شفقنا العراق-كشفت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها السيد أحمد الصافي أن المفسد لا يحب النصيحة ويدافع عمّا عنده، كما بينت بأن الفاسد أمثال قارون في غنى عن ان يسمع ولا يمكن ان يرى ما يمكن ان يراه قبل ان يكون غنياً بعد تبدل الوضع، لأنه سيرى نفسه بشكل آخر ويرى الأمور بمنظار آخر، بعد توسع ثروته بباطل او بحق”.
وظفت المرجعية الدينية العليا -من خلال ممثلها وإمام جمعتها في كربلاء المقدسة- القصص القرآنية لما فيها من “عِبر كثيرة وحكمة وأوامر ونواهي؛ كونه -القرآن الكريم- تبيان لكل شيء”.
واستحوذ جل الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة، بإمامة سماحة السيد احمد الصافي على قصة قارون -في زمن بني الله موسى عليه السلام- لما فيها من عبرة وحكمة أرادها الله لنا من خلالها، لأن قارون يمثل الحالة الرمزية لكل غني ومكتنز للمال وفاسد ومزهو ومغرور.
وبين سماحته أن قارون كان “يرى ان ما فيه هو باستحقاقه وعمله، مما جعل في ذلك طائفتين، الأولى معه والأخرى المتدبرة والمفكرة التي وعدت وتنبهت بأن الذي عند قارون ليس هو مقياس القيمة الحقيقية، لأن قيمة كل امرئ في ما يُحسن”.
وبين الصافي بأن لثقافة الاعتبار من القصص القرآنية فوائد كثيرة منها أنها تعزز الثقة بالله تعالى، كونه الرازق الخالق المحيي والمعيد.
كما قارب سماحته بين قضية النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع عمه أبو لهب وقضية موسى عليه السلام مع أبن خالته قارون، وما للحادثتين من ترابط وأثر سلبي باعتبار ان كل من أبو لهب وقارون من اهل بيت الأنبياء ومن يحسب عليهم وبالتالي قد يكون كلامهما مسموع عند الأعداء سيما الافتراء منه.
وقال السيد الصافي أن “الطغيان لا يمنع من قول الحق للطاغي ونصحه وهو ما دفع البعض لمواجه قارون مع طغيانه واجترأ عليه من أراد نصحه”، وقال له “لا تفرح بهذا الشيء الذي انت أتيت به، لا تفرح لأن مصيره قطعاً الى زوال وعليك ان تنهج منهج آخر فيه نجاة لك، وعليك ان تبتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة”.
وكشف بأن طلب الدار الاخرة مرهون بإخراج حب المال من النفس ((وتحبون المال حباً جمّاً))، وأن كان المال سينفق حتما، فليكن في سبيل الأخرة.
وفي تبيانه للتهديد الإلهي الذي جاء في الآية القرآنية: (( أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ ))، بين سماحته بأنه تهديد مرعب، لأنه سبحانه وتعالى لا يعجل بعجلة العباد.
النهاية
موقع العتبة الحسينية المقدسة