شفقنا العراق-جددت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها السيد أحمد الصافي دعوتها إلى توثيق بطولات المقاتلين ضد داعش، كما حثت على استثمار جميع الطاقات وتهيئة مستلزمات المعيشة.
وقال ممثل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس، “هناك حث من الشارع الإسلامي على استثمار جميع الطاقات وتهيئة مستلزمات المعيشة حيث أن قوام الدولة واقتصادها مبني على استغلال الثروات كالأراضي”، مؤكدا ان “ترك الأراضي دون استثمارها من الأمور المعيبة”.
وتناول السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة بعضاً من نصوص الإمام علي عليه السلام الى ولاته حول ضرورة عمارة الأرض وتهيئة مستلزمات المعيشة للمواطنين، مبينا أن تركها بلا استثمار من الأمور المعيبة.
وقال ممثل السيد السيستاني: إخوتي الأعزاء أخواتي أنقل لكم نصين عن أمير المؤمنين عليه السلام بما يتعلق بعمارة الأرض.
الأوّل: قال (عليه السلام) من جملة ما قال: (…وأمّا وجه العمارة فقوله تعالى: “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”، فأعلمنا سبحانه أنّه قد أمرهم بالعمارة فيكون ذلك سبباً لمعايشهم بما يخرج من الأرض من الحَبّ والثمرات وما شاكل ذلك ممّا جعله الله معايش للخلق). وقال أيضاً في نصٍّ آخر -وهو من كتابه الى مالك- قال: (وتفقّد أمر الخراج بما يصلح أهله، فإنّ في صلاحه وصلاحهم صلاحاً لمن سواهم، ولا صلاح لمن سواهم إلّا بهم، لأنّ الناس كلّهم عيالٌ على الخراج وأهله، وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لأنّ ذلك لا يدرك إلّا بالعمارة ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ولم يستقم أمره إلّا قليلاً).
وتطرّق السيد الصافي الى قصة أحد أبطال الحشد الشعبي (أمجد عبد سالم) من الذين لبوا نداء المرجعية وضحى بساقيه في سبيل الدفاع عن الوطن، والذي اراد خطبة احد الفتيات من محافظة الديوانية وبعد 5 سنوات من الانتظار للموافقة عليه، وافق ذوي الفتاة، وخلال محاربته عصابات داعش فقد هذا المقاتل قدميه بعد ان تم بترهما، فاوصى اهله بان يعتذروا لاهل خطيبته من اجل فسخ الخطبة وجاء الرد من قبل ذوي الفتاة بعكس ما ذهب اليه ظنه، من خلال إصرار اهل الخطيبة على ضرورة إتمام مراسيم عقد القران وبالمستشفى التي يرقد فيها.
ورأي ممثل المرجعية العليا في ذلك مواقف إنسانية حقيقية، تستلزم من جميع المتصدّين أن يوثقوا ويلتفوا لها وينمذجوها، متمنيا لأمجد عافية وأسرة كريمة تنتج لنا الذرية الصالحة التي ستدافع عن العراق ومقدساته.
النهاية