شفقنا العراق – تستمر قوات الجيش السوري والقوات الحليفة لها في عمليات التمشيط بأحياء حلب القديمة الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية، بين ثكنة هنانو وقلعة حلب.
واورد “المرصد السوري لحقوق الانسان” المعارض ومقره لندن، ان ذلك جاء بعد ان تمكنت هذه القوات يوم أمس من السيطرة على حيي أقيول “أغير” وباب الحديد، الذين ضيقوا الخناق بشكل كبير على المسلحين المتبقين في الحارات والمناطق الواقعة غرب باب الحديد، ما أجبر هؤلاء على الانسحاب من الاحياء القديمة في حلب، خشية حصارهم في نطاق ضيق، ولعدم وجود خط انسحاب مؤمن في حال هجوم قوات الجيش وحلفائها من جهة منطقة الفرافرة، إضافة لعدم وجود مراكز لإنقاذ الجرحى في المدينة التي باتت تعاني من نقص في القدرة على انتشال الجثث أو إسعاف الجرحى وإنقاذهم.
وكانت قوات الجيش وحلفاؤها تمكنت يوم أمس من إحراز تقدم واسع في القسم الشرقي من مدينة حلب، بغطاء من القصف المدفعي والجوي المكثف، لتفرض هذه القوات سيطرتها على كامل أحياء حلب القديمة ومنطقة المسجد الأموي، بعد أن سيطرت أمس على أحياء الشعار والمواصلات والشيخ لطفي وكرم الجبل وباب الحديد وأقيول “أغير”، واستكملت سيطرتها على ضهرة عواد وجورة عواد وسيطرت على أجزاء من حي المرجة، في محاولة منها لتحرير المزيد من الأحياء وتقليص سيطرة المسلحين في القسم المتبقي من أحياء حلب الشرقية.
كذلك قصفت قوات الجيش بشكل مكثف بعد منتصف ليل أمس مناطق في حي الزبدية ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المسلحين في مدينة حلب، فيما ارتفع إلى 11 بينهم 3 أطفال عدد القتلى الذين قضوا أمس جراء سقوط قذائف على مناطق في أحياء الفرقان وحلب الجديدة والأكرمية ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات الجيش بمدينة حلب، كما استمر سقوط القذائف الصاروخية التي يطلقها المسلحون منذ ليل أمس وحتى بعد منتصف الليل على مناطق في أحياء سيف الدولة والأعظمية والإذاعة والمارتيني والميرديان بالقسم الغربي من مدينة حلب، بينما قصفت طائرات حربية بشكل مكثف أماكن في منطقة الراشدين ومحيط حي الزهراء غرب حلب.
وسيطرت قوات النظام السوري وحلفاؤها على الحي القديم بمحافظة حلب بعد تقدم سريع في مناطق عديدة من الأحياء الشرقية للمحافظة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة وفق ما أعلن الأربعاء المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبالتزامن مع ذلك يتبادل الجانبان الروسي والأمريكي الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل إلى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من المدينة.
وقال المرصد في بريد الكتروني إن “قوات النظام والمسلحين الموالين لها تقوم بعمليات تمشيط بأحياء حلب القديمة الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية”، مشيرا إلى انسحاب المقاتلين من هذه الأحياء.
وبعد ثلاثة أسابيع من بدئها هجوما لاستعادة السيطرة على كامل الأحياء الشرقية من مدينة حلب، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها أمس الثلاثاء من السيطرة على أكثر من سبعة أحياء.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بخسارة فصائل المعارضة أحياء الشعار، الحي السكني الأهم في وسط القسم الشرقي من حلب، وضهرة عواد وجورة عواد وكرم البيك وكرم الجبل.
وفي وقت لاحق، سيطرت قوات النظام على حي الشيخ لطفي وعلى أجزاء من حي المرجة الإستراتيجي في جنوب الأحياء الشرقية.
كما أشار المرصد لتمكن قوات النظام من التقدم مجددا في شرق حلب والسيطرة على حيي أقيول وباب الحديد شمال شرق قلعة حلب، تزامنا مع غطاء مدفعي كثيف وغارات، وباتت بذلك قوات النظام تسيطر على أكثر من 75 في المئة من شرق حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مقاتلي المعارضة محصورون في القسم الجنوبي، مرجحا أن تبدأ قوات النظام “عملية قضم تدريجي” لهذا القسم مع شن هجمات من أكثر من جهة.
كما أكدت مصادر ميدانية إن الجيش السوري وحلفاؤه مسنوداُ بطيران مروحي روسي تمكن من السيطرة على منطقة “السكري” الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة تدمر وسط سوريا، مشيرة إلى أن التقدم مازال مستمراً بهدف الوصول إلى منطقة خنيفيس.
كما لفتت المصادر إلى أن الجيش السوري سيطر على منطقة “صوامع الحبوب” شرقي تدمر وحقل غاز “أرك” ليصبح على بعد مئات الأمتار من المحطة الثالثة، في حين يواصل الجيش السوري عمليات التمهيد باتجاه شركة “توينان” في محيط تدمر الشرقي، بهدف تأمين أكبر طوق آمن حول المدنية كخطوة أولى.
وبحسب المصادر فإن العملية السورية التي أطلقت في محيط تدمر ستكون على محورين، المحور الأول نجح بالوصول إلى باتجاه منطقة “السكري” الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة تدمر، ومنها إلى خنيفيس، أما المحور الثاني سيكون باتجاه مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، والتي تحتوي في محيطها على واحد من أهم معسكرات التدريب الخاصة بتنظيم داعش
وتقول المصادر، إن، العمل باتجاه السخنة سيكون لقطع عقدة طرق هامة بالنسبة للدولة السورية، ما سيعيق حركة تنقل داعش عبر طرق التهريب القديمة الواصلة بين مدينة الرقة وكل من الأراضي الأردنية والأراضي العراقية، كما ستضع الجيش على احتمال التقدم باتجاه مدينة دير الزور من ريفها الغربي، أو باتجاه الرقة من ريفها الجنوبي عبر طريق “السخنة – الطبقة”، والذي يمر بعدد من القرى الصغيرة أبرزها قريتي “الطيبة” و “الكوم”، وتعد الأخيرة أولى نقاط ريف الرقة الجنوبي.
واستعادة السيطرة على منطقة “السكرية” خطوة حيوية بالنسبة للحكومة السورية لما للمنطقة من أثر كبير في إعادة إنعاش الاقتصاد السوري، وذلك لكون “السكري” تحتوي على عدد من مناجم الفوسفات وبالسيطرة عليها يمكن إسقاط وجود داعش في منطقة “خنيفيس” خلال الساعات القادمة، إضافة لزيادة الطوق الآمن حول مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الشرقية.
يشار إلى أن الجيش السوري والحلفاء كانوا قد استعادوا السيطرة على مدينة تدمر خلال شهر آذار الماضي بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش، فيما سيطر التنظيم على كل من السخنة ومنطقة السكري وخنيفيس خلال شهر أيلول من العام 2015.
النهاية