شفقنا – مثلما يبدو واضحا أن المعركة أو الملحمة الكبرى الدائرة الآن في سوريا والعراق وليبيا ونيجريا واليمن لا تبدو وشيكة الانتهاء وربما مرشحة للاستعار يبدو أيضا أن الحرب الإعلامية التي يشنها التحالف الكوني الداعشي مرشحة أيضا لمزيد من الالتهاب دعما لمواصلة هذا المشروع وأن الدواعش وحلفائهم السياسيين والفكريين مصممون على الاستمرار حتى آخر قطرة من دمائهم ودمائنا فهذه هي معركتهم الأخيرة.
الإجراءات الاحتفالية التي اتخذها البعض مثل المؤتمر الذي عقده الأزهر وأدان فيه داعش لم يكن إلا محاولة لذر الرماد في العيون ويبقى ما في القلب مرشح للظهور كلما بدت فرصة أو سنحت سانحة لضرب أعداء الدواعش في مقتل.
البيان الذي أصدره الأزهر أخيرا عما أسماه بالمجازر الجماعية التي ارتكبها الحشد الشعبي ضد (أهل السنة) يدخل في هذا الإطار بينما لم نسمع إدانة مشابهة للمجازر الجماعية التي يرتكبها الدواعش بشتى فصائلهم وآخرها تلك المجزرة البشعة التي ارتكبت ضد المسلمين في اليمن اثناء أدائهم لصلاة الجمعة وأدت لمقتل المئات منهم في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
البيان الذي أصدره شيخ الأزهر والذي نصب فيه نفسه هيومان رايتس ووتش وأمنيستي انترناشيونال وفرعا لمكتب الحريات الدينية يصب في خانة التحشيد والتجنيد لصالح داعش التي ترفع زورا وبهتانا لافتة أهل السنة قي العالم وليس حتى في سوريا والعراق.
لم يكن داعش بحاجة لأكثر من هذا!!.
الأزهر وجد سندا قويا من تلك الأحزاب السلفية التي هي في حقيقتها الجناح السياسي لداعش وهي من دون أدنى شك سند رئيس لجناحها المسلح الذي قتل ويقتل الآلاف عبر مفخخاته وأحزمته الناسفة التي لم تدع حرمة إلا انتهكتها سواء كانت مساجد أو حسينيات أو كنائس ناهيك عن تهجير مئات الآلاف من البشر الذي يقطنون الآن في الخيام أو في مراكز إيواء مؤقتة، كل هذا ولم نسمع سوى إدانات عائمة غائمة للعنف والإرهاب، أما إذا انتفض العراق وحشده الشعبي في مواجهة هذه الهجمة الشرسة فهو طائفي وينبغي إيقافه والتصدي له.
هنا تبدو أهمية توجيه صيحة تحذير للذين ناموا على حرير ظنا منهم أن موقفهم واضح للعيان وأن العالم يقف معهم ويساندهم ودليلهم على ذلك مؤتمرات رفع العتب التي عقدها الأزهر وأدان فيها (الإرهاب) ولعله كان يمهد لإدانة المقاومة والحشد الشعبي.
الأعجب من هذا أولئك الذين يعتقدون بجدوى تشكيل وفد لمقابلة شيخ الأزهر وإيضاح الصورة له بدلا من أن يطالبوه بتقديم مستنداته وتقاريره التي اعتمد عليها بالأسماء والأرقام.
حملة تضليل شرسة يقوم بها دواعش العالم العاملين تحت إمرة الشيطان الأكبر وجناحيه الخفاقتين الموساد والسي آي إيه الذي يواجه خطرا داهما يتمثل في تنامي القدرة العسكرية لرجال الله فهم وحدهم القادرون على إجهاض مشروعه للهيمنة على المنطقة والعالم ولا بد من حملة قوية متواصلة لإظهار الحقائق.
النهایة
بقلم: د أحمد راسم النفيس

