خاص شفقنا-كان الفشل ومازال نصيب محاولات امريكا و”اسرائيل” والانظمة العربية الرجعية لاضفاء صبغة “طائفية” على الصراع الدائر في منطقتنا لاسيما في العراق وسوريا واليمن، لاستحالة اقناع العقل العربي والاسلامي بأن ما يجري هو صراع “سني شيعي”، بعد ان تكشف حجم التورط “الاسرائيلي” بما يجري في منطقتنا منذ اكثر من ست سنوات.
الاستثناء الوحيد من بين تلك المحاولات كان قدرة الجيش الالكتروني الصهيوني العربي الرجعي الذي يغزو الفضاء الالكتروني على استفزاز الغرائز الطائفية لدى الشباب العربي والاسلامي الاُمي والساذج، عبر اظهار ما يجري على انه صراع “سني شيعي”، ودفع مثل هؤلاء الشباب ليكونوا حطب نيران هذا الصراع “السياسي” بامتياز، والذي يصب من ألفه الى يائه في صالح “اسرائيل”.
قد يسأل سائل، اذا كانت الانظمة الرجعية ومن ورائها “اسرائيل” وامريكا ، فشلت في محاولتها لاضفاء الطابع الطائفي على الصراع الجاري في منطقتنا، تُرى كيف يمكن ان نفسّر استمرار هذا الصراع بين “السنة والشيعة” في سوريا والعراق واليمن؟ وقبل الاجابة على هذا السؤال نتسائل: هل الجيوش في سوريا والعراق واليمن هي جيوش شيعية؟ الا يشكل السنة العمود الفقري لهذه الجيوش؟ هل الحكومات في هذه الدول شيعية؟ هل المناطق التي تحت سيطرة هذه الحكومات والجيوش ذات اغلبية شيعية؟ وكيف يرضخ عشرات الملايين من البشر ان يكونوا تحت رحمة جيوش تريد ابادتهم؟ ولماذا انتفض السنة في المناطق التي سيطرت عليها “داعش”؟ ولماذا قتلت “داعش” من السنة اكثر مما قتلت من باقي الطوائف الاسلامية الاخرى؟
الاجوبة على هذه التساؤلات تستبطن الجواب على السؤال الاول، فليس هناك صراع “شيعي سني” في المنطقة وكل ما هنالك هو صراع بين المسلمين قاطبة سنة وشيعة واتباع الديانات الاخرى وبين مجاميع متطرفة تحمل فكرا مشوها عن الاسلام، تم استغلالها من قبل امريكا و”اسرائيل” بالتواطؤ مع انظمة عربية رجعية، لزرع الفوضى والاضطرابات في عالمنا الاسلامي لصالح “اسرائيل” وامريكا.
ما نريد ان نتوصل اليه من خلال هذه المقدمة هو تحذير الشباب العربي والمسلم من الجيش الالكتروني الصهيوني العربي الرجعي الذي يصبغ كل شيء باللون الطائفي لتفتيت بلداننا ومجتمعاتنا، واخر محالاوت هذا الجيش الالكتروني، تبريره للجريمة الوحشية التي نفذتها الجماعات التكفيرية يوم السبت 11 اذار/مارس في العاصمة السورية دمشق عندما تم تفجير حافلات بمن فيها من زوار عراقيين بالقرب من مقبرة باب الصغير الواقعة ما بين منطقة باب مصلى وباب الجابية واسفر التفجير المزدوج عن استشهاد اكثر من خمسين زائرا وجرح اكثر من 120 اخرين ، كما الحق اضرارا مادية بالمقبرة.
الجيش الالكتروني الصهيوني العربي الرجعي اعتبر الهجوم الارهابي على الزوار الابرياء، هو استهداف لـ”الوجود الشيعي” و“الحركة التوسيعية الديمغرافية لإيران” في دمشق، فيما ادركت بعض المواقع الالكترونية الاخرى للثنائي المذكورسُخف التبرير الاول، فقامت بربط التفجيرين بوجود مقر “الامن الجنائي” في المنطقة!
ان من السهل جدا على هذا الجيش الالكتروني الصهيوني والعربي الرجعي تبرير التفجيرين بهذا الشكل السخيف، فهذا الجيش برر من قبل ما هو ابشع من هذه الممارسات التي تتناقض حتى مع طبيعية البشر، كما فعل عندما برر طائفيا ايضا الجريمة البشعة التي ارتكبها “الداعشي” السادي الذي فخخ طفلتيه الصغيرتين وارسلهما لتفجرا نفسيهما في مركز للشرطة في دمشق.
المعروف ان هذا الجيش الالكتروني “الداعشي” خاصة بنسخته العربية الرجعية الذي يدعي التعصب للسنة، لا تجد له حسيسا وهم يرون كيف يعربد الصهاينة من الشاذين جنسيا والباحثين عن الملذات الجنسية الرخيصة في مواخير الرذيلة والشذوذ وحانات القمار والخمر والخدمات الجنسية في مراكز التدليك والحفالات الصاخبة لعبدة الشيطان، في المجتمعات العربية والاسلامية السنية تحت مسمى السياحة والسياح، ولكنهم يرفعون عقريتهم ويشوهون الحقائق ويبررون ما لا يمكن تبريره وتتحول السياحة الدينية الى “نفوذ ايراني” و“توسع شيعي”، عندما يتعلق الامر بزيارة المسلمين الشيعة من العراق او لبنان او اليمن او افغانستان او اي مكان في العالم الى سوريا لزيارة اضرحة اهل بيت النبي (ص) او صحابته الاجلاء رضوان الله عليهم ، كما في مقبرة باب الصغير، والتي تضم من بين ما تضم اضرحة قبور أم كلثوم بنت علي، وسكينة بنت الحسين، وفاطمة بنت الحسين، وعبد الله بن علي بن الحسين، وعبد الله بن جعفر الطيار، سلام عليهم اجمعين.
التطورات التي تشهدها منطقتنا، وخاصة بعد التقارب المكشوف بين “اسرائيل” والرجعية العربية، ابطلت سحر الجيش الالكتروني للثنائي الصهيوني العربي الرجعي، فبات واضحا للجميع وحتى للبسطاء من الناس، ان ما يحدث هو مؤامرة صهيونية كبرى تستهدف حاضر ومستقبل العرب والمسلمين، ولا وجود لصراع “شيعي سني” في بلداننا، وانما هو صراع بين “الدواعش” صنيعة امريكا و”اسرائيل” والرجعية العربية، وبين شعوب المنطقة “سنة وشيعة”.
ان التفجير المزدوج الذي استهداف الزوار العراقيين في دمشق، يؤكد ضرورة ان يعزز العراق تعاونه الامني والعسكري مع سوريا لاقتلاع جذور الارهاب الصهيوني “الداعشي”، الذي يهدد امن واستقرار شعبي البلدين وشعوب المنطقة، دون انتظار ضوء اخضر من اي جهة كانت.
النهاية