شفقنا العراق-اقام مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة وبالتعاون مع جامعة الصدر الدينية في النجف الأشرف ندوة علمية تحت عنوان “مباني الفقه الفعال” وبمشاركة آية الله الشيخ علي اكبر السيفي المازندراني، أحد أساتذة البحث الخارج ومدير معهد الفقه الفعال في حوزة قم المقدسة وله من المؤلفات ما يناهز السبعين مؤلفاً في شتى العلوم الدينية.
وقال مدير مركز عين الشيخ ثامر الساعدي لمراسل شفقنا العراق، “اقام مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة وبالتعاون مع جامعة الصدر الدينية في النجف الأشرف ندوة علمية تحت عنوان “مباني الفقه الفعال” وبمشاركة آية الله الشيخ علي اكبر السيفي المازندراني ولقد ازدانت الندوة بحضور غفير من أساتذة الحوزة العلمية وطلابها، وعددا من أساتذة الجامعات الأكاديمية، وازدانت ايضا بحضور آية الله الشيخ محمد اليعقوبي”.
واضاف الساعدي إن “الشيخ المازندراني تناول موضوعة الفقه الفعال في اطار قوله تعالى بقوله تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة : 122] وقوله تعالى {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى : 13].
وتابع “في اطار سعي الحوزات العلمية لتخريج الفضلاء والمجتهدين بالطريقة المبرمجة والممنهجة، فإن الفقه الفعال يبتني على عنصرين وهما : الفقه والفعالية، اما الفقه فالمراد به في الآيات القرآنية وكثير من النصوص الدينية ما يشمل معنى واسع غير المعنى المصطلح عليه الآن بين عدداً من الفقهاء، فهو اليوم مختص بالأحكام الشرعية الفرعية ولكنه في القرآن الكريم ونصوص أهل البيت سلام الله عليهم معناه ما يشمل الأصول العقائدية والأخلاقية والمعارف الإلهية ومن ضمنها الأحكام الشرعية”.
واشار الساعدي “استدل الشيخ المحاضر على ذلك بآية الإنذار وهي قوله تعالى (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) فإن الإنذار فيها لا يتحقق بمجرد الفتوى بالحكم الشرعي وانما ببيان المعارف الإلهية بالمعنى الواسع”.
وبين الساعدي “اما العنصر الثاني الذي بينه الشيخ المازندراني فهو الفعال وهو وصف للفقه أي المؤثر الذي يكون له برنامج في جميع مجالات الحياة من حكومة وسياسة وعبادة وطب وحقوق واسرة وثقافة وفنون وكل ما يبتلي به الانسان المعاصر، فالفقيه الفعال هو الذي يتمكن من الاستنباط في جميع هذه المجالات، وفعالية الفقه تبتني على اساسين: الاول : اقامة الدين الالهي فهذا هو الغرض الرئيسي من بعثة الانبياء والثاني : تزكية الناس وتعليمهم الدين”.
وتابع الساعدي “ثم اضاف الشيخ المازندراني ويمكن تحصيل الفقه الفعال بإيجاد التحول في علم الاصول لأنه يبين الحجة على الحكم الشرعي ولا تتحقق الفقاهة الا بالإحاطة بحجج الاحكام الفرعية، واكد على ضرورة البحث في المسائل الاصولية التي اغفلت او لم تنل نصيبها الكافي من البحث كالبحث في مقاصد الشريعة وقاعدة الامتنان ودور الزمان والمكان في الاجتهاد”.
وختم الساعدي قوله “ثم جرت مناقشات بين الحضور والشيخ المازندراني بعد انتهاء المحاضرة للاستيضاح والتعليق على ما تم طرحه”.
تقرير: فراس الكرباسي