شفقنا العراق-إيقاف الدعم الأميركي لدول الشرق الأوسط قد يؤثر على قوات البيشمركة التي تعتمد على مساعدات التحالف الدولي، إلا أن جاهزيتها العسكرية ومساندة بغداد قد تمنع أي انهيار أمني محتمل.
بعد تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، تشير المصادر إلى إيقافه لجميع أنواع الدعم والمساعدات التي تقدم لدول الشرق الأوسط، ومنها العراق.
وفي إقليم كردستان فإن البيشمركة تستلم شهريا مساعدات مالية وعينية، هي أسلحة وتدريبات لعناصرها من قبل مستشارين في القوات الأميركية، في إطار الدعم المقدم للبيشمركة، نتيجة مشاركتها بمحاربة تنظيم داعش.
وفي حال قطعت الولايات المتحدة المساعدات عن هذه القوات ، فإنها ستتأثر بلا شك، فهي بالأساس تعاني من ضائقة مالية، نتيجة الخلافات المالية بين بغداد وأربيل، وعدم الاتفاق حتى الآن، على ضمان استمرار صرف رواتب الموظفين بشكل شهري منتظم.
دعم مؤقت
وبهذا الصدد يقول الخبير العسكري جبار ياور إن، جميع المساعدات التي تقدم من الدول أو المنظمات، لجهات أخرى، تكون مؤقتة، وتنتفي بانتفاء الحاجة.
ياور أضاف أن “المساعدات التي كانت تقدم للبيشمركة، سواءً مالية، أو عينية، هي مساعدات قدمت في إطار دعم التحالف الدولي، للبيشمركة، وذلك لمشاركتها في الحرب على داعش”.
وأشار إلى أنه “بالتأكيد فإن هذه المساعدات ليس دائمة، وانما مؤقتة، وانتفت بانتفاء الحاجة، كون الحرب على داعش قد انتهت، وبالتالي البيشمركة أصبحت مهيئة لأي قتال، ولديها أسلحة وأعتدة، وعناصرها مدربة تدريباً كافياً”.
وتابع أن “التحالف الدولي كان يقدم مساعدات لجميع الأجهزة الأمنية العراقية، في إطار الحرب على داعش، ولم يختصر الدعم على البيشمركة إطلاقاً، ولا خوف على الوضع الأمني إذا توقفت تلك المساعدات إطلاقاً”.
مدافع وأسلحة ثقيلة
وكان وزير شؤون البيشمركة شورش اسماعيل قد أعلن في وقت سابق، أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” زودت قوات البيشمركة بمجموعة من المدافع الثقيلة بموافقة الحكومة الاتحادية العراقية.
جاء ذلك خلال حفل تسليم البيشمركة بـ24 مدفعا من النوع الثقيل من قبل القوات الأمريكية جرت مراسيمه داخل مبنى وزارة شؤون البيشمركة في مدينة أربيل.
ووصف شورش اسماعيل قرار تزويد القوات الأميركية البيشمركة بالمدافع بأنه يوما تأريخياً لوزارة البيشمركة قوات بيشمركة كردستان لاستمرار الحكومة الامريكية وجيشها بمساعداتها المستمرة لقوات البيشمركة.
وأضاف أن القوات الامريكية زودت البيشمركة بمجموعة من المدافع الثقيلة، مردفا بالقول إن هذه الخطوة الكبيرة سترفع من القدرات العسكرية لقواتنا الى مستوى أعلى.
وبحسب المعلومات فإن التحالف الدولي يقدم مساعدات مالية إلى قوات البيشمركة تقدر شهرياً بـ 24 مليار دينار، كجزء من المساعدة لدفع رواتب تلك القوات.
لن يشمل البيشمركة
من جهة أخرى يرى القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني أن، قرار وقف المساعدات الأميركية لدول الشرق الأوسط الذي اتخذه ترامب، لن يشمل البيشمركة.
وبين أن “الدعم المقدم لليشمركة هو من جميع دول التحالف الدولي، وليس من الولايات المتحدة الأميركية فقط، كما أنه شمل أسلحة ثقيلة ومعدات، ومبالغ مالية بسيطة، عبارة عن حوالي 30 مليون دولار شهرياً، وانخفض المبلغ خلال الأشهر الماضية”.
وأضاف أن “البيشمركة أصبحت جاهزة من حيث العدة والعدد، والتدريب والتأهيل، ولديها الأسلحة الكافية، لمواجهة المخاطر التي تحيط بالإقليم، وحتى لو توقف الدعم فلن تحصل أي مشكلة أمنية إطلاقاً، خاصة وأن ملف رواتب موظفي الإقليم بالكامل سيحال إلى الحكومة الاتحادية في بغداد”.
وكانت وسائل إعلام مختلفة قد تحدثت عن تلقي قيادة الأحزاب الكردية وحكومة إقليم كردستان تهديدات صريحة من التحالف الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تتعلق بضرورة توحيد قوات البيشمركة.
وقالت المصادر إن ” إن “الدول المشاركة في التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، أرسلت رسائل واضحة إلى حكومة إقليم كردستان، تضمنت تهديدات بإيقاف التمويل المالي والعسكري، والذي يصل إلى حوالي 25 مليار دينار شهرياً، فضلاً عن الدعم بالأسلحة الثقيلة والمعدات والتدريب المقدمة لقوات البيشمركة، إذا لم يتم توحيد قوات البيشمركة في إطار قوة واحدة تابعة لوزارة واحدة، ومرتبطة برئيس الإقليم”.
عدد القوات
ويبلغ تعداد قوات البيشمركة نحو 125 ألف مقاتل، لكنها تنقسم إلى قسمين، قوات 70 التابعة للاتحاد الوطني، وتتمركز في السليمانية وحلبجة، وقوات 80 التابعة للحزب الديمقراطي، تنتشر في أربيل ودهوك، ويدعمها التحالف الدولي بـ 24 مليون دولار شهريا.
إلى ذلك يؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني صبحي المندلاوي أن، بيان وزارة المالية الاتحادية الأخير، تحدث بشكل صريح عن وجود مخالفات بعمل الوزارة، فيما يخص رواتب البيشمركة.
وقال المندلاوي إلى أن “رواتب وموازنة البيشمركة يجب أن تكون من ميزانية وزارة الدفاع الاتحادية، باعتبارها جزءاً من منظومة الدفاع الوطني”.
وأوضح أنه “منذ إقرار أول ميزانية في العراق عام 2006، لم يتم تزويد البيشمركة بدينار واحد من ميزانية وزارة الدفاع، ولم يتم تجهيزها بأي أسلحة، أو أعتدة، وبذلك يجب أن على الحكومة الاتحادية تطبيق الدستور، والالتزام بصرف رواتب البيشمركة وتسليحها، باعتبارها من منظومة الدفاع الوطني كما نص الدستور”.
وبحسب الدستور العراقي لعام 2005، فإن البيشمركة هي “منظومة الدفاع الوطني” الخاصة بإقليم كردستان، إذ جرى في 2009 توحيد وزارتي البيشمركة في أربيل والسليمانية ضمن وزارة واحدة، لكن بقيت قوات 70، وقوات 80.
وتتخذ القوات الأميركية من قاعدة الحرير ومطار أربيل مقرات لها، لغرض تدريب وتأهيل البيشمركة، حيث مجموعة من المستشارين التابعين لدول التحالف الدولي.