شفقنا-خاص-كلاهما اسمه ميشال، ولكن شتان بين ميشال وميشال، الاول وصف المعادلة الذهبية “الجيش والشعب والمقاومة” بالمعادلة الخشبية، والثاني اكد انه لن يألوا جهدا في دعم المقاومة في الصراع مع “اسرائيل” حتى تحرير ما تبقى من ارض لبنان، انهما ميشال سليمان، وميشال عون.
يوم الاثنين الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر، كان يوما مشهودا في لبنان ، فقد شهد انتخاب الجنرال الاقوى ميشال عون رئيسا للجمهورية، في توافق غير مسبوق يحسب للافرقاء اللبنانيين، الذين تعالوا على خلفاتهم من اجل مصلحة بلادهم، في وقت تعصف فيه الحروب والفوضى بالعديد من دول الاقليم.
بعد سنوات من الهجمة الاعلامية والسياسية الشرسة، ضد حزب الله والمقاومة، والتي استخدمت فيها جميع الاسلحة غير الاخلاقية ومنها السلاح الطائفي القذر، على خلفية منازلة حزب الله، للتكفيريين الارهابيين في سوريا، لدرء شرورهم عن لبنان، فاذا بنا نسمع صوتا قويا يأتي من تحت قبة البرلمان اللبناني، يرد على تلك الهجمة الظالمة ردا مدويا، الا وهو صوت الجنرال ميشال عون، الذي أكد في خطاب القسم الذي القاه بعد انتخابه مباشرة أنه في “الصراع مع “اسرائيل” لن نألوا جهداً ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة وحماية وطننا، وسنتعامل مع الارهاب استباقياً وردعياً وتصدياً حتى القضاء عليه”.
هذه الكلمات القليلة للجنرال عون، جاءت لتؤكد على ان تحالف الجنرال مع سيد المقاومة سماحة الامين لحزب الله السيد حسن نصرالله ، هو تحالف استراتيجي قائم على ايمان لا يتعزز بالمقاومة كوسيلة وحيدة لاسترجاع الاراضي اللبنانية المحتلة، ولملاحقة الارهاب ومنازلته استباقيا وردعيا قبل ان يتغول ويتسلل الى لبنان ، كما تسلل الى سورية و ليبيا وغيرهما.
رؤية الجنرال عون الى الارهاب التكفيري، ليست متأثرة بعوامل خارجية، فهو يرى الارهاب بشكله المجرد دون رتوش، فالارهاب هو ارهاب ولابد من مكافحته، وانجع مكافحة لهذا الخطر القاتل، هو التصدي له قبل ان ان يتخذ من سوريا قاعدة انطلاق نحو لبنان، ولا يمكن ان تعصم سياسة النأي بالنفس لبنان من خطر الارهاب التكفيري، فليبيا واليمن والعراق والعديد من الدول الاخرى، لم يطلب الارهاب اذنا من حكوماتها وشعوبها ليتسلل اليها، فالارهاب التكفيري الذي يضرب سوريا، كان واضحا منذ البداية ان هدفه التالي هو لبنان.
يبدو ان يوم الاثنين 31 تشرين الاول/اكتوبر، كان يوما ،مقاوما” بامتياز ، ليس بسبب انتخاب مرشح المقاومة ليكون سيد بعبدا، وليس لخطاب القسم الذي القاه الرئيس عون فحسب، بل للكلمة التي القاها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية، والتي اكد فيها على ان :”التهديد الرئيس لبلدنا ينبع من “اسرائيل” وهي تواصل عرقلة تنفيذ القرار 1701 وتحتل أجزاء عزيزة من أرضنا” وهذا الامر “يفترض دعم الجيش بالعتاد والعديد وتعزيز المؤسسات الأمنية للقيام بواجبات الدفاع الى جانب المقاومة والشعب”.
الموقف الابرز الاخر والذي كثف صفة المقاومة على يوم الانتخاب، جاء من رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الذي كان اسمه مطروحاً كمنافس لعون، الا انه وبعد جلسة الانتخاب هنأ ميشال عون وقال ان انتخاب عون هو انتصار لخطنا السياسي، و من الواضح ان الخط السياسي الذي يعنيه فرنجية هنا، هو خط المقاومة.
يوم الانتخاب الذي كان يوم انتصار للمقاومة، كان في المقابل يوما كئيبا على “اسرائيل”، فقد نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» “الاسرائيلية” تحليلاً تحت عنوان “الجنرال ميشال عون خبر سيّئ لإسرائيل”، وقالت فيه إنه “كيفما نظرنا إلى الأمر، فإن انتخاب عون سيسبّب وجعاً في الرأس لإسرائيل”، ومن حق “اسرائيل” ان تغتاظ من انتخاب عون رئيسا للبنان، فسيد بعبدا الجديد هو حليف قوي لسيد المقاومة، ويؤمن ايمانا راسخا بالمعادلة الذهبية “الشعب والجيش والمقاومة”.
النهاية