شفقنا العراق-يعيد موقع “شفقنا العراق” نشر بيان صادر عن مكتب سماحة المرجع الدیني آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض بمناسبة ذكرى عاشوراء الامام الحسين عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)
إن مسيرة الحق وحركة الإنسانية نحو الكمال والرقي قد تصطدم في مرحلة من مراحلها بصخرة صماء تسد الطرق وتعجز عندها كل الحلول التقليدية عن تحقيق العبور والاجتياز فلا يبقى سوى حل واحد فريد ، وهو أن تقفز مجموعة من أبناء المسيرة البررة ليفجروا بدمائهم الزكية على مذبح الاستشهاد كوة تنفذ من خلالها الأجيال لتستمر مسيرة الحق والعطاء.
وهكذا وجد الإمام الحسين (ع) أن صخرة الإنحراف والفساد الأموي لا يمكن اجتيازها إلا بالاستشهاد و إراقة تلك الدماء الزكية قرباناً لدين الحق ورسالة السماء ، ومن هنا جاءت كلمة الإمام الحسين (ع) الخالدة في عاشوراء ومقولته الرائعة التي فسر فيها سبب خروجه حيث قال (ع) : (ما خرجت أشراً ولا بطراً وإنما خرجت طلباً للإصلاح في أمة جدي) ومن هنا ينبغي التنبيه إلى ما يصدر من بعض الشذاذ وما يبوقونه من نعقات وتقولات باطلة ضد الشعائر الحسينية ومحاولة تشويهها وإصدار الفتاوى المدفوعة الثمن لتحريمها أو التقليل من أهميتها .
فإن كل ذلك محاولة أخرى من اليزيديين الجدد لسد الطريق أمام أتباع الحسين (ع) ومحبيه ، وقد تنبه الإمام الصادق (ع) ومنذ ذلك الوقت إلى مثل هذه الحركات المنحرفة ورد عليهم بمقولته الخالدة فقال (ع) لشيعته وبشكل واضح ( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) .
وأيضاً نغتنم الفرصة ونوصي أخواننا الحسينيين وأبناءنا المحبين لأهل البيت ( أعزهم الله ) أن يبتعدوا عن السلوكيات والتصرفات غير اللائقة وان يظهروا بمظهر ايماني بمستوى عنوانهم السامي كحسينيين ليس في أيام عاشوراء فحسب بل طوال أيام السنة فإن ( الحسين (ع) لم يكن إماماً في لحظة استشهاده فقط بل كان إماماً طوال حياته) السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين (ع) .
النهاية