شفقنا العراق ــ تتوارد الأنباء من كواليس رئاسة الوزراء حول تغييرات تطال القيادات العسكرية والأمنية في العراق، فيما يجري تحضير قوائم بديلة من الكوادر الكفؤة.
ووفق مصادر مطلعة، يتجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى إجراء تغييرات واسعة في صفوف القيادات العسكرية والأمنية، في خطوة تحمل أبعاداً سياسية وإدارية يُراد منها ــ وفق المصادر ــ “ترسيخ صورته كرجل دولة قادر على إدارة مؤسسات الدولة بثبات، وتأكيد سيطرته على مفاصل القرار الأمني والعسكري”.
مصادقة على تغيرات تطال القيادات العسكرية والأمنية في العراق
وقال مصدر، اليوم الثلاثاء (4 تشرين الثاني 2025)، إن “مكتب القائد العام للقوات المسلحة صادق على إحالة عدد من قادة الصف الأول إلى التقاعد بعد الانتخابات. على أن تكون نهاية العام الحالي الحد الأقصى لبقائهم في الخدمة، فيما يجري إعداد قائمة بأسماء المرشحين الجدد لتولي المناصب الحساسة في رئاسة الأركان والعمليات المشتركة”.
ويتصدر القائمة، نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، الذي سيُحال إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية.
وقد طرحت عدة أسماء لخلافته، من أبرزها:
- الفريق أول ركن محمد البياتي، سكرتير القائد العام السابق ومعاون رئيس أركان الجيش للإدارة سابقاً، المعروف بعلاقاته الواسعة داخل المؤسسة العسكرية.
- الفريق الركن أحمد داود الخفاجي، أمين السر العام السابق لوزارة الدفاع، والذي يتمتع بخبرة تنظيمية عالية.
- الفريق الركن جبار نعيمة الطائي، نائب قائد القوات البرية، ويُعد من القيادات البارزة ذات الحضور الميداني القوي.
- الفريق الركن عماد الزهيري، أحد مؤسسي العمليات المشتركة والمفتش العسكري العام السابق لوزارة الدفاع. ويُنظر إليه كشخصية مهنية تحظى بقبول داخل الأوساط العسكرية.
رئاسة أركان قيادة العمليات المشتركة
أما منصب رئيس أركان قيادة العمليات المشتركة الذي يشغله الفريق الركن حامد عبد الصمد وهو من حصة المكون السني، وشغل المنصب منذ تأسيس القيادة فقد أصبح بدوره محل تداول داخل دوائر القرار العسكري، مع بروز ثلاثة مرشحين رئيسيين:
الفريق الركن نومان الزوبعي.
الفريق الركن رعد البشير.
اللواء الركن عبدالله رمضان عطية.
وبحسب المصدر ذاته، فإن من المنتظر إحالة معاون رئيس أركان الجيش للعمليات الفريق الركن جميل الشمري إلى التقاعد بسبب بلوغه السن القانونية، وسط تداول أسماء كأبرز المرشحين لخلافته:
- الفريق الركن علي الفريجي.
- الفريق الركن جبار نعيمة.
- إضافة إلى الفريق الركن علي الهاشمي.
- الفريق الركن أكرم صدام مدنف.
- الفرق الركن عماد الزهيري.
ضمن الإطار الإداري الدوري
وتشير التقديرات إلى أن هذه التغييرات، رغم كونها تأتي ضمن الإطار الإداري الدوري، تحمل في طياتها رسائل سياسية واضحة؛ إذ يعمل السوداني على إظهار أنه القائد الفعلي للمؤسسة الأمنية، القادر على اتخاذ قرارات حاسمة دون ضغوط من القوى السياسية.
كما ينظر إليها كجزء من مساعيه لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بما يضمن توازناً في تمثيل المكونات، مع الحفاظ على نفوذ مكتبه في التعيينات العليا، وفقاً للمصدر.
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم عليوي المحمداوي. طالب في (21 تموز يوليو 2025) رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإيقاف تغيير القيادات الأمنية التي تتم لأغراض انتخابية.
وأوضح المحمداوي، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أنه “خلال الأيام القليلة الماضية، تم تغيير بعض القيادات الأمنية . ومن المتوقع تغيير قيادات أخرى لها مكانتها ومهنيتها في أداء واجبها الوطني”.
واعتبر أن هذه التغييرات “جاءت دون معايير معروفة أو معلن عنها، مما يعطي انطباعًا بوجود نوايا مبيتة لأهداف أخرى”.
ودعا المحمداوي رئيس الوزراء إلى “إيقاف تلك الإجراءات فوراً وإعادة القيادات المهنية التي لم يثبت عليها أي تقصير مهني”.
مضيفاً أن “عملية التدوير بالقيادات أمر صحي، ولكن يجب أن تكون ضمن معايير حقيقية وأن تكون الفترات الزمنية غير قصيرة جداً لكي نتمكن من تقييم الأداء ومعرفة مواطن النجاح والإخفاقات”.
وتأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه البلاد مرحلة حساسة تسبق الانتخابات النيابية.
ويعمل السوداني على تعزيز حضوره داخل المؤسسة العسكرية والأمنية باعتبارها إحدى ركائز استقرار الدولة ومصداقية الحكومة.
ويرى مراقبون أن “أي تغيير في القيادات العليا بعد الانتخابات سيحمل دلالات سياسية تتجاوز الإطار المهني، خاصة في ظل تزايد الحديث عن طموحات السوداني للبقاء في السلطة لولاية ثانية”.
تغييرات سابقة
وكان السوداني استهل توليه رئاسة مجلس الوزراء، في إجراء تغييرات لـعدد من القادة في مواقع عسكرية عليا.
وبحسب بيان سابق (1 تشرين الثاني نوفمبر 2023) للناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، فإن التغييرات شملت ” تعيين الفريق الركن كريم عبود محمد رئيساً لجهاز مكافحة الإرهاب، بدلاً عن الفريق الأول ركن عبد الوهاب عبد الزهرة زبون الساعدي”.
كما تمّ “نقل الفريق الركن أحمد سليم بهجت من منصبه كقائد عمليات بغداد إلى إمرة وزارة الدفاع. وتعيين اللواء الركن وليد خليفة مجيد بدلاً عنه”.
أخطار محدقة بالعراق
ويواجه العراق تحديات أمنية في ظل التوتر القائم في المنطقة، كما لا تزال الحدود العراقية–السورية تشكل خطراً على البلاد، في ظل عودة نشاط تنظيم داعش في تلك المناطق خصوصاً في الجانب السوري المحاذي للحدود العراقية، الأمر الذي يثير مخاوف العراقيين ويبرز الحاجة إلى قادة عسكريين يمتلكون الخبرة والكفاءة للتعامل مع مثل هذه التحديات.
ويستعد العراق لإجراء الانتخابات البرلمانية السادسة منذ اعام 2003، في ظل خلافات وانقسامات حادة بين القوى السياسية.

