الجمعة, مارس 29, 2024

آخر الأخبار

الليلة التاسعة عشرة من رمضان.. فضلها وأهميتها وأعمالها الخاصة

شفقنا العراق-ليلة القدر الاولى وهي الليلة التاسعة عشر من...

دراسة تكشف: التدخين مدى الحياة يزيد من دهون البطن

شفقنا العراق-وجدت دراسة علمية جديدة أن التدخين قد يزيد...

رمضان في العراق.. تقاليد غنية وطقوس اجتماعية مميزة

شفقنا العراق ــ يحظى شهر رمضان في العراق بخصوصية...

مع ازدياد الوعي بخطورتها.. انخفاض الدكات العشائرية في بغداد

شفقنا العراق ـ مع ازدياد الوعي لخطورة الدكات العشائرية...

العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة الإمام المجتبى في باكستان

شفقنا العراق ـ أقام قسم الشؤون الفكريَّة والثقافيَّة في العتبة...

السيد الصافي: إمهال الله تعالى للعبد فرصة للتوبة وطلب المغفرة

شفقنا العراق ـ  فيما شرح قضية إمهال الله للعبد...

سعي محموم لتغطية حاجات البلاد من الكهرباء.. فاضل: ساعات التجهيز بوضع أفضل

شفقنا العراق ـ استعرض وزير الكهرباء العراقي زياد علي...

طقس العراق ..تساقط للأمطار في بعض المناطق وتقلبات في درجات الحرارة

شفقنا العراق ـ فيما أعلنت هيئة الأنواء الجوية، اليوم...

العراق على موعد مع دخول الكهرباء الأردنية السبت

شفقنا العراق- أكد المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية الأردنية...

قصف اسرائيلي على حلب ووقوع قتلى

شفقنا العراق - قصفت اسرائيل حلب مستهدفة عددًا من...

عشرات البرامج تعنى بالذكاء الاصطناعي في معرض النجف الأشرف

شفقنا العراق- نظمت وزارة التربية المديرية العامة للتربية في...

الشرطة العراقية تقبض على عشرات المطلوبين بقضايا مختلفة

شفقنا العراق ــ ألقت الشرطة العراقية القبض على عشرات...

المرأة العراقية وسوق العمل.. صعوبات وتحديات وعقبات قانونية

شفقنا العراق ــ تواجه المرأة العراقية الراغبة بالدخول إلى...

الهيئة العليا للتراث تناقش دور المخطوطات في تدوين التراجم وتوثيقها

شفقنا العراق ــ فيما ناقشت دور الوثائق والمخطوطات في...

الكمارك تبدأ العمل بنظام الاسيكودا

شفقنا العراق- من مركز كمرك ساحة الترحيب الكبرى في...

الموارد: اعتماد الأقمار الصناعية لدراسة التوقعات الجوية المؤثرة على دجلة والفرات

شفقنا العراق- تعمل وزارة الموارد المائية على اعتماد الأقمار...

قصف إسرائيلي يستهدف ريف دمشق ويتسبب بإصابة مدنيين اثنين

شفقنا العراق ـ استهدف قصف إسرائيلي مساء اليوم الخميس...

في ذكرى تأسيس منظمة بدر.. تأكيد عراقي على دور التضحيات في إسقاط نظام الاستبداد

شفقنا العراق ــ بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس منظمة...

زراعة ديالى تقدم سماد “الكومبوس” بسعر مدعوم

شفقنا العراق- تعمل مديرية زراعة ديالى على إنتاج كميات...

المالية النيابية: موازنة 2024 ستركز على القطاعات الخدمية

شفقنا العراق - أكدت اللجنة المالية النيابية أن موازنة...

النزاهة تضبط متهمين بالرشوة تسببوا بهدر نحو ربع مليار دينار

شفقنا العراق- تمكنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، اليوم الخميس، من...

السوداني يدعو الحكومات المحلية إلى العمل بروح الفريق الواحد وكسب ثقة المواطنين

شفقنا العراق- فيما دعا إلى العمل بروح الفريق الواحد،...

التجارة:استئناف العمل بمشروع البطاقة التموينية الإلكترونية قريبًا

شفقنا العراق ـ فيما حدد موعد استئناف العمل بمشروع...

السوداني يترأس الجلسة الثانية للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات

شفقنا العراق ـ ترأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني،...

المرجع وحيد الخراساني: الإمام الحجة المنتظر شمس منظومة الملكوت وتمثال وتجسيم للرسول الخاتم

شفقنا العراق-نشر موقع مکتب المرجع الدیني سماحة آية الله الشيخ وحيد الخراساني نص خطاب سماحته بمناسبة ذكرى مولد الامام الحجة المنتظر قائم آل محمد “عجل الله تعالى فرجه الشريف”، تابعه موقعنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

إننا نعيش على ابواب حلول شهر شعبان المعظم , و إن في هذا الشهر ليلة وفي تلك الليلة مولودا, عظمة تلك الليلة و عظمة المولود فيها فوق حدود الادراك و الوصف و البيان . هذا شيخ الطائفة قد أورد هذا الدعاء قبل الف عام تقريبا في كتابه مصباح المتهجد : هذا مطلع الدعاء : (( اللهم بحق ليلتنا هذه و مولودها )) .

شـمـس مـنـظـومـة الـمـلـكـوت

فما هذه الليلة التي أقسم على الله بها في دعائه , و ما حد عظمتها حتى يأمرنا الامام (ع) ان ندعوا : (( بحق ليلتنا هذه )) ؟

و أما المولود في تلك الليلة فالعقل أعجز وأقصر من أن يحطّ رحال المعرفة على أبوابه , فإن في عالم المُلك منظومة – شمسية – , و قد خلق الله تعالى في منظومة المُلك شمساً , و في عالم الملكوت منظومة , و قد خلق الله تعالى له شمساً , وشمس منظومة الملكوت هو مولانا الحجة ولي العصر وصاحب الزمان , لا عين تقدر على رؤية جرم الشمس و كتلتها , و لا عقل كذلك في عالم الوجود قادر على إدراك مقام شمس الوجود المسمى بصاحب العصر و الزمان و المهدي الموعود عليه الصلاة والسلام .

لـم نـعـرف الـنـبـي

لقد انقضت أعمارنا و ما زلنا لم نفهم رعية أي إمام نحن ؟ لا يُعرف صاحب الزمان عليه السلام حتى يُعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , لا بدّ اولاً من معرفة خاتم الانبياء صاحب المرتبة الاولى و الشخص الأول في عالم الامكان , لماذا ؟

هناك حديث صحيح , و معنى الحديث الصحيح هو أن كافة فقهاء المذهب العظام مِن دون استثناء يفتون على ضوء سنده في أعظم المسائل الفقهية و أدق مسائل أحكام الله تعالى .

هذا الأمر ورد في الخبر الصحيح وهو : قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( المهدي من ولدي إسمه إسمي و كنيته كنيتي , أشبه الناس بي خَلْقاً و خُلُقاً )) , فالعقل هنا في غاية العجز , وذلك أنه أولاً من هو الرسول الخاتم (ص) ؟

هو من ورد في القرآن سورة هي سورة (( البلد )) , تأمّلوا في القرآن الكريم فإن أسماء سُوَره مختلفة منها سورة يس , و سورة الصافات , و سورة الملك , و عمود السورة و اسطوانتها هي النقطة التي في اسمها , هذه سورة البلد , ما معنى البلد ؟ البلاد كثيرة , و الله عز وجل بذاته القدوسي الذي تجري بمحض إرادته المليارات من الكواكب و النجوم , و كل عالم الامكان بأمر كن فيكونه تدور و تجري , هذا الرّب الجليل القادر المتعال يقسم بالبلد الذي كان يقيم فيه الرسول الخاتم (ص) : (( لا اقسم بهذا البد , و انت حِلٌّ بهذا البلد )) , لأنك تقيم في هذا البد فإني أقسم به , هذه عظمة الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم .

من هو أيضا ؟ هو الذي ابتدأ الله تعالى سورة الإسراء بقوله : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا )) , أمثال الشيخ الأعظم الأنصاري قدس سره يبقى مبهوتا متحيّراً , حيث يسبّح الله تعالى ذاته المقدسة إذ أسرى بعبده النبي الخاتم (ص) , ويسبّح ذاته إذ عرج به إلى سماواته العُلى , هذه عظمة النبي الخاتم (ص) , (( لنريه من آياتنا )) أخذناه إلينا و عرجنا به لنريه من آياتنا , فما هي تلك الآيات ؟! نتركها لموضعها و نكتفي بإشارة هنا :

نـجـوم لـيـلـة الـمـعـراج

و أيضا في القرآن سورة أخرى هي النجم : (( و النجم إذا هوى , ما ضلّ صاحبكم و ما غوى , و ما ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى )) هذا حال المدح و الممدوح , فمن هو المدّاح ؟ إنه الله تبارك وتعالى , والمدح تقدم في سورة النجم و تتمته : (( علّمه شديد القوى , ذو مرّة فاستوى , و هو بالأفق الأعلى , ثم دنا فتدلّى , فكان قاب قوسين أو أدنى … )) إلى أن يقول : (( لقد رآى من آيات ربّه الكبرى )) ما هي هذه الآيات ؟ ماذا رآى في تلك الليلة ؟ في ذلك المعراج الذي يسبح الله تعالى ذاته به , رفع الستار و أزاح الحجاب عن عينه , نظر فأبصر اثني عشر نجماً , النجم الأول أمير المؤمنين عليه السلام , ثم رآى نجماً يتلألأ بين تلك النجوم الزاهرة كنجمة الصباح المتلألئة , قال إلهي من هذا ؟ فعرّفه الله تعالى : (( هذا مهدي آل محمد )) هذا هو إمام العصر والزمان (عج) .

و الحديث الصحيح هو : (( المهدي من ولدي … )) , الخاتم الذي يمدحه الله تعالى صار يمدح صاحب العصر و الزمان (عج) , هذا مقام ولي العصر عليه السلام , (( المهدي من ولدي , إسمه إسمي , و كنيته كنيتي .. )) , و لا يخفى أن اسم النبي الخاتم (ص) وكنيته لا يجوزان لأحد قط , فلا يجوز لأحد قط أن يسمّى باسمه ويكنّى بكنيته فيجمع بينهما في شخص واحد , و قد استثني من الآدميّين و الخلائق أجمع شخص واحد لا غير قد أطلق النبي (ص) عليه اسمه و كنيته و جاز له أن يجمع بينهما ؛ هو صاحب أمرنا و إمام زماننا (عج) ليس إلاّ .

اسـمـاء الـنـبـي مـخـتـصـة بـالـمـهـدي

لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إسمان , اسمه السماوي أحمد , و اسمه الأرضي محمد (ص) , و قد أهدى رسول الله (ص) كلا اسميه لإمام العصر والزمان (عج) , و كذلك أهداه كنيته , فالاسم اسم الخاتم (ص) , و الكنية كنية الخاتم (ص) , وهي (( ابو القاسم )) و هي لا تجوز قط لإمام من الائمة عليهم السلام سواه , فاعرفوا إمام زمانكم .

و ما يقف عنده العقل مبهوتاً متحيراً قوله (ص) : (( أشبه الناس بي خَلقاً و خُلُقاً )) , له من الكمال عين ما لرسول الله (ص) , و قد تجلّى فيه رسول الله (ص) .

ماذا لرسول الله (ص) حتى نعلم ما لإمام العصر (عج) ؟ إنّ للرسول الخاتم (ص) علماً عبّر عنه العزيز جلّت قدرته : (( وعلّمك ما لم تكن تعلم , وكان فضل الله عليك عظيما )) , انظر إلى حدود علمه في آية الكرسي (( العلي العظيم )) هذا العلي العظيم يعبّر عن علم رسوله (ص) : (( وكان فضل الله عليك عظيما )) , لقد عظّم علمه (ص) حتى عبّر العلي العظيم جلّت عظمته عن علمه بالعظيم , و حين يعرّج على بيان ما له من الخُلُق و مداها يقول : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) ثم إنه تعالى أعطى ذاك العلم العظيم و هذا الخلق العظيم الذي خصّ نبيه الخاتم (ص) به ؛ أعطاهما لإمام العصر والزمان (عج) .

طـلـب مـوسـى الـذي لـم يُـسـتـجـب

و حينئذ فاحزنوا لقصر نظركم و خاطبوه منذ الآن فصاعداً بهذه النظرة , كلّما زادت المعرفة إرتفعت قيمة الإنسان و شأنه .

ما هذا المقام ؟ و ما هذا المنصب ؟

ولنا في موسى بن عمران أسوة , اقرأ القرآن و تأمّل من هو موسى (ع) , إنه من قال عنه القرآن الكريم : (( وكلّم الله موسى تكليماً )) , (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقرّبناه نجيّاً )) , و قد أعطاه الله تسع آيات , إحداها عصاه التي كانت تنقلب ثعباناً , و ابتلعت ما في أيدي السحرة و أبطلت سحرهم العظيم , و الأخرى يده التي كانت تخرج بيضاء تنير الظلمة للعالمين , هذا النبي موسى بن عمران عليه السلام نظر إلى السِّفر الأول من التمكين – سفر التمكين الأول –و قرأ ما جاء فيه من فضل الله تعالى على الإمام صاحب الزمان (عج) , فلما انتهى و عرف مقامه و منزلته عند الله عزوجل قال : (( إلهي بلّغني ذلك المقام )) , سأل الله تعالى أن يبلّغه مقام إمام زماننا (عج) , كانت تلك أمنيته من الله تعالى , فجاءه الردّ من الله تعالى : (( يا موسى هذا المقام لا يتيسّر لأحد من الخلق )) , فنظر نظرة اخرى ليرى ما لصاحب العصر و الزمان (عج) من مناقب و فضائل و مكارم و كمالات , و تمنّى ذلك كلّه , و أعاد طلبه إلى الله جلّ وعلا : (( إلهي اجعلني عبدك هذا )) , و أجابه الباري عزّوجلّ : (( هذا غير ممكن و لا ميسّر لك )) , فأعاد الأمر ذاته ثالثة , و قال : (( إلهي اجعلني آخر أوصياء نبيّك الخاتم )) فجاءه الجواب : (( هذا غير ميسّر )) , هذا الذي يُعجز عقول العلماء و الحكماء و الفقهاء و يحيّر عقولهم , إنه مقام صاحب الزمان (عج) .

كيف يمكن الارتباط به ؟ أما طريق الإرتباط به عليه السلام فبيانه :

انظروا إلى هذه الزجاجة , ما هو تأريخها ؟ كلّ شيء يكمن ههنا , المصباح كان زجاجة , و الزجاجة كانت في الحجر , ممزوجة به , أدخلوا الحجر في الأفران الحرارية , فأذابوها بحرارة النيران , انفصلت ذرات الزجاج و خلصت من التراب , جمعوا ذرات الزجاج وقطعه و طحنوها ثم عجنوها و عالجوها بالحرارة و نفخوا فيها حتى صارت مصباحاً , و أخيراً تم إيصالها بمفتاح الكهرباء , و بمجرّد الكبس على المفتاح يتصل بالكهرباء , و هو حينئذ ليس مجرّد زجاجة , بل يكون مصباحا نيّراً ينير ما حوله , هكذا يكون حال قلوبنا نحن أيضا , و كذلك تكون أرواحنا . هذه الرّوح تشوبها أتربة الأهواء و الشهوات , يجب تخليصها و تزكيتها من غبار الهوى و الشهوات بمجاهدة تلك الأهواء و الشهوات و هي جهاد النفس , حتى تخلص الروح و تصير مثل تلك الزجاجة الشفافة و كالمرآة الصافية , وحينئذ تصبح النفس بالمجاهدة و التقوى كالمصباح المنير و يصير لائقاً بأن يتصل بمصدر الإشعاع و الطاقة الذي هو صاحب العصر و الزمان أرواحنا فداه , إذن يتصل قلب المؤمن بمصدر الطاقة و مركز الإشعاع فيشعّ نوراً و يضيء كلّ ما حوله , هذا هو الطريق إليه عليه السلام .

ظـهـور تـمـثـال الـنـبـي

إذا ظهر الإمام عليه السلام كان تمثالاً و تجسيماً للرسول الخاتم (ص) , والرسول الخاتم (ص) هو الذي قال الله تعالى عنه : (( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين )) فوجود صاحب الزمان كذلك رحمة للعالمين .

يعتقد بعض السفهاء أنه يأتي ليقمع الناس و يقطع أوصالهم , و إذا كان الأمر كذلك فلم ننتظره ؟ و نتمنى ظهوره ؟ لا يكادون يدركون أن الحقيقة ليست كذلك . أرأيت البستان ؟ إن البستانيّ يأتي ليقطع الأشواك و يقلع الأعشاب الضّارة بنموّ النباتات و الأشجار المثمرة , و لكي ينظف المزرعة و الزرع من كل ما يفسدها و يحول دون نشاطها وعطائها , و هكذا يصنع إمام زماننا (عج) حيث إنه مكلّف بقلع الأشواك البشرية النابتة في بستان الإنسانية و الحائلة دون نموّ أزهار الآدميّين و تقدّمها و تكاملها , إنه مأمور بقلع الموانع التي تفسد على الآدميّين نضرتهم , ليضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم , و يمزّق كلّ حجب الظلام عنهم .

ما هو عمل الطبيب الجرّاح ؟ إنه حين تظهر الغدّة في جسم الإنسان يعالجها , بالأدوية و السّبل الممكنة , فإذا استعصى العلاج , و لم تفلح معه الأدوية بأنواعها حتى استفحل الورم و انتشرت الغدّة السرطانيّة الخبيثة و عرّضت حياته لخطر الموت ؛ فإنه يضطرّ حينئذ إلى علاجها بعملية جراحية , و لا يمكن ملامة الجرّاح على أنه أخضع جسم هذا المريض للمشرحة و عرّضه للتقطيع و الاستئصال , وهكذا إمام زماننا (عج) إنه طبيب الإنسانية يقطع سرطان الانسانية من جذوره , و يقلع الجذور الفاسدة من اصولها حتى لا تعترض طريق كمال سائر الناس , فسيفه سيف رحمة كمشرحة الجرّاح , و عطاؤه أيضاً رحمةٌ , و عفوه رحمة كذلك , و هو رحمة للعالمين .

إلهي بدم الحسين سيد الشهداء (ع) بشفاه علي بن موسى الرضا المسمومة اجعلنا جميعاً مشمولين لعنايته الخاصة , ماذا لو نظر إلينا و لو من طرف خفيّ ؟ أتدري ما الذي يحصل عند ذلك ؟

كـرامـة عـظـيـمـة

الشيخ الصدوق اعلى الله مقامه رأس المحدثين و رئيسهم ينقل في كمال الدين عن محمد بن الحسن الصيرفي و كان من أهل بلخ , و كان يقبض الوجوه الشرعية من الناس ليوصلها إلى الحسين بن روح نائب الإمام (عج) في بغداد , و المسافة بين بغداد و بلخ بعيدة و الطريق شاقّ كانت لا تقطع في أقل من شهرين , حوّل تلك الأموال إلى سبائك من ذهب و فضة حتى يسهل حملها , و جاء حتى بلغ مدينة سرخس فنصب خيمة على أرض صخريّة قفراء و حطّ رحاله فيها , ثم انصرف إلى تلك السبائك يعدّها , فضاعت إحدى تلك السبائك و لم يعثر عليها , فذهب ليشتري بماله الخاص فضة ثم مضى في طريقه حتى بلغ مدينة همدان , و ذهب إلى بعض الصاغة هناك حيث جعل تلك القطع الفضّية على هيئة سبيكة و ضمّها إلى سائر السبائك الفضّية , و غادر همدان راحلاً عنها حتى وصل بغداد , سأل عن أبي القاسم الحسين بن روح , فلمّا عثر عليه و دخل داره وضع السبائك أمامه , فأخذ يقلّبها الحسين بن روح , فأوجس محمد بن الحسن في نفسه خيفة حين رآه يقلّبها , ثم أخرج أبو القاسم إحدى تلك السبائك و قال : (( هذه السبيكة ليست لنا , وسبيكتنا ضاعت في صحراء سرخس بين الأحجار )) , و أخبره بما صنع من شراء الفضة و إذابتها و جعلها سبيكة في مدينة همدان , و أنّه لدى عودته سيمرّ بنفس الأرض الصخرية ويخيّم فيها و سيعثر على تلك السبيكة الضائعة , و أمره (( فخذها عندك حتى تقدم إلى بغداد في رحلة أخرى و تحملها معك لتسلّمها ليد النائب من بعدي لأنك سوف لا تجدني في القابل إذ يكون الموت قد أدركني )) .

هذا من أصابته نفحة من نفحات إمام الزمان (عج) القدسية , فصعدت به مدارج الكمال و بلغت به هذا المقام الرفيع و المنزل العالي , حيث يرى الماضي و المستقبل , وهو في بغداد يرى ما يحدث في سرخس و يحيط به علماً , و لا تغرب عنه مدينة همدان , وعليه فإذا كان هذا حال خادمه (عج) ونائب من نوابه فما حاله و ما هو مقامه ؟ و ما هي منزلته ؟ لهذا لا نستغرب إذا كان موسى بن عمران (ع) يتمنّى مقامه ؟

هنيئاً لمن يقدّر هذه النعمة .

فـلـنـدعُ جـمـيـعـا

على الجميع قراءة دعاء الفرج الشريف : (( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه .. )) في ليلة النصف من شعبان لهذا العام في تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً , و لا تدعوا هذا الأمر طوال العام بل واظبوا عليه دائماً , و عليكم بتلاوة القرآن في كل يوم بما في وسعكم و اهدوا ثوابها إلى ولي العصر أرواحنا له الفداء , و لو التزمتم بذلك طيلة العام تكونون قد أهديتم أفضل المجوهرات و أثمنها و هي كلام الله تعالى إليه عليه السلام , و حينئذ لا تدري ما يصنع بك عندما يقدّمون إليه صحيفة أعمالك ليلة الثالث والعشرين من رمضان , فإنه يجازيك أفضل الجزاء .

يا للحسرة على ما فات من أعمارنا التي لم نستثمرها كما يجب , أما أنتم الشباب فعليكم بالعمل الدؤوب في عنفوان شبابكم , فلا تتركوا تلاوة القرآن و واظبوا عليها كل يوم , و اهدوها إلى إمام زمانكم (عج) , فإنك إذا ما وضعت وردة إلى جنب باقة من الورود قد لا ترى أثر ذلك في بادئ الأمر , لكنك لو تركتها بجوارها شهرا لوجدت لها عبقاً وعطراً شجيّاً قد اكتسبته من الزهور , فإذا قرأت القرآن عاماً كاملاً و أهديته إليه (عج) فإن لهديّتك هذه أثراً سحريّاً إذا ما أُعيد إليك ثمرها , و لا دخل لك بهذا الأثر السحريّ لأنه اكتسبه ممّن أُضيف إليه العمل و أُهدي إليه , و هو سليمان العصر و الزمان الذي يردّ الهديّة بأضعافها بجوده و كرمه , هذا هو المقام و المنصب , و هذا طريق الارتباط بولي العصر (عج) .

تتصوّرون أنه عليه السلام غائب عن الأنظار و الأبصار , لكنكم لا تعلمون أن أبصارنا هي المحرومة من رؤيته , و أن أشعّة أنواره تشرق على جميع الأفئدة و القلوب , هو الذي قال : (( إنّا غير ناسين لذكركم و لا مهملين لمراعاتكم )) فأنتم جميعاً تحت نظره و إشرافه , فلا تصيروا غرباء بعيدين عنه , حافظوا على الفرائض في أول أوقاتها , احفظوا علاقتكم بالله تبارك و تعالى وقوّوا ارتباطكم به , اقرؤوا القرآن في كل يوم , واهدوه إليه (عج) , لأنكم إنما تتمسّكون بحبل الله جميعاً بالتمسّك بالعروة الوثقى كتاب الله و العترة الهادية , وبهذين العملين تتّصلون بمبدأ عالم التكوين و الوجود و كذلك تتّصلون بحجّته على خلقه , و هذا يضمن لكم سعادة الدارين .

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه , في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا .

اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين , اللهم صل وسلم على وليّك وحجّتك صاحب العصر و الزمان عدد ما في علمك , بحق محمد و آله الطاهرين , و الحمد لله رب العالمين .

النهایة

مقالات ذات صلة