خاص شفقنا- بيروت- لفت الخبير في الشؤون الروسية الدكتور اسكندر كفوري الى أن الذي قتل السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف بشكل اساسي هم رعاة الارهاب وممولوه، معتبرا ان هذا العمل ممنهج ويأتي عشية اللقاء الهام الذي يعقد الآن بين وزراء الخارجية والدفاع للدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران. واشار الى ان عملية الإغتيال هذه تستهدف بالدرجة الاولى العلاقات التي شهدت اصلاحا في الآونة الاخيرة بين الدولتين الروسية والتركية.
وفي حديث خاص لـ”شفقنا” اعتبر كفوري ان هذا الإرهاب لم يسقط من السماء والذي يحصل على تمويل وعلى اسلحة وحماية سياسية دائمة اقله ما نشهده في مجلس الامن يوميا من الرعاة الفرنسيين والاميركيين والبريطانيين والخليجيين.. وكل الذين يتنطحون يوميا بعقد جلسات لمجلس الامن الدولي وللجمعية العمومية ولمؤتمرات متعددة في ارجاء مختلفة من اوروبا وتركيا وغيرهما، فهؤلاء هم مسؤولون بالدرجة الاولى لأنهم هم من سدد وساعد على توجيه الرصاصات في يد القاتل، الذي ليس سوى اداة يتحكمون بها.
اغتيال كارلوف ليس عملا فرديا
ولفت كفوري الى ان هذا العمل ليس عملا فرديا فحسب، بل هو عمل مخطط ممنهج ويأتي عشية اللقاء الهام الذي يعقد الآن بين وزراء الخارجية والدفاع للدول الثلاث روسيا وتركيا وإيران. مشيرا الى ان عملية الإغتيال هذه تستهدف بالدرجة الاولى العلاقات التي شهدت تقطيعا بين الدولتين الروسية والتركية التي كانت قد مرت بعملية توتر جرى بعدها عملية اصلاح لذات البين بين الدولتين.
وشدد كفوري على ان “هناك تواصل مستمر ورفع لحجم التبادل التجاري بين البلدين وتطور تشهده العلاقة الاقتصادية بشكل كبير حتى في بعض النواحي العسكرية فهناك تنسيق سياسي وتفاهم الى حد معين اقله في المسألة لادارتي الدولتين في وجهة نظر مختلفة لكل منهما – اقصد بها سوريا- وقد جرى التوصل بشكل مباشر ومساهمة مباشرة من خلال السفير كارولف الذي كان هو الوسيط الاساسي في تسوية المسألة الحلبية ومسائل اخرى عديدة بينها الجانبين الروسي والتركي.
العلاقات الروسية التركية ستتعزز بشكل اكبر مستقبلا
وتابع متحدثا عن العلاقات التركية الروسية مشيرا الى ان “التركي بوصفه احد رعاة تلك الجماعات المسلحة والروسي بوصفه صديقا لسوريا فإن هذه العملية شهدت تطورا معينا، فروسيا حاولت استيعاب الجانب التركي وانزال الرئيس التركي من اعلى الشجرة التي أُصعد اليها من قبل الغرب، فتركيا عموما ورئيسها اصيبا باحباط من الغرب ومن الاتحاد الاوروبي الذي لم ولن يدخلها في منظمته، واصيبت بالاحباط من الأميركيين الذين اغروها بأنها ستعود كإمبراطورية عثمانية، الا ان الأخيرة وجدت نفسها ان القطار قد فاتها وان الجميع يلهث باتجاه آخر، فعمدت برئاسة اردوغان الى التفتيش عن مسار آخر والخروج من هذه الازمة التي وضعت فيها واللحاق بالقطار، لذلك عززت علاقاتها مع روسيا لان الاتجاهات السياسية الخارجية اليوم تنحو باتجاه معاكس.
ورأى ان العلاقات الروسية التركية ستتعزز بشكل اكبر مستقبلا، لافتا الى ان الذي نفذ واوعز باسقاط الطائرة الروسية في تركيا مسبقا هو ايضا اداة، فالرئيس التركي وقادته قالا ان هؤلاء لديهم توجه معين و أحد ما وجههم، ان كان في الادارة على مستوى سياسي عالي او كان من الخارج عبر مخابرات دول صديقة لتركيا وحليفة لها، مشيرا ان الايام المقبلة ستكشف عن مدى تورط المنفذين، وستدرك روسيا من يقف وراءهم، لان الاصابع التي تقف وراء من اغتال كارلوف هي نفسها الاصابع التي خربت سوريا وزعزعت الاستقرار ودمرت وسفكت دماء الشعب السوري.
وختم كفوري، عندما نعرف لمصلحة من ما يجري في سوريا ندرك ايضا لمصلحة من استهداف السفير الروسي في تركيا الذي عمل على تسوية هذه الحرب وتجنيب الشعب السوري المزيد من سفك الدماء من خلال التوصل الى تسوية مع الجانب التركي الذي كان المعبر الرئيسي لتسرب الارهابيين الى سوريا والعراق، مؤكدا انه باغلاق هذا المعبر حتما سيتم تجاوز الازمة في سوريا بطريقة تشكل اقل تكلفة للشعب السوري والدولة من المضي في الحرب، لافتا الى ان بعض الاصابع توجه للعدو الاسرائيلي لانه أحد المتضررين الرئيسيين من تسوية الاوضاع في سوريا.
النهاية