شفقنا العراق – أفادت وكالات دولية في خبر عاجل أنه وعند الساعة الثامنة صباح اليوم دخلت الهدنة في مدينة حلب شمال سوريا حيز التنفيذ، وبالتالي ستتوقف جميع الاستهدافات الجوية والمدفعية من قبل سوريا وروسيا في مدينة حلب فقط ولا تشمل الهدنة الأرياف، وذلك تهميدا لخروج الحالات الإنسانية والمدنيين ومن يرغب من المسلحين من الأحياء الشرقية للمدينة.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري أعلنت مساء أمس أن بدء التهدئة الإنسانية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب ستكون أيام 22/21/20 تشرين الأول 2016 اعتباراً من الساعة 8.00 صباحاً وحتى الساعة 16.00 ظهراً.
كما أكد بيان قيادة الجيش عن توفر معلومات دقيقة عن أماكن تواجد المسلحين ومقارهم ومستودعاتهم في الأحياء الشرقية لمدينة حلب وكل مسلح لا يغتنم فرصة التهدئة المعلنة سيواجه مصيره المحتوم .
في سياق آخر تحدثت مواقع المعارضة عن خلافات داخل جبهة النصرة في حلب بعد إصرار عدد منهم على الخروج من المدينة ورفض الآخرين.
هدنة حلب الشرقية تبداً لخروج المسلحين والمدنيين منها ومسلحو النصرة وأحرار الشام يبدأون باستهداف معابر الخروج بالقنص المكثف والقذائف. بالتزامن الجيش السوري الذي يلتزم الهدنة يوجه نداء للمسلحين الراغبين بالخروج من أحياء حلب الشرقية قائلاً إنها فرصتهم الأخيرة.
مع دخول الهدنة الإنسانية في مدينة حلب السورية حيز التنفيذ صباح اليوم الخميس، ومع ترقب خروج المسلحين والمدنيين من أحياء حلب الشرقية، أفاد مراسل الميادين بأن قناصة جبهة النصرة وأحرار الشام بدأوا باستهداف معابر خروج المسلحين من أحياء حلب الشرقية بالرصاص بشكل مكثف والقذائف.
وأضاف الزميل رضا الباشا من أحد المعابر أن مسلحي النصرة وأحرار الشام أطلقوا الرصاص على المدنيين الذين كانوا يرغبون بالخروج من حلب منذ الأمس كما جرى تهديد الأهالي بإحراق منازلهم وقتلهم في حال غادروا المدينة، ونقل مراسل الميادين عن سكان الأحياء الشرقية أن مسلحي النصرة توجهوا إليهم بالقول “جئنا لإقامة الدولة الإسلامية وأنتم تريدون تركنا وحدنا في مواجهة الجيش السوري”.
كذلك أفاد مراسل الميادين بأن الجماعات السلحة استهدفت بالصواريخ دوار الجندول، وأشار إلى أن قوات الشرطة السورية هي التي تنتشر عند أطراف معابر المغادرة ولا وجود لقوات عسكرية، لافتاً إلى أن الجيش أعلن حرصه على تأمين كل مستلزمات المغادرين، فيما أرسلت الحكومة السورية جرافات وآليات ثقيلة إلى طريق الكاستيلو لرفع السواتر الترابية.
كما دعت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية جميع المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى ترك السلاح، وأكدت أنها تضمن لهم الاستفادة من مرسوم العفو.
وقالت القيادة العامة إنه “تتوفر معلومات دقيقة عن أماكن تواجد المسلحين ومقراتهم ومستودعاتهم في الأحياء الشرقية لمدينة حلب وكل مسلح لا يغتنم فرصة التهدئة المعلنة سيواجه مصيره المحتوم”.
وأعلنت قيادة الجيش السوري أن التهدئة الإنسانية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب تبدأ أيام 20-21-22 تشرين الأول 2016 اعتباراً من الساعة 8.00 صباحاً وحتى الساعة 16.00 ظهراً، وأشارت إلى أن قرار إيقاف الضربات الجوية على المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب جاء تحضيرا للتهدئة الإنسانية التي بدأت صباح يوم 20-10-2016م.
وأفادت وكالة سانا “بخروج أعداد من المسلحين دون أسلحتهم ومجموعة من الجرحى والمرضى والمسنين من الأحياء الشرقية لحلب إلى الريف الشمالي للمدينة، وذلك عبر الممرات الخاصة التي فتحها الجيش العربي السوري بالتنسيق مع الجانب الروسي”.
ومن جهته تلقى الرئيس السوري بشار الأسد الاربعاء اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث جرى البحث في آخر المستجدات المتعلقة بمحاربة الإرهاب في سورية، والجهود السياسية المبذولة لحل الأزمة السورية.
وقد أكد الرئيس بوتين خلال الاتصال على ثبات الموقف الروسي تجاه سورية والمتمثل بالاستمرار بمحاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
من جهته، شكر الرئيس الاسد الرئيس بوتين على الجهود التي تبذلها روسيا على الساحة الدولية رغم الضغوط التي تتعرض لها من بعض الدول لثنيها عن الاستمرار بالتمسك بقواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول.
وشدد الرئيس الاسد على تصميم سورية على مكافحة الإرهاب بالتوازي مع إنجاز المصالحات الوطنية والاستمرار بالعمل باتجاه تفعيل المسار السياسي لحل الأزمة السورية.
وفي سياق آخر زعم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء، أن سيطرة القوات الحكومية السورية على مدينة حلب بطرق عسكرية ستعقد التسوية السياسية في سوريا، معتبراً ان سقوط الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في أيدي القوات السورية لا يعني أن الحرب انتهت.
وبحسب روسيا اليوم، قال كيري في ختام مباحثاته مع وزيري الخارجية والدفاع في كوريا الجنوبية: إذا دمر الجزء الأكبر من حلب للسيطرة عليها، فان هذا سيؤدي الى ان يغير ميول الناس الى التطرف، على حد زعمه.
وأضاف “سيحاول من طرد من حلب الانتقام، وستكون لهم رغبة أقل في الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وسيتشدد موقفهم من إمكانيات المفاوضات”.
واوضح كيري، “إذا تمكنت روسيا والأسد من السيطرة على حلب فإن الدينامية الأساسية للحرب لن تتغير. إذا لم تكن لديك تسوية سياسية لن يكون هناك سلام.
من جهته، دعا ديفيد بريسمان نائب المندوب الأمريكي الدائم في الأمم المتحدة الأربعاء، كلا من موسكو ودمشق لوقف قصف مدينة حلب.
وقال بريسمان للصحفيين: كما قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، لا يمكن لروسيا والنظام السوري أن يستخدما وجود عدة مئات من الارهابيين كذريعة لتدمير جزء من المدينة، يعيش فيه أكثر من 275 ألفا من المدنيين، الذين لا تزال حياتهم عرضة للخطر.
وفي إشارة إلى مشروع البيان حول حلب الذي عرضته روسيا على مجلس الأمن والذي تم رفضه بسبب موقف عدد من الدول، قال بريسمان إن “الحزن بشأن العنف مناسب، ولكن من المناسب أيضا أن يكون هناك وضوح بشأن من هو المسؤول عنه”.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، قد أعلن في وقت سابق من الأربعاء أن مجلس الأمن الدولي لم يمرر بيانا اقترحته روسيا حول التهدئة الإنسانية في حلب، والفصل بين المعارضة والإرهابيين في سوريا.
النهاية