خاص شفقنا- بيروت-ارتبطت بها العظمة والقداسة, لقبت “بأم أبيها”, فكانت أفضل من جسد كافة معاني الإنسانية بشخصها وخير قدوة للمرأة المسلمة، إنها البتول سيدة نساء العالمين التي من خلالها جمع الله تعالى بين النبوة والإمامة، وقد قال الله تعالى فيها: “يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما”.
لم يكن ذلك الحديث القدسي الوحيد الذي يبين مكانة السيدة الزهراء (ع) عند الله تعالى, فقد جعل سبحانه لها مرتبة عالية جدا عبر عنها من خلال أقوال قدسية عدة أشهرها ما ورد في حديث الكساء:”يا مَلائِكَتي وَيا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَلا أرضاً مَدحيَّةً وَلا قَمَراً مُنيراًوَلا شَمساً مُضيِئةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ وَلا بَحراً يَجري وَلا فُلكاً يَسري إِلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساءِ، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ: يا رَبِّ وَمَنْ تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: هُم أَهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ هُم فاطِمَةُ وَأَبُوها، وَبَعلُها وَبَنوها”.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا خص البتول (ع) بكثير من أحاديثه؟ يشير قاضي المحكمة الجعفرية الشيخ علي المولى، في حديث خاص لوكالة “شفقنا”, الى أن ذلك لبيان خصوصيتها ومرتبتها من أجل إرشاد الناس والأمة على من يتخذون مثالا أعلى وقدوة لهم, “فهي كانت قدوة حتى للأئمة (ع) وعليها دارت القرون الأولى, فكانت مع أهل بيتها وسيلة الله في خلقه”.
وقال الشيخ المولى: “النبي (ص) علم السيدة فاطمة (ع) تسبيحة الزهراء لتغنيها عن الضعف والمال, حيث لها آثار عظيمة نشير اليها بروايتين واحدة عن الإمام الباقر (ع): “لو أن رسول الله وجد شيئا في هذه الدنيا كلها أفضل من تسبيحة الزهراء لأهداه الى ابنته فاطمة (ع)”, والثانية عن الإمام الصادق فقال: “تسبيحة الزهراء بعد صلاة الفريضة أحب إلي من ألف ركعة تصلى”, مشيرا الى أن بضعة النبي (ص) هي أول من صنع السبحة من خلال عقد سبحة من الصوف وبعد استشهاد عمها الحمزة صنعت سبحة من طين قبره, وإن من أفضل أعمال قضاء الحوائج هي تسبيحة الزهراء.
ويشدد الشيخ المولى على ضرورة أن تقتدي الفتاة المسلمة اليوم بسيدة نساء العالمين وأن تتعلم منها حسن التبعل والحفاظ على الزوج والأولاد, اضافة الى العفة وطريقة الكلام بين الناس, واضاف: “السيدة فاطمة (ع) لم تكن تعرف عند خروجها من بين النساء الا بسبب مشيتها الشبيهة بمشية رسول الله (ص)”.
لقد كانت خطبة السيدة فاطمة (ع) الشهيرة في مسجد النبي (ص) مساهمة في بناء الإسلام والدفاع عنه بعدما دارت عليها المحن. وكانت المثال الأكبر للزوجة المؤمنة الصالحة والأم التي تحملت مسؤولية العصمة بوجدانها وعملها ومحرابها وعبادتها وإيثارها. كما ذُكرت في القرآن الكريم بآيات عدة, منها آية التطهير: “إن الله يطهركم تطهيرا”, وآية المباهلة: “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ”, إضافة الى سورة الإنسان.
وفاء حريري
