شفقنا-خاص-في وقتٍ سابق، كانت دول المقاومة تشكل حالة من التضارب في الرأي العام، بعضها يؤيد مشروعيتها، والآخر يراها دول وجماعات عدائية، وبقيّ الحال حتى ظهرت هذه القوى بصورة واضحة، وهي تُحارب الإرهاب العالمي، وتقف جدياً بوجه الجرائم الوحشية التي تتبناها الجماعات المتطرفة، وهو الأمر الذي غيّر النظرة التي رُسمت مُسبقاً، وتغيرت الآن.
بعد عام 2011 وكنتيجة واقعية لدخول متطرفي العالم لأرض سوريا، أنتفضت دول المقاومة واصبحت حائط الصد الأول، ففي سوريا يقاتل كل شرفاء العالم جنباً إلى جنب، ضد كل طغاة العالم ومحبي الدماء والصراخ والعويل، ولإن هذا الدور كانَ بعيداً عن فهم شعوب اوربا والولايات المتحدة، أتضح أكثر بعدَ الهجمات الأرهابية في نيس الفرنسية، وبروكسل عاصمة بلجيكا، وأيضاً بعد هجمات متتالية استهدفت المدنيين في الولايات المتحدة، وتبنتها داعش فيما بعد.
الجانب الآخر؛ الذي كان مدعوماً من قبل الرأي العام الدولي، بفعل الإعلام المؤدلج الذي تبثهُ تلك الدول لشعوبها، وهنا نقصد السعودية وبعض دول الخليج، فالنظرة كانت إيجابية بأمتياز، وأفاق التعاون كانت مفتوحة على مصراعيها، لكن بعدَ أثبات تورط المملكة بدعم وتمويل الإرهابيين، حدث شرخٌ كبير في نظرة الشعوب لنظام المملكة، ليتم الضغط بأتجاه إدانتها فعلياً، وهو ما حصل فعلاً في إيقاف صفقات التسليح للسعودية، ومن ثم تشريع قانون جاستا الذي يتيح محاسبة المملكة.
السياسة الأمريكية في المرحلة السابقة، عُرفت بالتبطين وإظهار ما يوافق الضغط العام الشعبي، مع إبقاء العلاقات على الواقع بأسس دبلوماسية واضحة، فالولايات المتحدة أدانت حرب اليمن، وحادثة استهداف برجي التجارة والكونغرس، لكنها لم تتخذ قراراً يشابه قرار إزالة القذافي مثلاً، أو صعدّت بمواقفها مثلما حصل في مصر وتونس.
هذا يعني إن الديمقراطيين لم يلعبوا اللعبة بقواعد امريكية، بل لجأوا إلى سياسات التعامل الأسرائيلي نوعاً ما، فالستراتيجيات تفرض على الديمقراطي الأمريكي أن يتصرف بغير الواقع، وأن يوهِم شعوب العالم بأنه الأحرص على أمنهم، وهذا ايضاً يُخالف الواقع.
إن دول المقاومة ومحورها، لا تشبه اليوم ما كانت عليه قبل ولاية اوباما الثانية، فهناكَ انتصارات على الأرض، وتمزيق للمخططات الغربية، وصعود كفة السيطرة في المنطقة، فلو قارنّا ببساطة بين حزب الله والسعودية، لوجدنا إن المقاومة اللبنانية تتفوق كثيراً، ومن الأصعدةِ كافة، وهذا يعني إن السعودية التي خسرت المواجهة معَ حزب الله، خاسرة أصلاً لو واجهت دول المقاومة كلها.
ترامب وريث المشكلات، كيفَ سيتعامل معَ هذه المتغيرات؟! معَ لحاظ إن العدو السابق إيران أصبحت أقوى بكثير، والصديقة المقربة السعودية اصبحت اضعف بأضعاف، كل المؤشرات تُشير إلى أن ترامب سيُنهي الحسم لصالح دول المقاومة، وإن حاربها كلامياً.
النهاية