خاص شفقنا-بيروت-“هذه الإنتخابات ستكون ملحمة تشبه الإنتخابات السابقة للجمهورية الإيرانية لجهة أوسع مشاركة شعبية”، هكذا عبر الباحث في الشأن الايراني الدكتور محمد شمص خلال حديثه عن الإنتخابات الإيرانية الحالية، حيث رأى أن المشاركة ستكون واسعة وتتجاوز الـ70% في ظل المنافسة الشديدة التي بدأت بين المرشحين خاصة بين موالي مرشح التيار المحافظ السيد ابراهيم رئيسي والمرشح الإصلاحي الشيخ حسن روحاني.
وفي حديث خاص مع وكالة “شفقنا”, نفى شمص أن يكون المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي داعما للسيد رئيسي لأن دعمه لأي من المرشحين يعتبر مخالفة قانونية، واضاف “السيد الخامنئي لا يرتكب مثل هذه المخالفة، فهو كمرشد أعلى للثورة الإسلامية يعطي مواصفات الرئيس الأفضل برأيه والتي تنطبق عليه مواصفات الرئيس الناجح وعلى الناخب أن يختار ويحدد من يمتلك هذه الصفات”.
وفيما يتعلق برؤية كل من المرشحين حول مقاربة الملفات الاقليمية والدولية اعتبر شمص أن هناك تفاوت واختلاف بين الطرفين بلا أدنى شك، فالرئيس روحاني يدعو الى الحوار مع الأميركيين لإنهاء الملفات العالقة رغم كذب الأميركيين وازدواجية مواقفهم وتهديداتهم وعقوباتهم الأخيرة وعدم التزامهم ببنود الإتفاق النووي الموقّع بين ايران والسداسية الدولية. اما المرشح السيد رئيسي يرى أنه لا يمكن الحوار مع الأميركيين وإيجاد حلول معهم بسبب الإعتداءات على السيادة الإيرانية ودعم الإرهابيين ضدها. وتابع:”كذلك هناك تفاوت على المستوى الداخلي الايراني لا سيما فيما يتعلق بالاقتصاد والأوضاع المعيشية فيها”.
فوز روحاني لا يعني المطالبة بالتحرر
واشار شمص الى أنه لا يمكن اعتبار مشاركة المرأة في الإنتخابات الإيرانية هي دعوة تحرر، فالمرأة في ايران هي ناخب رئيسي بغض النظر عمن يتم انتخابه، وهي تشارك بالحياة السياسية بقوة الى جانب الرجل، وعلى كل المستويات فالمرأة الايرانية موجودة لذا ليس هناك كلام على انها تطالب بالحرية في ايران، مشيرا الى أن هامش الحرية بين بلد وآخر يختلف، لكن هامش الحرية الموجود في ايران هو أكثر بكثير مما هو موجود في دول أخرى.
وأشار الى أن الكلام حول أن الشعب الإيراني يريد التحرر وأنه مل السياسات المحافظة في حال فوز الشيخ روحاني مجددا هو أمر غير دقيق، وأضاف:”فوزه سيكون نتيجة طبيعية لأن الشعب الإيراني يعطي الفرصة دائما لرئيس الجمهورية لولايتين، أما في حال فاز السيد رئيسي فسيكون أمرا مفاجئا”. لافتا الى أن سياسة الشيخ روحاني في حال فوزه مجددا ستبقى كما هي خاصة على المستوى الدبلوماسي.
وتابع “إيران اليوم تلعب دورا مهما في منطقة الشرق الأوسط والشيخ روحاني يمد يد الحوار الى دول الخليج سيما المملكة العربية السعودية رغم اعتداءاتها على إيران”.
وحول مستقبل إيران بعد الإنتخابات أضاف شمص:”ايران لديها مشروع سواء فاز الشيخ روحاني أو السيد رئيسي، هذا المشروع يدعمه الطرفان وهو مدعوم من قبل المرشد الأعلى السيد الخامنئي اسمه الاقتصاد المقاوم القائم منذ ثورتها بسبب العقوبات التي فرضت عليه والذي سيبقى مستمرا لمواجهة الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة للمواطنين”.
وفاء حريري