتي المكثف والدقيق والعلمي، عبر رصد كل التحركات المشبوهة كبيرة وصغيرة، والتعامل معها بجدية وحزم، وتكثيف هذه الجهود لاسيما خلال الايام والاسابيع والاشهر القادمة.
تجارب القوات الامنية العراقية مع “داعش” وخاصة بعد هزيمتها في الفلوجة، يجب ان تشكل رصيدا لهذه القوات في كيفية التعامل مع عمليات “داعش” وكيفية افشالها قبل وقوعها، فهناك الية باتت معروفة لـ“الدواعش” قائمة على التحرك في اعقاب كل هزيمة، عبر تنشيط الخلايا النائمة داخل بغداد وغيرها ومدها بالمواد المتفجرة والسيارات المفخخة القادمة من مناطق باتت ايضا معروفة ومكشوفة للقوات الامنية.
العراقيون يستحقون الفرح لاسيما بعد تحريرهم الموصل وقبرهم والى الابد حلم “الدواعش”، الا ان هذا الفرح لا يجب الا يشغلهم عن ما تخطط له عصابات “داعش” المهزومة، فاهمية الانتصار الامني على “داعش” في بغداد وباقي المحافظات، عبر وأد عملياتهم الارهابية قبل ان ترى النور، لا تقل اهمية عن الانتصار الذي حققه العراقيون في الموصل، فانتصار الموصل يتعزز بالانتصار الامني.
النهایة