شفقنا العراق – استقبل سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي مدير عام شؤون العشائر في وزارة الداخلية اللواء عبد الحسين العامري والوفد المرافق له.
وقال سماحة السيد محمد تقي المدرسي، ان فتوى الجهاد التي اصدرتها المرجعية لم تكن بقدر أهمية حب الشعب وتفاعلهم مع الامام الحسين عليه السلام، وذلك هو الذي نصرنا على اعدائنا.
وأضاف سماحته خلال استقباله مدير عام العشائر في وزارة الداخليه اللواء عبدالحسين العامري، والوفد المرافق له، امس السبت، ان الامام الحسين رد التحية على هذا الشعب الذي طالما نادى لبيك ياحسين، لافتا الى ان ما صدر من فتوى من قبل المرجعية لم يكن سوى واجبا، ولكن لم يكن الاداء بقدرنا لكن كان بقدر الحسين (ع).
واشار سماحته الى ان الشيعه لديهم طريقة التوازن والعمل بحكمة وهم يستمدون قوتهم من الامام الحسين، ونحن نظريتنا نظرية متكامله احدنا يتكامل مع الاخر سنة وشيعة ومسيح وباقي مكونات الشعب العراقي.وبين ان شجاعة العراق سيتحدث عنها العالم وستدخل الموسوعات كما تحدثوا سابقا عن كرم العراق..
وقال سماحته ان هدفنا هو تحويل العراق الى دوله قوية، ولكن في نفس الوقت دولة تستفيد من قوتها في احلال السلام لا الاعتداء على الاخرين كما تفعل بعض الدول.
من جهته قال المتحدث باسم الوفد ان عشائرنا هم اليد والذراع الطويلة لمراجعنا، مثمنا ما أكد عليه سماحته من مقترحات حول عمل العشائر من تدريب ابناءها وتهيأتهم ليكونوا على اهبة الاستعداد لكل طاريء، واصفا ذلك بالمقترح الجيد وعلى العشائر جميعا ان تتمسك به وتطبقه.
واضاف قائلا اننا طالما لدينا عشائر تسمع للعلماء وتطيعهم فنحن لايستطيع احد ان يهزمنا ويتعدى علينا.
وختم قوله بان الوضع الان جيد جدا مما نرى من انتصارات الحشد الشعبي والقوات المسلحة وكل ذلك ببركة توصيات المرجعية ودعائها لهم.
وفي جانب آخر دعا سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي الى توخي الحيطة والحذر من مغبة الانزلاق في حب السلطة والحكم بعد الابتعاد عن طريق الله –تعالى- و وصف الذين يقتلون انفسهم والآخرين من اجل السلطة، إنما يستعبدون انفسهم قبل غيرهم، ووصف العلاقة الحقيقية والصادقة مع الله –تعالى- هي التي تجعل الانسان الحاكم الأقوى والاكثر سعادة في الحياة.
وفي حديثه اليومي مساء يوم امس بحضور جمع غفير من الوفود الزائرة من بلدان مختلفة، قال سماحته: “الانسان كتلة هائلة من الامكانات والفرص، ولا يمكن ان نتخيل ابعاد تنامي الانسان وتساميه وتكامله، ولكن لهذا اللانسان رمز وكلمة سر ، لو عرف الانسان هذه الكمة استطاع ان يفتح مغاليق قلبه ويتكامل الى غير المحدود، هذا السر هو الصلة مع الله –تعالى- “.
وأضاف سماحته موضحاً: بان الله أمر الانسان ” لا تعبد الحديد ولا النار والارض والبحر، ولا يستعبدك شيء، بل لك الملك والهيمنة ومقاليد الامور، حقاً؛ انه لأمر عظيم بأن يكون كل شيء مسخر للانسان، فهو ليس فقط يملك نفسه، بل ويملك ويسخر الطبيعة من حوله”.
ووصف سماحته من يفقد العبودية لله ويتحول الى حب الذات وعبادة أشياء مختلفة، بانه “فاقد للانسانية…”، فكثير من الناس في العالم ظاهرهم بشر بينما هم “اكثرهم لايعقلون، هم كالانعام بل أضل سبيلا، فهناك من سخر نفسه للمال والشهوة والجاه”.
واشار سماحته الى إدعاء البعض توحيد الله والقتال في سبيله، فيما يضمر اهداف تنم عن أهواء وميول نفسية خاصة به، واستشهد بذلك الرجل الذي قاتل بين يدي رسول الله، صلى الله عليه وآله، في إحدى غزواته، وبعد أن قتل، قال عنه النبي الاكرم بانه “شهيد الحمار”.
وهكذا كان مصير ابن ملجم – يقول سماحته- بعد أن ارتكب تلك الجريمة العظيمة، وقال للإمام علي،عليه السلام: “أتنقذ أنت من في النار”، بمعنى أنه كان يعرف سلفاً أن الطريق الذي يسير فيه يؤدي به الى النار، ولكن؛ “دفعته حزبيته وعصبيته الى قتل الامام”، وهكذا الانتحاريون من الجماعات الارهابية – يضيف سماحته- بان الذي يدفعهم الى ارتكاب المجازر المريعة، ما يحملونه من عقد نفسية مع زوجاتهم وأسرهم ومجتمعهم، وحتى مع انفسهم لاصابتهم بامراض الازدواجية والانفصام وغيرها.
واضاف سماحته: وهكذا كان مصير أهل الكوفة، وقال سماحته : ” بعد اقل من خمس سنوات من واقعة الطف ، لم يبق أحد منهم على الارض، فقد هلكوا جميعاً، وذلك كان بدافع عشرة تمرات اعطاهم إياه ابن زياد…”!
من جانب آخر أكد سماحته باننا لدينا ” أئمة هم القمة في كل شيء؛ وفي حكمتهم، وعلمهم، وخلقهم، وكل شيء منهم في حد كمال المخلوق وليس الخالق، وكانت سر عظمتهم، معرفتهم بالله، ومعرفة الله –تعالى- هي المعيار، وهي البوصلة الى الطريق الصحيح”. واضاف سماحته مستطرداً الى “إن من يصل الى هذا المستوى تهون عليه الدنيا بخيرها وشهرا بافراحها واتراحها”.
وذكر سماحته مثالاً من واقعة الطف في القاسم بن الحسن، عليه السلام، عندما انقطع شسع نعله وهو اثناء القتال امام آلاف الاعداء، وعندما انحنى ليصلح شعس نعله، فانه ساوى بين شسع نعله وبين كل الجموع المحتشدة امامه من قوى الضلالة والانحراف، وهكذا كان من قبل، جده أمير المؤمنين، عليه السلام في مقولته الشهيرة مخاطباً عبد الله بن عباس: “إن امرتكم هذه لا تساوي عندي شسع نعل، مالم أقيم حقاً وأدحض باطلاً”.
النهاية