شفقنا العراق-أكد رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم إن جرائم الأنفال كانت حلقةً في سلسلة جرائم كان يرتكبها الطغاة ضد الشعب لكن هذه الجريمة كانت من البشاعة بحيث وضعت العالم كله على هول السلوك الإجرامي للسلطات الدكتاتورية البائدة ضد العراقيين في كردستان وفي مناطق العراق الأخرى.
وذكر بيان رئاسي، أن معصوم “استقبل صباح اليوم الخميس في قصر السلام ببغداد وفداً من عائلات ضحايا جريمة الأنفال التي ارتكبها نظام الدكتاتورية ضد المدنيين في مختلف مناطق كردستان وذهب ضحيتها أكثر من 180 الفاً من مواطنين عراقيين أبرياء معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء، فيما دمر القصف الجوي والكيمياوي ما ينيف على أربعة آلاف قرية آمنة إلى جانب اعتقال وتهجير مئات الآلاف من السكان العزّل”.
واستمع رئيس الجمهورية إلى أحاديث أعضاء الوفد عن الجريمة، وأكد حرصه واهتمامه بالمطالب المشروعة لذوي الضحايا وبما ينصفهم ويحقق العدل والسلام.
وحضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس النواب إضافة إلى الكاتبة الألمانية السيدة كارين ميلوديتش المعنية بقضايا حقوق الإنسان.
الجبوري: جرائم الارهاب لا تقل فداحة عن أنفال النظام السابق
قال رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، أن جرائم الارهاب اليوم لا تقل فداحة عن جرائم الانفال التي ارتكبها النظام السابق”.
وذكر الجبوري في كلمته بالحفل التأبيني الذي أقيم اليوم في مجلس النواب بالذكرى النسوية لشهداء الأنفال ان “الدماء التي تقدمها الأمم إنما هي وقود لمشعل النور والمستقبل للأجيال ، على أن يوازي هذا الصبر عمل نضالي حقيقي لا يعرف اليأس ولا الكلل ولا الملل ولا تحبطه الكروب والأزمات ولا تفت في عضده الحروب والنكبات ، إنما هي ارادة ويقين ثابتان لاتهزهم الجبال”.
وأضاف “اليوم نواجه أزمات أخرى قد تختلف في شكلها عن التي سبقت ولكنها في مضمونها تندرج في إطار الأزمة، وما علينا إلا أن نستنبط الدروس والعبر مما سبق من الظروف العصيبة التي مر بها العراق وما آلت إليه الأمور بعد ذلك ، ونحاول إعادة الأمل لشعبنا بمستقبل افضل من خلال العمل الجاد على تحقيق التنمية ومحاربة الفساد وتخفيف الام العراقيين”.
وأشار الجبوري الى ان “ظروف التشرد والنزوح والقتل والإبادة التي تعرض ويتعرض لها شعبنا العراقي وخصوصا في المناطق التي دخلها الإرهاب لا تقل فداحة وفضاعة عن جرائم الأنفال التي ارتكبها النظام السابق، حيث تعرض ويتعرض الالاف من المدنيين والمقاتلين إلى عمليات قتل ممنهجة وبشعة من قبل الإرهابيين ، كما تعرض مئات الآلاف من العراقيين الى عمليات تهجير قاسية في ظروف عصيبة بعد ان احتلت داعش مناطقهم”.
وتابع “اليوم نعمل معا كعراقيين لأنجاز الصفحة النهائية من مشروع الخلاص من تنظيم داعش الإرهابي المجرم والبدء بمرحلة التنمية والاستقرار وأعادة النازحين والإعمار البناء ، وترسيخ التعايش السلمي بين أبناء البلد الواحد”.
ولفت الجبوري الى أن “التاريخ يعيد نفسه في أن تمضي المحافظات التي تعرضت الى الإرهاب على طريق اخواتها من المناطق التي تعرضت إلى عمليات الإبادة الجماعية من قبل وتقتبس تلك المحافظات ذات المنهج والإرادة والإصرار من تجربة أخواتها السابقة في إعادة الحياة والوقوف من جديد”.
وأستطرد بالقول “ينتدبنا الواجب الوطني الى العمل معا وبإخلاص الى منع عودة أي مظهر من مظاهر الظلم لأي عراقي كان وتحت أي عنوان او ذريعة مادام يؤمن بوطنه وينتمي إليه، وأن نحمي مكتسبات العملية السياسية ونقف جميعا بوجه أي صورة أو شكل من أشكال الدكتاتورية التي تحاول النيل من ديمقراطية النظام ومدنية الدولة .الرحمة والخلود لشهداء جرائم الأنفال وسبايكر والايزيديين والمقابر الجماعية والبونمر وشهداء الموصل المغدورين وكل شهدائنا الأبطال في جبهات القتال”.
السيد عمار الحكيم يدعو قادة الكرد الى إعادة حساباتهم والتنازل للآخر
دعا رئيس التحالف الوطني العراقي، السيد عمار الحكيم، القادة السياسيين الكرد الى اعادة حساباتهم والحفاظ على منجزات ومكتسبات الشعب الكردي”.
وقال السيد عمار الحكيم في كلمته بالحفل التأبيني الذي اقيم اليوم في مجلس النواب بالذكرى النسوية لشهداء الأنفال “أننا ونعيش ذكرى الانفال الأليمة ليكن هذا اليوم مناسبة كي نعيد الحسابات وجدولة الاولويات وان يكون قادة ضحايا الانفال على مستوى المسؤولية حيث لم يفرق الطغيان بين الكرد أنفسهم”.
وأضاف “نحن وكأخوة في الوطن ورفاق درب طويل وحلفاء على مبادئ أتفقنا عليها نتطلع الى ان تكمل كردستان الى مزيد من التقدم وترسيخ المؤسسات الديمقراطية والحفاظ على مكتسبات الشعب الكردي وان الالتقاء بالمنتصف ميزة الشجعان”.
ولفت السيد عمار الحكيم الى “أننا نشعر بالفخر ونحن نرى شعبنا قد انتصر على كل هذه المعاناة ودحر طغاته التي تلاحقهم لعنة الله والشعب والتأريح كما علينا ان ندرك ان الطغيان لا ينتهي وبعناوين مختلفة، وان السبيل في الحفاظ على حقوقنا في وحدتنا والتنازل المتبادل لبعضنا”.
وبين ان “جرائم الانفال عكست أعلى درجات الغيان، بان يقوم جيش الوطن بغزو مدن وقرى الوطن وإبادة قرى وتخريب البيوت ويُهزم الشعب وترحيل سكانه الى مناطق أخرى ووضعهم بمعسكرات، فهي جريمة متعددة الجوانب وأمتزجت فيها الحرب في الأسر والقمع والتهجير والنفي والاعتقال، ولايمكن لأي خيال أن يتصورها الا خيال من عاش تفاصيلها”.
وتابع رئيس التحالف الطني ان “طاغية العراق المقبور لم يكن بالمقاييس المعروفة بل كان استثنائيا حيث منهجه يتجدد، وهي ثمار لبذور خبيثة زرعت، علينا ان نطهر ارض الوطن منها وبأي ثمن”.
وأنتقد رئيس التحالف الوطني العراقي، موقف المجتمع الدولي في ارتكاب النظام البائد لجرائم الانفال بحق الكرد في ثمانيات القرن الماضي واصفاً أياه بـ”المخزي”.
وقال السيد عمار الحكيم، أن “المجتمع الدولي وهو يرى مأساة الشعب الكردي، وأجساد الاطفال تسحق تحت الدبابات دون ان يكلف نفسه بالادانة والاعتراض لهو أمر مخزٍ”.
وأشار السيد عمار الحكيم الى “فتوى المرجع الامام الراحل السيد محسن الحكيم بعدم المشاركة في الحرب ضد الكرد، وترك على أثرها الاف الجنود والضباط من مقلدي المرجع مواقعهم رغم المجازفة بالمخاطر في الأوامر العسكرية”.
وأكد “اننا اليوم نواجه نفس التحدي وباسم الدين والخلافة الشيطانية ومن نفس شجرة الاستبداد لكي يقوم بحملة ابادة شاملة ومنظمة ضد ابناء الشعب العراقي على مختلف مكوناتهم ومن لم يتعظ من طغاة الأمس عليه ان يتعض من طغاة اليوم”.
النهاية