شفقنا-انتقال المجاميع التكفيرية وعلى راسها “جبهة النصرة”، فور افتتاحها ثغرة صغيرة في الحصار المفروض على رفاقهم التكفيريين داخل حلب، بدعم تركي عربي وامريكي غربي مباشر، الى مرحلة عقد الهدن تحت يافطة ضرورة وقف اطلاق النار من اجل السماح لايصال المساعدات الغذائية والطبية للمحاصرين داخل حلب، هذا الانتقال الفوري كثف من حقيقة الاستغلال البشع للمحور الامريكي للحرب التي فرضها على الشعب السوري، من اجل استنزاف محور المقاومة و روسيا.
هذه الدائرة المغلقة التي تدور فيها الحرب في سوريا، والتي تعمل امريكا على استمرارها بشتى الاساليب، من اجل الحيلولة دون وضع حد لها لا عسكريا ولا سياسيا، عبر مد المجاميع التكفيرية بالمقاتلين والاسلحة المتطورة والعتاد والاموال عبر السعودية وتركيا وقطر والاردن، كلما مالت موازين القوى لصالح الجيش السوري وحلفائه، كما حصل مؤخرا في حلب.
تجربة الاعوام الخمسة الماضية اثبتت ايضا ان امريكا ليست جادة في حل الازمة السورية سياسيا، فهي تستغل المفاوضات بين الفرقاء السوريين من اجل المماطلة وكسب الوقت للابقاء على نار الحرب السورية متقدة، عبر فرض شروط تعجيزية تعلم انها لن تجد اذنا صاغية بشأنها لدى وفد الحكومة السورية، مثل رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
كان من الواضح ان يرد محور المقاومة وروسيا على المخطط الامريكي في ادارة الحرب المفروضة على سوريا من خلال التحكم بالمجاميع التكفيرية المسلحة على الارض، ومن خلال التحكم باليافطات السياسية لما تعرف بـ “المعارضة السياسية” عبر فروعها التركية والسعودية والقطرية بالشكل الذي يقلب الطاولة الامريكية وما عليها من مخططات لاستنزاف الاقتصادين الروسي والايراني، واستنزاف عناصر القوة في محور المقاومة وخاصة حزب الله، فكان لابد من نقل التحالف الايراني الروسي الى مرحلة متقدمة، تربك المحور الامريكي، وتقلل من الخيارات الامريكية في اطالة امد الازمة السورية، لما يحقق اهداف امريكا وحلفائها في انقرة وتل ابيب والرياض والدوحة.
الصيغة المتطورة من التحالف الايراني الروسي والمتمثل بنشر قاذفات “تي ٢٢” الروسية في قاعدة همدان الايرانية، وما قيل عن احتمال ارسال قوة برية روسية من المتطوعين الى حلب في حال اقتضت الضرورة لذلك، تبلورت لا لتحقيق اهداف تكتيكية، بل هي استراتيجية تمخض عنها العقل السياسي والعسكري لحلف المقاومة وروسيا، للحيلولة دون السماح لامريكا لتحويل سورية الى ساحة لاشغال واضعاف وانهاك واستنزاف خصومها ومنافسيها، عبر المجاميع التكفيرية المدعومة من الثلاثي السعودي القطري التركي، وكأنها الوحيدة التي تملك عناصر القوة على هذه الساحة.
سوف لن يمر طويلا على محور المقاومة، كي يقتطف نتائج صيغة التحالف الايراني الروسي الجديد على الارض، واولى هذه النتائج ستتبلور بانتصار كبير في حلب، على ان تتوالى الانتصارات المتلاحقة والمتسارعة على جميع الجبهات الاخرى، فالتحالف الايراني الروسي، هو رسالة واضحة الحروف الى كل من يهمه الامر، مفادها ان منطقة الشرق الاوسط لم تعد ساحة مفتوحة امام امريكا والتابعين لها ليصولوا فيها ويجولوا دون رادع او مانع، فتداعيات هذا المحور ستجد صداها ليس في سوريا فقط بل في العراق واليمن ومناطق اخرى.
النهاية