خاص شفقنا بیروت-انعقدت القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت بالعاصمة الأردنية عمان، في ظل تلاشي رهان الشارع العربي على أن تقدم هذه القمة شيئا مفيدا لأوطانهم وقضاياهم على كافة الصعد.
قلبوا الأمور رأسا على عقب استجدوا سلاما اسرائيليا واخترعوا عدوا إيرانيا، ليبقى السؤال أين أصبحت البوصلة العربية اليوم؟
وزير الخارجية اللبنانية السابق عدنان منصور، وفي حديث خاص مع وكالة “شفقنا”, رأى أن هذه القمة لن تعطي افضل ما اعطته سابقاتها في السنوات الماضية, مؤكدا أن “ما نحتاجه هو عمل فعلي على الأرض وليس فقط بروتوكولات وخطابات, لأن المشاكل والقضايا الرئيسة التي تعصف في المنطقة ما زالت على حالها, موضحا أن الأمر لا يقتصر بالقضايا السياسية فقط بل أيضا قضايا اقتصادية واجتماعية وثقافية.
وأضاف منصور “لم نقدم شيئا حتى الآن لقضية فلسطين وللدولة الفلسطينية, خاصة أن اسرائيل تمارس اعتداءاتها اليومية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني وترفض قيام دولته.
للتخلي عن مبادرة السلام
وحول مبادرة السلام العربية مع اسرائيل قال منصور:”أي مبادرة عربية للسلام؟ هل إسرائيل تقبل هذه المبادرة؟ علينا أن نتخلى عن هذه الفكرة طالما أن العدو يرفضها بالشكل والأساس, علينا أن نبحث عن قرارات عملية جدية تجبر العدو على احترام الشرعية والقرارات الدولية”. داعيا العرب الى استخدام ما يمتلكونه من مكونات وامكانات هائلة مالية وعسكرية وبشرية وخطابية للضغط على اسرائيل”، وتابع “أين هي الاجراءات العربية التي تتخذ ضد اسرائيل بسبب ما تفعله في غزة او في لبنان من انتهاكات يومية في البر والبحر والجو؟ او الاعتداءات المتكررة على سوريا؟”.
واستغرب منصور قيام بعض العرب باستبدال العدو بالشقيق والشقيق بالعدو, وقال: “أصبحت اسرائيل حليفة يتم التعاون معها استخباراتيا وأمنيا وعسكريا وسياسيا ودبلوماسيا, ووضعوا ايران في خانة العدو, الأمر المخالف للطبيعة والوقائع, والمعيب بحق العرب وبحق السياسة العربية”.
رسالة الرؤساء ل 5 اساءة للبنان
وحول رسالة الرؤساء اللبنانيين السابقين ل 5 للقمة العربية رأى منصور في هذه الرسالة اساءة ليس فقط لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وإنما للبنان كله, لأن الغاية من ورائها إظهار شرخا كبيرا بين السياسيين في لبنان, على اعتبار أن رئيس الجمهورية والوفد المرافق له يمثل القرار اللبناني الواحد ويعبر عن لبنان ككل حكومة وقيادة وشعبا.
ووصف الرسالة بمثابة تقديم أوراق اعتماد للخارج, للقول لهم أننا معكم وأنتم بإمكانكم أن تعتمدوا علينا بأي قرار تريدون أن تتخذونه ضد المقاومة.
كما أشار منصور الى أن خطاب الرئيس عون عبر عن ميثاق الجامعة العربية, خاصة البنود التي تركز على استقلالية كل دولة وعدم التدخل في شؤونها لا سيما المادة 8. كما عبر عن العمل العربي المشترك وضرورة تقديم المساعدات للبنان فيما يتعلق بالنزوح السوري من جهة, وبالتهديدات الإرهابية التي تعصف في المنطقة من جهة أخرى.
وفاء حريري