شفقنا العراق- أعلنت دول الحصار فجر اليوم الأربعاء أنها تلقت عن طريق الكويت الرد القطري على مطالبها، في حين أكدت قطر أن ردها كان في الإطار العام الذي يحفظ سيادة قطر ويرفض الوصاية عليها.
وقالت الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) -في بيان- إنها سترد في الوقت المناسب على الرد القطري، الذي هو بدوره رد على المطالب الـ13 التي تقدمت بها دول الحصار في وقت سابق.
وكانت الخارجية السعودية قالت -في وقت متأخر من مساء الثلاثاء- إن وزير الخارجية عادل الجبير استقبل وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي محمد العبد الله الصباح في جدة، وتلقى منه الرد القطري.
وأفادت مصادر بانعقاد اجتماع بين رؤساء أجهزة المخابرات في مصر والسعودية والإمارات والبحرين أمس الثلاثاء بالقاهرة قبيل الاجتماع الوزاري المرتقب.
وفي إطار الحراك الدبلوماسي بالمنطقة، زار وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي أمس الكويت، والتقى أميرها صباح الأحمد الصباح، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية.
الدوحة تردّ: المطالب غير واقعية ولا يمكن تطبيقها
فيما ينتظر المراقبون رد الدول المقاطعة حيال الرد القطري على مطالبها، وصف وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مطالب الدول المقاطعة بأنها غير واقعية وغير قابلة للتطبيق.
ودعا رئيس الدبلوماسية القطرية خصوم بلاده في الوقت ذاته إلى مواصلة التفاوض، غداة تسليم الدوحة ردها على مطالب الدول المقاطعة عبر الوسيط الكويتي، ما يوحي بأن فصلا جديدا من التصعيد ينتظر هذه الأزمة.
الوزير القطري، قال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني زيغمار غابريل بالدوحة: “اللائحة، غير واقعية” وغير قابلة للتطبيق، والشروط التي تتضمنها لا تتعلق بالإرهاب بل بقمع حرية التعبير.
وألقى وزير الخارجية القطري بالكرة إلى ملعب الخصوم، متجاوزا طرح الدول المقاطعة المرتبط بتنفيذ مطالب ضمن مهلة محددة انتهى تمديدها الأخير، بقوله :”لا يوجد حل لأي أزمة إلا من خلال طاولة المفاوضات”.
يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر كانت قدمت لقطر لائحة من 13 مطلبا، من بينها خفض مستوى العلاقات مع إيران، واغلاق وسائل اعلام قطرية، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية.
أبو الغيط: دول المقاطعة اختارت أسلوبا خاطئا مع قطر
اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر مارست أسلوبا خاطئا بطرح مطالبها لقطر علنيا، معربا عن استعداده للعب دور الوساطة بينها.
وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلو ألفانو، عقب محادثاتهما اليوم الثلاثاء في روما: “إن هذه القضية معقدة وسيتطلب حلها وقتا، لكن الإعلان عن هذه المطالب، ونشرها بعد ذلك ليس أسلوبا صائبا”.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية أن “هذا الوضع كان يحتاج إلى عمل أكثر سرية”.
وتابع أبو الغيط موضحا: “لا أستطيع أن أعلق هنا على أي من هذه النقاط أو المطالب، لأن هناك أطرافا عليها أن تبحثها عبر وساطة، وليس من الممكن أن نقفز فورا إلى النتيجة”.
من جهة أخرى، أكد أبو الغيط أن جامعة الدول العربية “تدعم بشكل كامل جهود الوساطة، التي تبذلها الكويت”، وأردف مشددا: “إننا أيضا على استعداد لأن نقوم بدور، في حال تطلبت الضرورة، لكن لم نتلق حتى الآن أي طلب بهذا الشأن”.
وتجدر الإشارة إلى أن قطر انتقدت في وقت سابق، على لسان وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، موقف الجامعة العربية من الأزمة الخليجية الراهنة، حيث قال إنها “لم تحرك ساكنا منذ فرض الإجراءات الجائرة على قطر”.
يذكر أن منطقة الخليج ( الفارسي ) تشهد حاليا توترا داخليا كبيرا على خلفية إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، صباح يوم 05/06/2017، عن قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض الحصار عليها .
واتهمت هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن قطر نفت بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أن “هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
وفي يوم 23/06/2017 قدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر للسلطات القطرية، عبر وساطة كويتية، قائمة تتضمن 13 مطلبا، محددة تنفيذها كشرط لرفع الحصار عن قطر، ومن أبرز المطالب خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، التي لم يتم إقامتها رسميا بعد، وإغلاق قناة “الجزيرة”، وقطع جميع الصلات مع جماعة “الإخوان المسلمون” والتنظيمات الارهابية .
وأمهلت الدول المحاصرة السلطات القطرية 10 أيام لتنفيذ هذه المطالب، متعهدة باتخاذ إجراءات إضافية ضد الدوحة في حال رفضها القيام بذلك، لكنها منحتها بعد انتهاء هذه الفترة 48 ساعة إضافية للقيام بذلك.
النهایة