الخميس, أبريل 18, 2024

آخر الأخبار

جامعة الكفيل تستذكر فاجعة هدم مراقد أئمة البقيع وتناقش قانون العمل وتطبيقاته

شفقنا العراق-فيما نظمت مجلسًا عزائيًّا لإحياء ذكرى فاجعة هدم...

المندلاوي من تركيا: ضرورة القضاء على الفكر الإرهابي

شفقنا العراق ـ فيما دعا إلى التعاون من أجل...

مدينة الحلة.. نقص في البنى التحتية ومطالب بتحسين الواقع الخدمي

شفقنا العراق- رغم تصريحات عدد من المسؤولين بأن مدينة...

تحذيرات من انتشار التسول الإلكتروني في العراق

شفقنا العراق- التسول الإلكتروني من خلال فضاء المنصات ينتشر...

طريق التنمية.. مشروع واعد وفرصة اقتصادية مهمة للعراق

شفقنا العراق ــ يرى خبراء بأن طريق التنمية واحد...

وزير التجارة: تحقيق الأمن الغذائي على مستوى محصول الحنطة

شفقنا العراق-صرح وزير التجارة بأنه، تم تحقيق الأمن الغذائي...

رئيس الوزراء: الإرهاب استهدف جميع العراقيين دون استثناء

شفقنا العراق ــ أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني،...

لتوليد الكهرباء.. العتبة الحسينية تكشف عن مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء

شفقنا العراق ــ بالتنسيق مع الحكومة المحلية في محافظة...

الصحة: 96 بالمئة من إصابات الحصبة هي لغير الملقحين ضد المرض

شفقنا العراق ــ فيما أكدت أن 96 بالمئة من...

العتبة العباسية تصدر الكتاب الرابع من سلسلة “بحوث مختارة من مجلة الخزانة”

شفقنا العراق ــ فيما أصدرت الكتاب الرابع من سلسلة...

لخدمة التنمية التعليمية في العراق.. خمسة قوانين في طور التعديل

شفقنا العراق ــ بهدف خدمة العملية التعليمية في العراق،...

مجلس الخدمة: إغلاق التقديم على استمارة التوظيف للأوائل وحملة الشهادات

شفقنا العراق ــ أعلن مجلس الخدمة الاتحادي، اليوم الخميس...

المواقع الأثرية في العراق.. خطط للتأهيل والتسويق السياحي

شفقنا العراق- فيما أكدت وجود خطط كبيرة لتأهيل المواقع...

وزير الكهرباء: نواصل العمل مع الشركات الرصينة لتلبية احتياجات السكان من الطاقة

شفقنا العراق ــ فيما أشار إلى استعدادات الوزارة لذروة...

أشجار السدر في العراق.. أهمية كبيرة وفوائد متعددة

شفقنا العراق ــ تكتسب أشجار السدر أهمية كبيرة في...

أكثر من 8 ملايين سيارة في العراق.. تكاليف عالية وضغط على الطرق والجسور

شفقنا العراق ــ تزايد كبير بعدد السيارات في العراق،...

جامعة ديالى تعقد مؤتمرًا علميًا حول الحصانة الفكرية ومواجهة التطرف

شفقنا العراق ــ عقدت جامعة ديالى مؤتمرها العلمي حول...

التربية تحدد موعد اختبارات التسريع

شفقنا العراق ــ حددت وزارة التربية، اليوم الخميس (18...

بسبب زيادة الطلب.. تحديات مائية مستقبلية تنتظر العراق

شفقنا العراق ــ مع تزايد عدد السكان في العراق،...

رشيد يؤكد أهمية مواصلة الجهود الدولية لمكافحة العصابات الإرهابية والتطرف

شفقنا العراق ــ فيما دعا إلى تكثيف المساعي الدولية...

ارتفاع أسعار الذهب في تعاملات اليوم

شفقنا العراق ـ ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الخميس، إذ...

مرقد عبدالله بن جابر الأنصاري في داقوق.. مقصد للزوار من جميع الشرائح

شفقنا العراق- يعد مرقد عبدالله بن جابر الأنصاري أحد...

ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية

شفقنا العراق ــ ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة،...

شكلت لجنة لحسم الملف.. العدل تحصي عقارات الدولة في بغداد والمحافظات

شفقنا العراق ــ فيما أعلنت عن تشكيل لجنة عليا...

السوداني يدعو الشركات الأمريكية للاستثمار في العراق

شفقنا العراق ـ فيما دعا شركة بيكر هيوز الأمريكية...

نمط حياة منسوبي الحوزة العلمية ورجال الدين في حوار شفقنا مع حجة الإسلام روح اللهي

خاص شفقنا-بيروت-“هناك نوعٌ من التضخيم حول مستوى معيشة رجال الدين، والحقيقة أنّ هناك ما نسبته 5 بالمائة منهم يعيشون حياة مرفّهة…”

“عندما يريد طالب الحوزة، مثلاً، التزام الشرع بحذافيره في سلوكيّاته، فعليه اتّخاذ سبيل الاحتياط في كثيرٍ من الحالات. وحتى في المباحات التي تحلّ للجميع، عليه الاحتياط لئلّا يتورّط بشائبةٍ محرّمةٍ أو فعلٍ مكروهٍ…”.

رجال الدين وطلبة الحوزة… مستوى المعيشة والنظرة للرياضة والزواج ووسائل التواصل الاجتماعيّ

لطالما أثار نمط حياة رجال الدين وطلبة الحوزة اهتمامات العامّة وفضولهم؛ فتُثار مجموعة من الأسئلة والاستفسارات حول الحياة الخاصّة لتلك الفئة من المجتمع، والتي تتبوّأ مختلف المراكز الحكوميّة والإداريّة، من حوزويّةٍ وجامعيّةٍ وعامّةٍ، ليصبح استقصاء تفاصيل يوميّاتهم ومقارباتهم للمسائل المعاصرة والأعراف والتقاليد وغيرها، مادّةً دسمةً للبحث والدراسة والاستعراض.

يرسم حجّة الإسلام علي روح اللهي، أستاذ الحوزة العلميّة بقم ورئيس المركز الدوليّ للنشر في مؤسّسة الإسراء، صورةً عن ما يتوقّعه الوسط المتديّن من طالب العلم الحوزويّ كما يلي: “على طالب الحوزة ضبط نمط حياته وفقَ ما تتطلّبه حاجاته، لا أكثر من ذلك. وإن أردنا إلقاء نظرة على حياة الطلبة على أساس معيار الحدّ الأوسط لمستوى المعيشة، لوجدنا أنّ حوالَي خمسة وتسعين بالمائة منهم يعيشون في ظروف متوسّطة، بينما يتمتّع ما نسبته من أربعة إلى خمسة بالمائة منهم بمستوى معيشة أعلى من الوسط، وهو نمطٌ لا يحظى بقبول الطلبة، لكنّ انعكاس نمط حياة تلك النسبة الضئيلة يطغى على ما سواها ويصبح محور التداول، مخلّفاً- للأسف الشديد- انطباعاً سيّئاً عن جميع أفراد تلك الشريحة”.

يؤكّد أستاذ الحوزة، في سياق حديثه، على لزوم الفصل بين الأموال الخاصّة بالحوزة وممتلكات العلماء؛ إذ لا شكّ في أنّ الحوزة بحاجة لمجموعةٍ من المستلزمات التي يجب تأمينها، وفي المقابل تقع مسؤوليّة إدارة الحوزة على عاتق المراجع العظام وعلماء الحوزة وأساتذتها والمختصّين فيها، ولكن تبقى تلك المستلزمات خاصّةً بالحوزة فقط.

وحول مدى رضى الناس عن رجال الدين والطلبة، ينوّه روح اللهي إلى أنّ نسبة الرضى عن تلك الشريحة من المجتمع في أوساط الفئات العمريّة بين السبعين والثمانين عاماً أكبر من فئة الثلاثين؛ وهو أمر طبيعيّ نتيجةَ عجز المتديّنين من الفئة الأولى عن أخذ حقوقهم عندما كانوا في الثلاثين من أعمارهم، بينما يمكن للفئة الثانية تحقيق مطالبهمفي ظلّ الظروف الراهنة.

كما يشير إلى قضايا الطلبة الأسريّة، قائلاً: “قليلاً ما تشهدون نزاعاتٍ زوجيّةً في أُسَر طلبة العلوم الدينيّة؛ طبعاً لا يعني ذلك خلوّ المحاكم من قضايا لهم في هذا الخصوص، وإنّما نسبتها ضئيلة بالمقارنة مع باقي شرائح المجتمع. وإنّ ما يجعل حياة الطلبة طيّبةً، في الواقع، التزام القناعة واتّخاذ التدبير سبيلاً لإدارة الحياة الأسريّة”.

وفيما يلي النصّ الكامل لحوار شفقنا مع حجّة الإسلام روح اللهي:

في البداية، تفضّلوا بتقديم نظرة كلّيّة لوجوه التمايز بين كلٍّ من حياة رجال الدين والطلبة وحياة الناس العاديّين؟ فقد يُقال، سواء على مستوى إيران أو العالم، بأنّ نمط حياة تلك الشريحة تختلف عن نظيره لدى عامّة الناس، فهل تلك الاختلافات كبيرة أو محدودة وخاصّة؟
يصوّر العامّة نمط حياة طالب الحوزة بعدسةٍ مثاليّةٍ نموذجيّةٍ معيّنةٍ. وعندما تتعاملون مع شيءٍ ما كنموذجٍ مثاليٍّ فلابدّ أن تتوقّعوا مظاهرَ مثاليّةً منه، وهو ما ينطبق على النظرة لطالب الحوزة الذي يريدونه تجسيداً للدين وتجلّياً له، الأمر الذي يفرض عليه انعكاس الشرع في كافّة تفاصيل سلوكيّاته من ملبسٍ ومأكلٍ ونمط حياةٍ وتعاملٍ مع الغير، وهو أمرٌ شاقٌّ وعسيرٌ ولا سيّما أنّ سقف التطلّعات منه يتمثّل في الالتزام الدينيّ في حدّه الأعلى لا الأدنى الذي ينبغي للجميع التحلّي به.

إذن، من أراد أن يكون أسوةً دينيّاً، فعليه التحلّي بكافّة مظاهر الشرع وعناصره بحذافيرها وذلك في حدودها العليا النموذجيّة، ما يجعل مستوى التطلّعات، عمليّاً، منه متميّزاً كلّيّاً عن غيره من الناس، فيختلف نمط حياة الطالب، وفقَ هذه المقاربة، عن حياة الناس العاديّين، وهذا التمايز موجود قطعاً.

ما هو ذلك التمايز؟
عندما يريد طالب الحوزة، مثلاً، التزام الشرع بحذافيره في سلوكيّاته، فعليه اتّخاذ سبيل الاحتياط في كثيرٍ من الحالات. وحتى في المباحات التي تحلّ للجميع، عليه الاحتياط لئلّا يتورّط بشائبةٍ محرّمةٍ أو فعلٍ مكروهٍ، ما يجعل مثل هذا العمل مجهداً نسبيّاً.

ما هي مقاربة رجال الدين في موارد التعارض بين الشرع والعرف؟
طبعاً نظرة العامّة واردة من هذه النواحي وغيرها؛ إذ قد يُطرَح سؤال من هذا القبيل: هل يجب على طالب الحوزة المشاركة في مناسبة “سیزده بِدَر” [هو اسم اليوم الثالث عشر من الشهر الأوّل في العام الإيرانيّ، وهو آخر أيّام عيد النوروز؛ حيث تجتمع العائلات وتخرج إلى الطبيعة لتبادل الحديث والنزهة وتناول وجبة الغداء وسط أجواء من الفرح والسرور] أو لا ينبغي له الخروج؟ ما من شكٍّ في أنّ احترام الأعراف والتقاليد من الأمور المستحسنة لدى عامّة الناس، والعكس صحيح.

الطالب المنتمي لسلك الحوزة ملتزم دينيّاً ومقيّد بتعاليم الشرع، وهو، في المقابل، يعيش في مجتمع خاضع للعديد من الأعراف والتقاليد تفرض عليه الانخراط فيها، فيقع في صراع بين مجاراة الأعراف والمشاركة في مناسبة “سیزده بِدَر”، من ناحية، وتعامل الشرع مع تلك المناسبة التي لا أساس دينيّاً لها فرضاً أو ذات مبنىً شرعيٍّ لا يعتدّ به ما يجعل من المشاركة عملاً لا طائل منه، الأمر الذي يخلق مشاكل.

برأيي الشخصيّ، على الطالب الحوزويّ، الذي يسعى ليكون نموذجاً يحتذى دينيّاً وشرعيّاً، اتّخاذ سبيل الوسط بالعمل على الجمع بينهما ما أمكن، وإلا فرؤية الشرع مقدّمة على الأعراف، وتلك مقاربة رجال الدين للقضايا التي يتعاملون معها.

ما هي مقاربة رجال الدين وطلبة العلوم الدينيّة للظواهر المستجدّة كالشبكات الاجتماعيّة؟
فيما يخصّ الظواهر المستحدثة، يوجد اتّجاهان في أوساط رجال الدين للتعامل معها:

الأوّل. يقوم على فكرة مفادها أنّه طالما لم نتيقّن بعدم مساهمة تلك الأمور في توريطنا بالحرام، فلا حدّ أو قيد على الاستفادة منها واستعمالها. وأنا أعرف طلبةً يتحاشون اقتناء أجهزة التلفاز ببيوتهم في مدينة قم نفسها، محتجّين بعدم ثبوت إباحة كافّة شؤونها، وبما أنّ اجتناب المحرّمات من الواجبات، فيسري الأمر على المكروهات أيضاً، وطالما لم يثبت لديهم عدم وجود أيّ حرمة وكراهة في ظاهرة التلفاز أو غيرها من الظواهر المستحدثة فلا يمكن لهم إدخالها في صلب حياتهم. وإذا أخذنا تلك المقاربة، التي يتبنّاها كثيرٌ من الطلبة، بعين الاعتبار، فهذا يعني أنّهم مقيّدون بالعمل في إطار الوجوب أو الاستحباب، بعيداً عن الكراهة والإباحة، وهي مقاربة متعالية أقرب للكمال تعتبرها تلك الشريحة من المجتمع حقّها من خلال عدم السماح لأيّ ظاهرةٍ مستجدّةٍ اقتحام نمط حياتها ما لم تبلغ درجة اليقين باستحبابها أو إباحتها أو وجوبها وعدم كراهتها، وحصر نطاق ممارساتها ضمنَ الوجوب والاستحباب.

لا ينبغي إغفال حقيقة أنّ الطلبة من أهل قم أكثر تنوّراً من نظائرهم من المدن الأخرى؛ إذ تتبنّى مجموعة منهم فكرة وجوب خوض مباحث الكراهة بهدف تحقيق الاطّلاع الكافي عن الأمور المستجدّة، دون اقتحام موارد الحرمة، وحتى تلك التي تحتمل الحرمة، بل الكراهة أيضاً، على مبدأ خوض الحالات التي قد تساعد في تشخيص العيوب والنقائص وذلك وفقَ توجّهٍ شرعيٍّ سليمٍ؛ فنراهم يقومون بتنزيل برامج التواصل الاجتماعيّ كالواتساب والتلغرام ووصل الإنترنت وتركيب التلفاز، متذرّعين بالقول: إنّ جهلنا بها يمنعنا عن مواجهتها، ما يدعونا لخوض غمارها وملء الفراغ الناشئ عن تجنّبها.

الاتّجاه الثاني. يتبنّى فكرة لزوم استباق الغير في استثمار تلك الظواهر؛ إذ لو لم نبادر لخوض تلك الميادين، لأفسحنا المجال للآخرين حتى يصولوا في سبيل تضليل الجماهير وتضييع أوقاتهم بكلّ ما هو غثٌّ، ليُصار إلى سيطرتهم على المجتمع الدينيّ بالتدريج وسحب البساط من أيدينا.

إذن، بناءً على ذَينِك التوجّهَين اللّذَين يصرّ أصحابهما عليهما بشدّة، هناك معياران دقيقان فاصلان؛ أحدهما يمنع خوض المكروهات مطلقاً فلا يستخدمان الوسائل الحديثة ولهم كلّ الحقّ في خيارهم، والآخر يدعو للاستفادة منها على سبيل المعرفة ومواكبة المجتمع، منعاً لارتكاب مكروهاتٍ أو محرّماتٍ، مع التأكيد على ضرورة صون النفس أثناء التجربة.

ماذا عن نظرة رجال الدين والطلبة للزواج؟ هل هي نفسها لدى عامّة الناس أو إنّها مختلفة؟
الزواج هو الزواج ولا شكّ في ذلك. وبما أنّ الطلبة مقيّدون بالتعليمات الدينيّة أكثر من غيرهم، فإنّهم يلتزمون بالأعراف والتقاليد طالما لا توقعهم في الحرام، ولكن في حال وجدنا احتمال الحرمة أو الكراهة، لا الحرمة نفسها (إذ لا يسمحون لأنفسهم الوقوع في ما يتيقّنون بحرمته) نتيجةَ اتّباع الأعراف والتقاليد المحلّيّة فيُقدَّم الشرع عليها ويتحرّون الدقّة فيها، ما يدعو أغلبيّة الطلبة- إلا قليلاً منهم- للتوجّه للزواج بمجرّد وصولهم سنّ البلوغ.

هل يقيم الطلبة مراسم الزفاف نفسها التي يعقدها عامّة الناس؟
هناك مراسم زواج في ذلك الوسط. وكثير من الطلبة، وحتى العلماء، يقيمون مراسم زفاف لأبنائهم.

يروّج بعض الطلبة لفكرة صرف تكاليف تلك المراسم في السفر لكربلاء أو مكّة المكرّمة، هل يتّفق هذا التوجّه مع آراء كبار العلماء؟
لم ألمس تشجيعاً أو ذمّاً لتلك الفكرة، بل هناك أحد العلماء أقام مراسم حفل زفاف لحفيده.

هل على العامّة التنبّه لفكرة عدم مخالفة العلماء لعقد حفلات الزفاف؟
يجب الالتزام بالآداب والتوجيهات الإسلاميّة في هذا الخصوص وإلا فإنّ السفر إلى زيارة كربلاء نفسه يعدّ حراماً إن كان غير مراعٍ للحرمات الشرعيّة. نعم، يقيم أبناء العلماء مراسم الزفاف ويحتفلون بها في صالاتٍ معدّة لهذا الأمر، مع مراعاة كافّة الحرمات الشرعيّة. أمّا أن يُتصوّر قراءة مصيبة السيّدة الزهراء (ع) أو أبي الفضل العبّاس (ع) في مراسم الزفاف التي يقيمها العلماء، فهذا أمرٌ لم أشهده ولم أره.

ما هي الرياضات التي يتوجّه لها الطلبة أكثر من غيرها؟ وهل يُجمِعون على ممارسة الرياضة؟

هناك فئة محدودة من الطلبة يمارسون الرياضة بشكلٍ احترافيٍّ، كالجودو أو المصارعة، لكنّي لم أسمع المراجع يوصون الطلبة بممارسة الرياضة الاحترافيّة. طبعاً هناك تأكيد من قبل الجميع على أهمّيّة الرياضة التي تفيد سلامة البدن، ويتعزّز ذلك التأكيد في ظروفنا ولا سيّما أنّ أغلب أوقاتنا موزّعة بين الدرس والبحث في الصفوف وعلى المقاعد وأروقة المكتبات، ويتركّز الاهتمام أكثر على رياضاتٍ كالجري وتسلّق الجبال لما لها من آثارٍ حسنةٍ على الصحّة.

ماذا عن المراجع؟
أعرف بعض المراجع الملتزمين ببرنامج تسلّق الجبال.

هل يمكن أن تخبرونا عن مستوى معيشة كبار رجال الدين والطلبة البارزين؟ ما مستواهم المعيشيّ: أعلى أو أدنى؟ كيف يطمحون في العيش؟
سئل الملّا نصر الدين يوماً: أين يقع مركز الأرض؟ فردّ بوضع إصبع يده على الأرض مشيراً لنقطةٍ معيّنةٍ قائلاً: هنا مركز الأرض. فقيل له: وأنّى لنا معرفة صحّة ما تقول؟ فأجاب: من لا يصّدق، عليه أن يذرع الأرض لإثبات ذلك.

لا يمكن تحديد متوسّط مستوى المعيشة من خلال نوع السيّارة التي يمتلكها شخص ما؛ فنسارع بوصف مستوى معيشة شخصٍ ما بالمتوسّط لمجرّد أنّه يركب سيّارة من نوع “برايد”. يتوقّع المجتمع الدينيّ من الطالب والمنسوب لسلك الحوزة أن يضبط نمط حياته وفقَ حاجاته، لا أكثر من ذلك. وتتفاوت حاجات الأفراد في الحياة، إلا أنّ المذموم تجاوز الحاجة؛ إذ لو اقتضت الحاجة تردّد شخصٍ ما إلى طهران يوميّاً جيئةً وذهاباً، فمن الضروريّ أن يمتلك سيّارةً خاصّةً أو حتى تأمين سائق ينقله لمقصده ويعيده من هناك، وإلا لاضطرّ للتوجّه إلى قارعة الطريق بانتظار حافلة نقل عامّ تقلّه، وهذا يعتبر ظلماً بحقّه كشخصيّةٍ علميّةٍ- سواء كأستاذ جامعيّ أو حوزويّ أو مدير حوزة أو خطيب محاضر- والفئة التي ينتمي إليها.

في المقابل، عندما يسهم اقتناء مركبة من نوع “برايد” أو “بيجو” في حلّ مشكلة ذلك الشخص، لكنّه أبى إلا امتلاك سيّارة غالية الثمن من نوع “هوندا” أو “بنز”، عندئذٍ ينطبق عليه تجاوز الحدّ في رفع الحاجة؛ الأمر الذي يدعو الطلبة لرسم تصوّر واضح عن حاجاتهم وتنظيم حياتهم على أساسها.

هل يضبط الطلبة حياتهم على هذا الأساس؟
أذكر أنّي زرت منزل أحد الطلبة الأفاضل وهو السيّد “مدني”، والذي كان عضو مجلس خبراء القيادة، وكان والده من الفضلاء وإمام جمعة “بجستان”، فأخبرني أنّه لا يملك في بيته أيّ شيءٍ يفيض عن حاجته، وعدّد أدوات منزله ومنها لوازم المطبخ؛ حيث إنّه كان يحتاج لطنجرتَين لا أكثر وذلك في حال زاره ضيوف، ويمتلك اثنَي عشر كأس شاي لهذه الغاية، دون الحاجة لاقتناء عشر مجموعات (دزينات/ طقوم) متنوّعة من الكؤوس للضيافة. وعلى الطلبة تنظيم حياتهم وفقَ حاجاتهم وهو ما يطبّقه أغلبهم كما هو المتوقّع منهم.

هناك رأي يدّعي أنّ مستوى حياة رجال الدين تحسّن بعد الثورة، حتى إنّه صار أرستقراطيّاً، فهل هذا صحيح؟
لقد ضرب التغيير بأطنابه كافّة مناحي الحياة سواء على مستوى البلاد أو العالم أجمع؛ فلا مجال- بل من الخطأ- للمقارنة بين الظروف التي كنّا نعيشها قبل ثلاثة عقود مع التي نعيشها الآن، لندّعي أنّ نمط المعيشة على مستوى وسائل النقل مثلاً كان يقوم على ركوب البغال، وعليه يجب الاستمرار في الاستفادة منها للتنقّل بدلَ السيّارات؛ إذ كانت بيوت العلماء سابقاً شأنها شأن سائر الناس تمتلك البغال لهذا الغرض، بينما كان مستوى الحياة الراقية يتطلّب اقتناء الخيول.

إذن، علينا استقصاء مستلزمات مستوى المعيشة العامّ لكلّ عصرٍ والبناء عليه، وهو ما نجده في تعاليمنا الدينيّة وأحاديث المعصومين (ع) من خلال أخذ المستضعفين، لا يمعنى الفقراء، معياراً لذلك؛ فهم من يمثّلون مستوى المعيشة الوسط في المجتمع.

في ضوء ما ذكرنا، فإنّ ما نسبته حوالَي 95 إلى 96 بالمائة من الطلبة ومنسوبي الحوزة يعيشون مستوى متوسّطاً من ظروف الحياة، بينما لا تتعدّى شريحة من يتمتّعون بظروف معيشةٍ أعلى، وفقَ معايير الحوزة، ما نسبته أربعة إلى خمسة بالمائة، علماً أنّها لا تحظى بالقبول لدى المراجع والطلبة، دونَ أن نعمّم وصمها بالفساد قاطبةً. ومع ذلك، فإنّ الوء يسلَّط على تلك النسبة الضئيلة من الوسط الدينيّ فتؤخذ الأكثريّة التي تعيش مستوىً متوسّطاً بجريرتها للأسف.

هل يمكن وصف مستوى معيشة العلماء وكبار أساتذة الحوزة بالمتوسّط؟
يوجد في الحوزة حوالَي 850 أستاذاً على مستوى السطوح العالية، وأعرفهم جميعاً، يعيش ما نسبته 95 بالمائة منهم المستوى العامّ نفسه الذي يعيشه عموم المجتمع. وما عليكم سوى حساب تكاليف العيش في حيٍّ أو زقاقٍ ما، ومقارنة النتائج مع نمط حياة هؤلاء الأساتذة، لتكتشفوا أنّهم يعيشون مستوىً متوسّطاً في العيش؛ طبعاً هم ليسوا فقراء كمن يعيش قريةٍ نائيةٍ ويعاني من عيب خلقيٍّ تجعله عالةً على الآخرين، فهذه المقارنة خاطئة قطعاً.

بشكلٍ عامٍّ، هم يعيشون مستوى معيشيّاً متوسّطاً وليسوا فقراء، ولكنّهم ليسوا أغنياء أيضاً. أمّا المشكلة فتبرز من تلك النسبة الضئيلة (خمسة بالمائة) التي يتبوّأ بعض أفرادها مواقع في السلطة وإدارة الدولة.

النهاية

مقالات ذات صلة