شفقنا اتلعراق – الضربة التي تلقتها المعارضة المسلحة من تحرير داريا غرب دمشق بعد اربع سنوات قد لا تتلقاها من تطورات حلب لانها خسرت مكانا كان رمزا لـ”ثورة الارهاب”.
وتزامنا مع اول تورط عسكري علني لتركيا في الشمال السوري حيث توجهت كل الانظار الى هناك وقع حادث مهم للغاية في وسط سوريا وبالتحديد في الضاحية الجنوبية للعاصمة دمشق.
الانجاز جاء بموجب اتفاق بين الجيش السوري والجماعات المسلحة ينص على خروج جميع المسلحين والمدنيين من داريا بدءا من امس الجمعة وعلى مدى اربعة ايام بعد ان يسلموا اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة … ليتركوا مدينة كانت في الاشهر الاولى للازمة السورية منطلقا لتحرك المسلحين ضد النظام السوري .
وقبل ان نواصل هذا المقال وبعيدا عن اي وجهة نظر حول الانقلاب المسلح في سوريا علينا ان نقبل بان اي تحرك في اي بلد ياخذ طابعا عسكريا ويستهدف حكومة مستقرة يحق لتلك الحكومة ان تتعامل معهم على انهم ارهابيون وان تقمعهم بكل ما اوتيت من قوة.
وقبل فترة سألت السفير التركي في طهران رضا هاكان عن التناقض الواضح في السياسة الخارجية لبلاده ؟ ففي الوقت الذي بادرت انقرة الى قمع عدد من العسكريين في الجيش التركي قاموا بانقلاب مسلح على حكومة اردوغان المستقرة بهدف الاطاحة بها.
لاشك في ان انقرة اعتبرت العسكريين انقلابيين وقمعتهم بشدة واعتقلت الالاف و طالت الاعتقالات والملاحقات كل مرافق البلاد . ولكن كيف تبادر نفس حكومة اردوغان الى دعم مجموعة من العسكريين واعضاء بالجيش السوري ( تحت اسم الجيش الحر) شهروا السلاح بوجه حكومة مستقرة؟ ولكن السفير التركي تهرب من الجواب وقال انه لايجد تشابها بين القضيتين.
اذن واستنادا الى هذا الاستدلال نعتبر الخطوة المسلحة لاهالي داريا بانها ارهابية حتى ولو اطلقوا على انقلابهم وحربهم العسكرية اسم الثورة واعتبروا انفسهم ثوارا.
موقع واهمية داريا
دارَيـّا المشددة الياء هي كلمة ارامية تعني البيت ، ومشتقة من كلمة دار، والياء دلالة على الجمع والالف في اخرها هو حرف تعريف . ومثل هذه الكلمات في سوريا كثيرة نظير حصنايا وقدسيا وكفريا وقد سمعتم عنها كثيرا هذا فضلا عن الفوعة وكفريا البلدتين الشيعيتين المحاصرتين في ادلب.
وتقع داريا على بعد 7 كليومترات الى الجنوب الغربي من دمشق وبالقرب من مقر الفرقة الرابعة ومطار مزة العسكري وهي متاخمة تقريبا للحرس الرئاسي والقصر الجمهوري . وهذه المدينة تعد من اول المدن القريبة من دمشق وشهرت السلاح بوجه الحكومة وهي محاصرة من قبل الجيش منذ اربع سنوات .
نجد انه مازالت هناك نقطتين مهمتين تهددان خاصرة دمشق من الشرق والغرب وبيد المسلحين ، وهما دوما في الشرق وداريا ( ومعظمية) في الغرب. فبعد تطهير داريا في الغرب باتت المعظمية بحكم الساقطة الامر الذي يجعل دمشق تتنفس الصعداء من جهة الغرب بعد اربع سنوات عجاف.
سقوط رمز ثورة الارهاب
يعتبر المسلحون في سوريا داريا رمزا لثورتهم وهم يندبون اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي فقدانهم داريا وقد كتب موقع اورينت نيوز الالكتروني للمعارضة السورية في هذا الخصوص:
“الجمعة 26 اب تودع الثورة السورية رمزها ، وهو اليوم الذي تم فيه الاتفاق على الرحيل صوب ادلب وجهة المسلحين او صوب ريف دمشق وجهة المدنيين ليتمكن النظام السوري التخلص من اكبر مازق له طيلة السنوات الماضية وبذلك يتمكن الاسد من تكرار سيناريو الوعر في حمص والزبداني في ريف دمشق ومدينة حمص القديمة هذا في الوقت الذي طلبنا النجدة من الالاف من الجماعات الثورية في القنيطرة ودرعا والغوطة الغربية لدمشق لانقاذ داريا “.
ويكشف هذا المقطع للمقال الطويل لموقع اورينت نيوز بوضوح مدى حسرة المعارضة وحجم الضربة التي تلقوها في ريف دمشق .
واذا اردنا ان نشير الى اهم محافظتين للحكومة السورية واكثرها حساسية فهما دمشق وحلب ( وبالطبع ان جنوب سوريا له اهميته الخاصة) والان باتت دمشق قريبة من الامن الكامل .
ونبشركم بان ريف دمشق الشرقي هو الاخر سيشهد نجاحات مهمة للغاية من قبل الجيش وحزب الله . فارهابيو دوما باتو يشعرون بحجم الضغط ما سيدفعهم قريبا الى الخروج لينتهي بذلك التهديد الذي يستهدف الخاصرة اليمنى لدمشق.
وصول أول دفعة من المدنيين والمسلحين لمدينة إدلب بعد إجلائهم من داريا
اكدت مصادر اعلامية وصول أول دفعة من المدنيين والمسلحين لمدينة إدلب بعد إجلائهم من داريا.
وكانت قد انتهت يوم امس الجمعة المرحلة الأولى من إخلاء مدينة داريا في ريف دمشق حيث غادر نحو أربعمئة مقاتل مع أسرهم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في مدينة إدلب شمال سوريا، فيما غادر نحو ستمئة مدني إلى بلدتي قدسيا والكسوة بريف دمشق.
كيري ولافروف والحديث عن تقدم باتجاه وقف القتال بسوريا
توصلت واشنطن وموسكو الى ما وصفتاه بتوضيح مسار وقف لاطلاق النار في سوريا، الا انه لا يزال يتعين حل تفاصيل تقنية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف اعقب اجتماعا مطولا بينهما في جنيف، قال كيري، انه لا يزال يتعين حل التفاصيل التقنية للاتفاق.
اما لافروف فاشار الى التوصل لاتفاقات هامة، ولكن يجب وضع اللمسات الأخيرة على بعض العناصر بحسب تعبيره.
واكد لافروف الا امكانية لضمان الهدنة في سوريا دون الفصل بين المعارضة والارهابيين.
كذلك شدد الوزيران على انه ليس حل عسكري للازمة في سوريا وطالبا بضرورة البحث عن حل سياسي، وجلوس الاطراف مباشرة على طاولة الحوار.
النهایة