شفقنا العراق-أثنى البابا فرنسيس على مسيحيي الشرق الاوسط الذي قال إنهم يتمسكون بدينهم رغم تعرضهم للاضطهاد من قبل المتشديين، مؤكدا أن شهداء المسيحية الان أكثر عددا من الأيام الاولى للكنيسة.
وتحدث البابا أمام الالاف ممن احتشدوا في ساحة القديس بطرس للاحتفال بعيد القديس اسطفانوس أول شهداء المسيحية وقال: “كم من إخوتنا وأخواتنا في الإيمان يتعرّضون للاستغلال والعنف ويُبغَضون من أجل يسوع! نريد اليوم أن نفكّر بهم ونكون قريبين منهم من خلال محبّتنا وصلاتنا ودموعنا. امس مع احتفالات عيد الميلاد. المسحيون المضطهدون في العراق احتفلوا بعيد الميلاد المجيد في كاتدرائية مهدمة. إن هذا يعد بمثابة مثال للاخلاص تجاه الانجيل.”
وخُير المسيحيون الذين يعشيون في مناطق خاضعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” شمال العراق خلال الفترة الماضية، إما بدفع الجزية أو اعتناق الاسلام أو الموت بالسيف وفر معظمهم إلى منطقة الحكم الذاتي الخاضعة للاكراد شرق البلاد.
البطريرك ساكو يطالب الحكومة والمرجعيات الدينية باحتضان المسيحيين
طالب بطريرك الكلدان في العراق، مار لويس ساكو، الحكومة العراقية والمرجعيات الدينية بالاهتمام باحتضان المسيحيين وتحريم جميع أشكال الممارسات غير الإنسانية ضدهم.
وفي رسالته بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، جدد ساكو التزام مسيحيي العراق بوطنهم والإخوة المشتركة، معلنا استعدادهم للمساهمة في تحقيق السلام وتوطيد العلاقات الاجتماعية، مؤكدا إن المسيحيين لديهم الكثير ليقدموه لبلدهم العراق.
وفيما ثمن مبادرات نصب أشجار الميلاد والتغطية الإعلامية للمراسم الدينية في الكنائس والتهنئات بالعيد، ندد بطريرك الكلدان الممارسات التي تستهدف المسيحيين وتدفعهم إلى الجهرة، ومنها مشروع البطاقة الموحدة، وإكراه القاصرين على اعتناق الإسلام لدى إشهار أحد الوالدين إسلامه، وكذلك تهميش المسيحيين في التوظيف، وخطابات بعض أئمة الجوامع ضدهم والاستحواذ على بيوتهم.
وتمنى ساكو أن تكون للعراق دولة مدنية حقيقة تضمن المواطنة للجميع وتحافظ على التعددية وتعيد بناء ما تهدم حتى يتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم وبلداتهم، كما عبر عن آماله بأن تكون السنة الجديدة سنة سلام واستقرار بلا إرهاب ولا قهر ولا تهجير.
يذكر إن المسيحية هي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الاسلام، وهي ديانة مُعترَف بها في الدستور العراقي، حيث أنه يعترف بأربع عشرة طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. ويتوزع أبناؤها على عدة طوائف ويتحدث نسبة منهم اللغة العربية لغةَ أم، في حين أن نسبة منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها المتعددة وكذلك اللغة الارمينية. وأكبر كنيسة في الشرق الأوسط تقع في العراق في مدينة بغداد وهي كنيسة الطاهرة الكبرى.
ويؤكد ديوان الوقف المسيحي العراقي أن عدد المسيحيين في العراق يتناقص بسبب الهجرة التي تلجأ اليها اعداد كبيرة منهم نتيجة الوضع الامني واستهدافهم المباشر من قبل جماعات مسلحة.
ويتراوح عدد المسيحيين في العراق حاليًا ما بين 200 ألف و300 الف، في حين كان عددهم قبل سقوط النظام السابق حوالي مليون و200 الف، حيث ان الاوضاع الامنية واستهدافهم المباشر من قبل تنظيم داعش، الذي سيطر على مناطقهم بشمال العراق ومن جانب الميليشيات والجماعات المتطرفة دفعهم الى الهجرة بهذا العدد سواء الى دول الجوار أو الولايات المتحدة وأوروبا.
النهاية