شفقنا العراق – دعت طهران السلطات الحاكمة في الرياض الى بذل مزيد من التعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على آفة الإرهاب ، وفيما حذرت من خطر كبیر یهدد باندلاع فوضى في المنطقة ، شددت على ضرورة أن تتخذ الامم المتحدة اجراءات منسقة لوقف الدعم المالي للعقائد القائمة علی التطرف.
التصريحات الإيرانية جاءت على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز واسعة الانتشار في العالم الغربي شدد فيها على أن اکثر حالات العنف التي تمت من خلال سوء استغلال الاسلام تمتد جذورها في الوهابیة ، مؤكدا أن السعودیین تمكنوا حتى الان ومن خلال استخدام “ورقة ایران”لتشجیع حلفائهم علی تأیید ما یرتكبونه من حماقات في سوریا والیمن لکن ما من شك ان الوضع سیتغیر من حیث ان دعم الریاض المتواصل للتطرف القائم علی الحروب ، کشف عن زیف ما تدعیه السعودیة بأنها عنصر للاستقرار.
وقال ظريف إن شرکات العلاقات العامة وشرکات الدعایة والإعلان التي لا تخشی استلام اموال البترودولار وجدت امامها الیوم فرصة غیر مسبوقة لجني الاموال الطائلة وتحاول في احدث اعلاناتها اقناع العالم بأن جبهة النصرة اي فرع القاعدة في سوریا لم یعد لها وجود وکما اعلن احد الناطقین باسم هذه الجبهة لشبکة سی ان.ان ، فأنها غیرت اسمها وانفصلت عن ارهابیي القاعدة وصارت “معتدلة”.
وأضاف المسؤول الإيراني أن جهود السعودیة لإقناع اسیادها الغربیین لدعم سیاساتها الضیقة قائمة علی اسس باطلة هدفها نشر المزید من الفوضی في العالم العربي بهدف توجیه الضربات للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ، مبين أن ان ما یتردد من اوهام بان انعدام الاستقرار في المنطقة قد یؤدي الی احتواء ایران او ان العداء المزعوم بین الشیعة والسنة قد ینتهي بالصراع في المنطقة یعارض الحقیقة تماما ذلك لان ابشع نماذج اراقة الدماء في المنطقة کانت لإخواننا من اهل العرب والسنة وعلی ید الوهابیین.
وأكد ظريف أن المتطرفین ممن یتلقون الدعم من اسیادهم الاثریاء یقومون بتصفیة المسیحیین والیهود والایزیدیین والشیعة وجمیع (المرتدین) وفي الحقیقة ان العرب السنة في المنطقة کانوا الأكثر تضررا من عقلیة الكراهیة المفروضة ، مشيرا الى أن امراء الریاض یحاولون بكل ما لدیهم جر المنطقة الی ماکانت علیه ایام صدام في العراق اي ان یکون هناك حاكما عمیلا ظالما مدعوما مالیا من عرب المنطقة والغرب یقف بتهدیداته الموهومة امام ایران ، لکنهم الیوم یواجهون مشكلة رئیسیة وهي ان صدام مات منذ سنین ولا یمكن اعادة الزمن الی الوراء وان تفهم الحکام السعودیون لهذه الحقیقة سیكون لصالح الجمیع ومتی ما غیر السعودیون سیاستهم الراهنة حینها سیكون مرحبا بالریاض من قبل الواقع الجدید للمنطقة.
وتابع ظريف بالقول “ما معنی التغییر ؟ ان الریاض انفقت خلال العقود الثلاثة الماضیة عشرات الملیارات من الدولارات لتصدیر الوهابیة عبر بناء الالاف من المساجد والمراكز الدینیة في مختلف انحاء العالم وان هذه العقیدة المنحرفة خلفت الكثیر من الدمار من اسیا الی افریقیا ومن اوروبا الی اميرکا ، فکما قال احد المتطرفین السابقین في کوسوفو في حدیث لنیویورك تایمز : السعودیون غیروا بأموالهم الاسلام في هذه المنطقة (البلقان).”مشيرا الى أن الوهابیة رغم انها لم تقدر ان تؤثر الا علی فئات قلیلة جدا من المسلمین لکن ما خلفته من دمار کان عظیما جدا وان جمیع الجماعات الارهابیة التي اساءت استغلال الاسلام سواء القاعدة او فروعها في سوریا وبوکو حرام في نیجیریا تأثرت بهذه الفرقة الفتاکة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن العالم لم یعد یحتمل تصفیة لیس المسیحیین والیهود والشیعة فحسب بل السنة علی ایدي الوهابیین وفي الظروف اليی عمت فیها الفوضى علی انحاء واسعة من الشرق الاوسط ، مشيرا الى وجود خطر كبیر یهدد باندلاع الفوضى فیما تبقی من مناطق لازالت تنعم بشيء من الاستقرار بسبب النزاع بین الوهابیة واهل السنة. ودعا ظريف الى ضرورة ان تتخذ الامم المتحدة اجراءات منسقة لوقف الدعم المالي للعقائد القائمة علی التطرف وان یکون المجتمع الدولي اکثر نشاطا في رصد قنوات ارسال الدعم المالي والتسلیحي للإرهابیین ، مضيفا “ان رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الدکتور حسن روحاني طرح في العام 2013 مبادرة عالم خال من العنف والتطرف ومن الضروري ان تعمل الامم المتحدة وفقا لهذه المبادرة من اجل اطلاق حوار شامل بین الادیان والمذاهب بهدف التصدي للتعصبات الخطرة العائدة للقرون الوسطی”.
عبداللهيان: البيت الابيض يفخر بتوفير الامن لزمرة “خلق” الارهابية
قال المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي في الشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان، ان وزير الخارجية الاميركي يتحدث بفخر عن توفير الامن للمنافقين الارهابيين، في حين تتجاهل بلاده تماما ما تتعرض له ارواح واعراض الشعبين السوري والعراقي من اخطار.
وفي الرد على تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري حول توفير الامن لزمرة “خلق” الارهابية قال امير عبداللهيان بحسب وكالة “فارس”، ان البيت الابيض ومن خلال سعيه من جانب لاقرار الهدنة في حلب يحاول انقاذ الارهابيين المحاصرين من قبل الجيش السوري، يتحدث من جانب اخر عن توفير الامن للمنافقين الارهابيين.
واوضح بانه في نظرة الى سلوك وتصريحات المسؤولين الاميركيين يتبين بوضوح انهم لم ولن يتخذوا اي خطوة ايجابية لانقاذ شعوب المنطقة وسوريا من براثن الارهابيين واضاف، ان اهالي فوعة وكفريا يتعرضون منذ اشهر لحصار تام من قبل الارهابيين، ويعانون من ازمة انسانية حادة بما فيها انقطاع الكهرباء بشكل كامل ونقص شديد في مياه الشرب والادوية والغذاء، فيما تتجاهل اميركا هذه الفاجعة الانسانية والجرائم الوحشية، والاسوأ من ذلك ان الأمم المتحدة بمحاباتها لسلوك واشنطن عاجزة عن التحرك لرفع الحصار عن هذه المنطقة.
وصرح المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي في الشؤون الدولية، انه وفي الوقت الذي تتجاهل فيه اميركا ارواح واعراض المسلمين في الفوعة وكفريا وسوريا والعراق بصورة عامة، يتحدث وزير خارجيتها جون كيري عن توفير الامن للمنافقين الارهابيين.
النهایة