خاص- شفقنا-بيروت-أرسلت الأديان السماوية كافة لتكون هدى للناس ورحمة فيما بينهم. لكن وبعد أن كنا خير أمة أخرجت للناس شوّه البعض هذه الصورة وأصبح الدين الحنيف ستارا لجماعات التطرف والإرهاب التي تقتل وتذبح باسمه، ما سبب هذا ردة فعل سلبية لدى شريحة واسعة من الشباب المسلم وصلت حد النفور أو الابتعاد عن تعاليم الدين الصحيح والمعتدل. انطلاقا من هنا، كان لا بد من أن نسأل من يتحمل مسؤولية هذا الأمر وماذا علينا ان نفعل للحد من المسألة؟
أولا لمعرفة أي مشكلة يجب البحث عن مسبباتها، لذا لمعرفة ما آلت إليه الأمور الآن من ظاهرة التطرف وربطها بالدين الإسلامي لا بد من معرفة الظروف التي ولدتها، ونجد أن الحركات المتطرفة التي نشهدها اليوم اعتمدت عند انطلاقها على اشتهادات دينية غير صحيحة، مما دفع بعض الجهات الدولية إلى الدخول على خط استغلالهم لإيجاد نزاعات طائفية ومذهبية لضرب الدين والمجتمعات.
يقول مديرالتعليمي في حوزة الثقلين الدينية الشيخ حسين شمص، في حديث خاص لوكالة “شفقنا”، أن هناك حرب ناعمة أخطر من الحرب المباشرة العسكرية، تهدف الى تغيير المصطلحات والعناوين والمناهج والثقافات، لإدخال أفكار بعيدة عن مجتمعاتنا، مشيرا الى أن هذا الأمر ليس جديدا لكن لم يكن بهذا المستوى.
وحمل الشيخ شمص المسؤولية الى الدول التي تسعى الى تمزيق المجتمعات العربية والاسلامية وعلى رأسها الصهيونية التي برأيه “تفتح فضائيات فقط لأجل ضرب المذاهب فيما بينها، إضافة للوهابية الخارجة عن الادبيات الاسلامية العامة سواء من علماء السنة او الشيعة والتي تعتمد على روايات مفبركة قائمة على تكفير وإلغاء كل من يخالفها الرأي عبر الذبح وغيره”.
ولفت الشيخ شمص الى أن القتل باسم الدين لا يبرر للشباب نفورهم او ابتعداهم عن التعاليم الصحيحة للإسلام الحنيف والنبي الاكرم (ص) واهل بيته (ع)، ويضيف “هناك من يريد إيصال فكرة أن الذي لا يصلي ولا يصوم لكنه يتمتع بالأخلاق ولا يؤذي أحدا أفضل من الذي يصلي ويصوم لكنه يقتل ويكفر، معتبرا أن الحقيقة بعدم صحة الصورتين إذ يعبران عن السيء والأسوأ، لأن الإسلام الصحيح هو دين المحبة والطاعة لله عز وجل، فأن تكون عبدا لله يعني أن تكون صادقا والرسول (ص) قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
الشيخ شمص شدد على الدور الكبير لعلماء الدين في توعية جيل الشباب لكي لا يصدق التضليل الحاصل, وفي التقارب بين الناس والمجتمعات ليتوحدواعلى كلمة سواء كما كانت سيرة النبي الأكرم (ص) مع كل الناس, وفي استنادهم الى الآيات والروايات الصحيحة.
وفاء حريري