خاص شفقنا- بيروت-استمرّت إمامةُ الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أربعة وثلاثين عاماً بعد استشهاد والده، وفي نظرة تاريخية سريعة، جسّد من خلالها أستاذ الحوزة العلمية فضيلة الشيخ محمد باقر دهيني الحالة الإسلامية التي مرّ بها الإمام الحسين “ع” والغاية التي استشهد من أجلها حتى عرّج على دور الإمام السّجّاد “ع” بعد واقعة كربلاء.
واعتبر الشيخ دهيني في حديث خاص لوكالة “شفقنا” أن بنو أمية لعبوا دورا أساسيا لتشويه الحق وانشاء الفرق الفكرية المعارضة له، فوصل بهم الأمر الى تصفية المعارضين والموالين لأهل البيت “ع”، بالاضافة الى نشر افكار بدع الضلالة وحركة الإرهاب التي مارسوها ضد مذهب التشيّع ومذهب اهل البيت، وهنا جاء دور الإمام زين العابدين الذي أكمل دور والده الإمام الحسين”ع” فأعاد نشر الفكر والوعي داخل المجتمع الإسلامي، اضافة الى دوره التبليغي بدءا من عملية الأسر الاولى وارتقاءه المنبر في مجلس يزيد بن معاوية والخطبة الشهيرة التي ألقاها والتي بيّن فيها احقيته بالخلافة وذكّر برسول الله “ص” وبين مكانته.
الإمام زين العابدين نشَر الصورة الحقيقية لكربلاء
ولفت فضيلته الى ان كل موقف وقفه الإمام في اي مكان وبلد كان مع السيدة زينب عليها السلام، فكان لهما الدور الأبرز بإعادة توعية الناس ونشر الصورة الحقيقية لما جرى في كربلاء، ثم انتقل عليه السلام بعد ذلك ليمارس دوره في المدينة، فكان له هدف اساسي وهو اعادة توعية الناس على ماهية اهداف ثورة الإمام الحسين “ع” وبناء قاعدة شعبية وشيعية يمكنها ان تحمل الرسالة من جديد، اضافة الى تعميم مفهوم الولاية والإمامة التي شُوّهت.
الى جانب ذلك، مارس الإمام دور البكّاء حتى عُدّ من البكّائين الخمسة بعد (آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة) من جهة حداده على اهل بيته، ومن جهة اظهار هذه الصورة الحقيقة أمام الناس حتى قيل انه ما وضع طعام امامه إلا وخنقته العَبرة، وكان يقول لقد قتل ابن بنت رسول الله جائعا، وهذا من باب اعلام الناس، يقول فضيلته.
وتابع، لقد عمل الإمام على تهيئة نفوس الناس وشحنها طوال هذه المدة، حتى اسس الجامعة الاسلامية في المدينة، عمل من خلالها على اعادة نشر علوم اهل البيت، فكانت تمهيدا لمدرسة الإمام الباقر والصادق عليهما السلام، هذا بالاضافة الى ما اسسه من الصحيفة السجادية والتي اراد من خلالها وصل الناس بالله عز وجل بعد ان انخرطوا بملذاتهم وشهواتهم تبعا لبني امية.
رسالة الحقوق.. مدرسة الإمام زين العابدين
واذا ما تحدّثنا عن الإمام زين العابدين عليه السلام لابد وان نعرّج على رسالة الحقوق التي كتبها، يقول فضيلته، والتي ركزت اولا على حق الله عز وجل ثم على حق النفس، ثم تحدث عن جسد الانسان وجوارحه، بالاضافة الى حقوق كثيرة منها العبادات، جعل منها الإمام مدرسة في الحقوق لو استطاع الانسان ان يطبقها لوجدنا مجتمعا مثاليا متكاملا، وهذه الحقوق انما جعلت لبناء مجتمع اسلامي متكامل يرضي الله ويبني مجتمعا غير قائم على الخلافات بل على المحبة والمودة واحترام الآخرين.
وشدد الشيخ دهيني على ان هذه الرسالة هي اهم من الرسائل التي يدّعونها اليوم في مجلس حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية، متأسفا من بعض الانظمة التي يريدون من خلالها ان يطبقوا هذا النظام ونحن لدينا الاسلام الذي هو نفسه يجب ان يراعي هذه الامور.
وختم بالقول، لذا يقال الآن ان في دولة صاحب العصر والزمان قد لا نحتاج الى محاكم شرعية لأن هذه الرسالة ستكون مطبّقة بحذافيرها وبكل ما اراده الإمام زين العابدين وبالتالي لن يكون لأحد على احد حق.
ملاك المغربي