شفقنا العراق-التهديدات الإسرائيلية للعراق اثارت تساؤلات المراقبين حول إمكانية انزلاق العراق إلى صراع إقليمي مباشر، في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وغياب الحلول السياسية.
حذر الخبير في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد جواد الدهلكي، اليوم الاثنين (3 تشرين الثاني 2025)، من خطورة التطورات الأخيرة التي تشير إلى أنّ إسرائيل تتعامل بجدية مع التهديدات المنطلقة من الأراضي العراقية، داعيا إلى الحذر من فتح ساحة جديدة للحرب في الشرق الأوسط.
وقال الدهلكي، إن “ما نشرته صحف إسرائيلية حول استعدادات عسكرية مكثفة لمواجهة تهديدات محتملة من العراق، يعكس إدراك تل أبيب المتزايد لدور الساحة العراقية ضمن منظومة محور المقاومة الذي تقوده إيران”.
ثم أشار إلى أنّ “إسرائيل تنظر بقلق إلى قدرات الفصائل العراقية على استخدام صواريخ متوسطة وطويلة المدى، فضلاً عن الطائرات المسيّرة الهجومية التي استخدمت سابقاً لضرب أهداف داخل العمق الإسرائيلي”.
كما أضاف أن “المؤسسة الأمنية في إسرائيل تعمل حالياً على رفع جاهزيتها الاستخبارية والعسكرية تجاه أي تحرك قد ينطلق من الأراضي العراقية أو عبر الأراضي السورية، وتبحث سيناريوهات للرد المسبق أو تنفيذ ضربات استباقية في حال رصد تهديدات وشيكة”.
معادلات الردع الإقليمية
وأوضح الدهلكي أن “العراق بات جزءاً من معادلات الردع الإقليمية، وأي تصعيد جديد قد يفتح الباب أمام مواجهة شاملة تمتد لتشمل أكثر من دولة ومحور”، داعياً الأطراف الدولية إلى “التحرك العاجل لمنع انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح ستكون له انعكاسات مباشرة على الأمن العالمي وإمدادات الطاقة”.
وختم الخبير العسكري، أن “المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من التوتر، مع تزايد التداخل بين الملفات السياسية والعسكرية بين طهران وتل أبيب، وتنامي قدرة الفصائل العراقية على التأثير في معادلة الصراع، في ظل غياب مسارات التهدئة أو الحلول السياسية الفاعلة”.
يحدث هذا بينما تشهد المنطقة توترا متصاعدا بين إيران وإسرائيل، سيما بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة والتهديدات المستمرة عبر “وكلاء طهران”.
ويرى مراقبون أن أي تصعيد جديد قد يجعل الأراضي العراقية جزءا من ساحة الصراع المباشر، ما يهدد بجر البلاد إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق تتجاوز حدودها الجغرافية والسياسية.

