خاص شفقنا-بيروت-“لم تكن السيدة زينب عليها السلام معصمومة، على الرغم من أنها كانت من أهل البيت عليهم السلام، إلاّ أنها ومن خلال مسؤوليتها ومن خلال ما رأت وعاشت سواء قبل كربلاء أو بعدها خوّلها أن تكون امرأة تتحمل المسؤولية الكبرى تجاه القضايا والمواقف الأساسية في حياتها وحياتنا كمسلمين، ويكفي أنها بعد كربلاء كان لها الحظو الكبير في أن تُحوّل الرأي العام المسلم وحتى غير المسلم إلى نقمة حقيقية على المجرمين الذين ارتكبوا تلك المجزرة بحق اهل البيت في كربلاء في العاشر من محرم من خلال اعلامها وتواصلها مع المجتمعات”. يستهل مسؤول العلاقات الخارجية في تجمع العلماء المسلمين فضيلة الشيخ حسين غبريس حديثه.
وفي ذكرى استشهادها، يقول فضيلته في حديث خاص لـ”شفقنا”، لا يمكن أن ننسى على الإطلاق أن السيدة زينب استطاعت أن تشكل الحاضن الحقيقي للاسر والاولاد والنساء والمنكوبات اللواتي تأثرن مباشرة بما جرى في كربلاء فكانت الضيم والمشكى لتحمل همومهن وقدمت ما استطاعت في سبيل استمرار حياتهم، فحاولت من خلال مواقفها الصادقة أن تكمل المسيرة التي ابتدأها من سبقوها، رغم انها لم تكن مكلفة بذلك، إلاّ أنها شعرت في غياب العضد والاخ والمعين والإمام بالمسؤولية المضاعفة تجاه ابراز الحالة الاجرامية التي كان عليها أولئك الذين ادعوا الاسلام وارتكبوا الجريمة والقتل جهارا دون خوف من الله تعالى”.
ويتابع متحدثا عن الدور الذي لعبته عليها السلام مشيرا الى انها كانت تتحمل المسؤولية قبل كربلاء وقبل وفاة امها الزهراء عليها السلام، وبعد وفاتها ساد البيت حالة يتم رغم وجود والدها امير المؤمنين، الا انها تعلمت من والدتها السيدة فاطمة التي شكلت عضدا لأبيها الرسول “ص” وابوّة له حتى قال فيها “ص”: “فاطمة ام ابيها”. وبالواقع قامت السيدة زينب بنفس الدور تجاه والدها وأخويها الحسن والحسين، وبعد ان شبّت واصبحت في سن الوعي والنضج وتزوجت كانت تنشر فكر الاسلام وقيمه ورسالته ولم تجلس حبيسة البيت لتقوم بدور ناقص فكانت تعتبر ان الرجل والمرأة يشكلان حالة تكاملية في خدمة الرسالة واهداف الدين، لهذا قامت بنشر هذه الاسس العظيمة دون تردد”.
ولفت الشيخ غبريس الى ان السيدة زينب استطاعت ان تربط ماضي الامة بحاضرها وان تشكل حالة صلة وحث للمجتمع ان يكون مرتبطا بتاريخه وتراثه وماضيه ليشكل من خلال حاضره علامة فارقة، فهذا الاسلام العظيم بما يحمله يشكل علامة بارزة ومتقدمة وراقية في سبيل من يريد ان ينهض بواقعه ليشكل منطلقا نحو سبل الحياة الحرة الكريمة وهكذا استطاعت السيدة زينب ان تكون”.
وأضاف “لاشك ان الحرب المعلنة اليوم على امتنا الاسلامية والتي تصدى لها مجموعة من شذاذ الآفاق جيء بهم من كل اقطار الارض لينتقموا من هذا الدين، فنحن نعلم ان الخوارج الذين خرجوا على امير المؤمنين في حينه، تجددوا اليوم عبر مسميات واشكال وصنوف وهويات للاسف كلها خبيثة وحاقدة وضعيفة وتشكل حالة بشعة في تاريخنا، وللاسف الشديد اعتدوا على كل الحرمات والمقدسات لاسيما مقام السيدة زينب وكأنهم يعاقبونها اليوم على ما قامت به من فضح لأكاذيبهم وكشف مخططاتهم، ولكن وبفضل الله تعالى وممن رضعوا الاسلام الحقيقي والصافي وممن فهموا هذا الاسلام الاصيل شكلوا ولا يزالوا يشكلون منطلقا للجهاد الحقيقي حيث يذودون عن كل المقدسات والقيم الايمانية لا سيما عن حرم السيدة زينب، لافتا الى ان هذه الاحداث لن تطول وستنتهي بهزيمتهم وسنستمر بالدفاع عن كل مقدساتنا بكل ما اوتينا من قوة وعن كل ما يشكل بالنسبة الينا علامة مضيئة”.
النهاية