شفقنا العراق-عزت المرجعية الدينية العليا، على لسان ممثلها، في خطبة صلاة الجمعة بكربلاء المقدسة، ذوي شهداء تفجيرات العاصمة بغداد، ودعت الحكومة العراقية إلى الشعور بالمسؤولية ورعاية حقوق المواطنين.
وقال السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف، “نعزي ذوي الشهداء الذين سقطوا ظلماً وعدواناً في تفجيرات البياع وحوادث أخرى في أوقات سابقة”.
ودعا ممثل المرجعية من أسماهم بـ “أصحاب القرار” إلى الشعور بالمسؤولية لكي يعملوا وفق مسؤولياتهم في حفظ الأمن ورعاية حقوق المواطنين، على حد تعبيره.
يأتي ذلك عقب يوم واحد من مقتل وجرح العشرات في تفجير سيارة ملغمة استهدفت المدنيين في منطقة البياع جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد، وسط معارض لبيع السيارات.
وذكر السيد احمد الصافي، “نقدم التعازي والمواساة الى ذوي الذين اريقت دمائهم الزكية ظلما وعدوانا في البياع وقبل ذلك في حوادث مؤسفة ومؤبمة اخرى ونسأل العلي القدير لأولئك المظلومين الرحمة والغفران ولذويهم الصبر والسلوان وللجرحى الشفاء العادل ولاصحاب القرار الشعور بالمسؤولية، لكي يعلموا بما توجبه عليهم مسؤولياتهم في حفظ الامن ورعاية حقوق المواطنين”.
واشار إلى ان “قصص القرآن ليست للتسلية وانما للعبرة ومن جملة ذلك المنهج الذي وضعه النبي موسى عليه السلام وفي مقابله منهج فرعون واصبح الاثنان حالة لبعضهما، ولكن واقع موسى كنبي من الانبياء وواقع فرعون كطاغية وهما في خطان متناقضان، الاول برفع الظلم والحكم بما اراده الله تعالى والآخر يريد الاستعلاء والقهر والظلم وجمع الثروات والطغيان وجعل كل الامور تنصب له”.
واستعرض السيد الصافي سورة القصص اية 36، قوله تعالى { فَلَمَّا جَاءَهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ }، قائلا إن اللنبي موسى، ان ابقى لحين الاحتجاج وهو لم يات بسحر مفترى بل بالهدى ونهاية الامر عند الله تعالى ومن يؤمن بعقبى الدار لا يُظلم أحد بل ان هناك سينتصر في الاخرة والنبي موسى يتحدث عن الحق والدفاع عن المظلومين”.
ونوه إلى قوله تعالى { فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}، اذ ان فرعون سلطان متمكن وخاطب الحاشية والمقربين والوجهاء ما علمت لكم من اله غيري ويرى ان الاله منصب فيه سلطة ومال وتصرف بالمقدرات وهو في قمة الاستهتار وسخافة العقل بايقاد الطين وبناء صرح لعله يطلع الى اله موسى ويتصور انه شخص مثله وانه يظن موسى من الكاذبين بوجوده اله غيره، وفرعون لم يفهم شيئا الا الوضع المادي، فالانسان لا يرى الواقع ومهما تأتيه من براهين وادله لا يقنع، ويقول الامام علي إن “الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا”، وفرعون لا يقوى على خسارة الملك”.
وتطرق السيد الصافي إلى قوله تعالى {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ }، وهنا استكبر فرعون هو وجنوده وهنا القران الكريم لا يحمل فرعون المسؤولية وحده بل جنوده ايضاً ولم يظنوا كلهم بانهم لا يرجعون الى الله تعالى والفرعونية منهج واحيانا يكون الانسان في بيته ومدرسته وعمله فرعونا بالاستكبار والظلم للاخرين، والنبي موسى عليه السلام اراد الحق والايمان وانهاء الظلم والبغي”.
وختم بقوله تعالى {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ } وهنا الله تعالى اوضح مصير فرعون وجنوده الذين ليس لهم قيمة باتباع الهوى والظلم، والظالم يدمر ويسلب جميع الحقوق والمظلوم مسكين وينظر الى رحمة الله تعالى.
النهاية