شفقنا العراق-أكد المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي على أنّ نهج البلاغة يحتوي على أسس تفيد نمط الحياة الإسلامية في شتى المجالات، داعيا جميع الناس وسيما الشباب والمثقفين وجميع الذين يعملون في المجال الثقافي، إلى الاهتمام به وتطبيق مضامينه في حياتهم الشخصية.
وأشار آية الله مكارم الشيرازي خلال برنامج «ينابيع المعرفة» التلفزيوني إلى أهمية التعرّف على سيرة الإمام أمير المؤمنين (ع)، قائلاً إن للتعرّف على سيرة أمير المؤمنين لابد من قراءة كتاب نهج البلاغة الذي يحتوي على 241 خطبة، و79 رسالة، و480 حكمة وهو كنز كلما يطالعه الإنسان يتعرّف أكثراً فأكثراً على شخصية الإمام علي (ع).
وأوضح المرجع الديني إن الإنسان لا يقدر على أن يتخصص في عدّة مجالات لكن قراءة نهج البلاغة والاطلاع عليه يثبت أنّ الإمام علي (ع) له عدة تخصصات، فخطبة الاشباح تتحدث عن المسائل العرفانية والتوحيدية، وعهد الإمام علي (ع) إلى مالك الأشتر حينما ولاّه على بلاد مصر، من أهم وأطول رسائل أمير المؤمنين (ع).
وبين أستاذ الحوزة العلمية في قم إن عهد الإمام إلى مالك الأشتر كان يهدف إلى تأسيس نظام إداري وقانوني على الصعيد الإسلامي يبدأ من الحاكم نفسه. وهذه دلالة على أنّ الإمام أفضل الحكام وأفضل المدراء فقد ترجم هذا العهد إلى عدة لغات وتم اعتماده في الأمم المتحدة، كما أن خطب كثيرة تدل على أنّ الإمام قائد عسكري بامتياز.
وأضاف آية الله مكارم الشيرازي أنّ الإمام علي (ع) أفضل أستاذ أخلاق بيّن الفضائل الأخلاقية بشكل دقيق بعد النبي (ص) بحيث أوضح أمير المؤمنين (ع) في خطبة المتقين 110 فضيلة أخلاقية، وذلك حين طلب منه همام وهو من خُلّص شيعته وعُبّادهم أن يصف له المتقين فأجابه الإمام أمير المؤمنين (ع) عن ذلك، وبدأ يصف له المتقين من حيث سلوكهم الفردي والاجتماعي والعبادي. وما أن أتم الإمام خطبته حتى خرّ الرجل صريعا لشدّة تأثره بالخطبة، بحيث لا توجد أفضل من خطبة المتقين في بيان الفضائل الأخلاقية.
وقال إنّ الإمام أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة يدعو إلى الاعتدال في الحياة والمعيشة والابتعاد عن الافراط والتفريط في الحياة، فهذا الكتاب العظيم يحتوي على أسس تفيد نمط الحياة الإسلامية في شتى المجالات، داعيا جميع الناس وسيما الشباب والمثقفين وجميع الذين يعملون في المجال الثقافي إلى الاهتمام بكتاب نهج وتطبيالبلاغة ق مضامينه في حياتهم الشخصية.
النهاية