خاص شفقنا- بيروت-لفت المسؤول الثقافي لحركة أمل مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله الى ان الدور الديني دور ريادي في المجتمع، مؤكدا ان الإمام المغيب السيد موسى الصدر اخذ هذا الدور الرسالي وعكسه كرؤية وطنية جامعة على مساحة الوطن، معتبرا ان الدين لا ينفصل عن المواطنة والوطن، مشيرا الى ان الإمام الصدر قولب الرؤية الدينية والرؤية الوطنية في قالب واحد وكان صدى لصوت الرؤية الإيمانية التي تتلاقى مع حركة الأنبياء والرسل.
وفي الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، شدد المفتي عبد الله في حديث خاص لوكالة “شفقنا”، على ان لبنان منذ نشأته الأولى يعاني مشكلة الطائفية السياسية، واستطاع السيد المغيب أن يفصل بين مسألتين: مسألة الاعتقاد الديني التي هي الطوائف، وبين مسألة التعصب المذهبي والتقسيمات المذهبية، ورأى- اي الإمام- أنه لابد من بناء دولة يعيش كل أفرادها بعدالة موحدة، وعدالة اللبنانيين تنعكس من خلال العدالة السياسية، لافتا الى هذه العدالة كان السيد موسى الصدر يعتبر أنها جسر العبور الى الدولة الصحيحة السليمة، والتي لا يمكن أن تتم الا عبر إلغاء الطائفية السياسية، وكان هذا الشعار الأساس الذي رفعه الإمام المغيب مع الحفاظ على التنوع الديني في الدولة.
التداعيات الإرهابيّة منشؤها التموضع المذهبي
واضاف “نحن اليوم بأمس الحاجة للعودة لخطاب الامام المغيب”، معتبرا ان هذه الإنقسامات المذهبية هي نتيجة التموضع السياسي في لبنان على اساس مذهبي، وسيبقى هذا التموضع مادام النظام السياسي قائم على الطائفية وما لم يخرج هذا النظام من طائفيته ستبقى المشاكل على ما هي عليه”، لافتا الى ان “الإمام المغيب تحدث عن تجار الدين الذين يتاجرون بالدين من أجل مصالحهم السياسية، وأراد أن يبتعد النظام السياسي عن هؤلاء التجار ليكوّن نظام سياسي عادل لجميع اللبنانيين”، مشيرا الى ان “الخروج من الأزمات الحالية برأي الإمام المغيب يستلزم الخروج من الطائفية السياسية، وبدليل أن هذه التداعيات الإرهابيّة الحادة اليوم منشؤها التموضع المذهبي في السياسة بلبنان”.
حركة امل اكثر الناس الحاحا على معرفة ملابسات قضية الامام الصدر
وشدد المفتي عبد الله على ان حركة امل لا تريد انهاء هذا الملف إلا بعد كشف مصير الإمام ورفيقيه، مشيرا الى ان الحركة اكثر الناس إلحاحا على معرفة ملابسات هذه القضية.
وتابع: “نحن في كل مرة نطالب النظام الليبي سواء القذافي أو الموجود حاليا على معرفة حقيقة ما جرى مع الامام القائد، أما التهم التي توجه إلينا كحركة أمل اليوم هي نفسها التهم التي تعرّض لها الإمام خلال وجوده الميدانيّ في لبنان، ولم نتفاجأ بها، معتبرا انها افتراءات تاريخية، وكل ما نستطيع قوله أن قضية الامام السيد موسى الصدر تساوي هوية لبنان، لذا يجب المحافظة على هذه القضية التي تخطت الطائفة وأصبحت صيغة وطنية مجتمعة تتحدّ تحت لوائها الشرائح الوطنية كلها.
النهایة