خاص شفقنا-أقامت امريكا الدنيا ولم تقعدها، لقيام روسيا بقصف مواقع الارهابيين في سوريا وخاصة في حلب، لوجود معارضة “معتدلة” هناك، رغم التحالف الوثيق بين هذه المعارضة “المعتدلة” و”جبهة النصرة”، الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا، وهو ما يضعف، وفقا للرؤية الامريكية، المعارضة “الديمقراطية” في قتالها من اجل “الحرية والانسانية”، امام الجيش السوري.
امريكا مازالت تضغط بكل ما اوتيت من قوة على روسيا لوقف قصفها على مواتقع الارهابيين في حلب، بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري والقوات المتحالفة معه على الارهابيين، والتي انتهت بمحاصرتهم داخل منطقة حلب الشرقية، بذريعة السماح لوضع خطة يمكن الفصل بها بين ارهابيي القاعدة و“مقاتلي المعارضة المسلحة”، وهو ما يعني عمليا وقف القصف الروسي كليا، والسماح للارهابيين في مواصلة جرائمهم، فمن المحال الفصل بين مسلحي القاعدة ومسلحي “المعارضة المعتدلة” امريكيا وتركيا وسعوديا وقطريا، لانهم ببساطة يحاربون في خندق واحد!
من بين اهم فصائل هذه المعارضة السورية “المعتدلة” التي تتلقى الدعم بالاسلحة والعتاد والاموال والتدريب من قبل امريكا ومحورها، هي جماعة “نور الدين الزنكي” وهي جزء من مجلس “قيادة الثورة السورية” وقد تلقت صواريخ تاو المضادة للدبابات من امريكا عبر تركيا، بوصفها فصيل من فصائل “الجيس السوري الحر”، هذه الحركة “المعتدلة” امريكيا وعربيا وتركيا، بثت يوم الثلاثاء 19 تموز/يوليو، مقطع فيديو يظهر فيه مسلحون تابعون لهذه الجماعة وهم يذبحون بشكل بشع ومقزز طفلا لم يتجاوز عمره 12 عاماً.
يُظهر الفيديو مجموعة من المسلحين يعرفون انفسهم على انهم ينتمون إلى حركة “نور الدين زنكي”، يتحدثون إلى الكاميرا ويوضحون أنهم قاموا بـ ”أسر” طفل ينتمي إلى “لواء القدس” وهو مجموعة من قوات الدفاع الشعبية الفلسطينية تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوري في مدينة حلب، وخصوصاً في محيط مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين شمال حلب.
ونفى لواء القدس في بيان نشر على الانترنت أن يكون الطفل مقاتلا، فهو من أسرة فقيرة تعيش في منطقة مخيم حندرات شمال شرقي حلب والتي تخضع لسيطرة الارهابيين، وان الطفل مريض بدليل وجود السيروم (محقنة تقطير) بيده.
الملفت انه في بداية تموز/يوليو الجاري، اتهمت منظمة العفو الدولية فصائل مسلحة في محافظتي حلب وادلب في سورية بارتكاب “جرائم حرب” من خطف وتعذيب وقتل، وذكرت اسماء خمسة فصائل مسلحة بينها حركة “نور الدين زنكي” و”جبهة النصرة”، الا ان امريكا ومحورها، مازالوا يضعون جماعة “نورالدين زنكي” الارهابية في خانة “المعارضة المعتدلة”، بينما فاقت وحشية هذه الجماعة وحشية “داعش”، التي، وان قتلت الاطفال بالتفجيرات والاعدامات بالرصاص، الا انها لم تقطع راس طفل مريض ومصاب بالسكين، على الاقل امام الكاميرا، وهو يتوسل جلاديه ويبكي ليعفوا عنه، الا انهم ذبحوه وهددوا بذبح كل من في مخيم حندرات.
هذه الجريمة المقززة اثارت حتى حفيظة مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن المحسوب على “المعارضة السورية” الذي علق على شريط الفيديو قائلا أنها احدى أسوأ عمليات الاعدام التي شاهدتها منذ بدء “الثورة في سورية”!
الجريمة البشعة التي ارتكبها هؤلاء الجبناء والمرضى، ان دلت على شيء فانها تدل وبشكل واضح عن كذب ودجل ونفاق امريكا والسعودية وقطر وتركيا، حول وجود “معارضة معتدلة” في سوريا، فهذه كذبة كبرى يحاول المحور الامريكي تسويقها للراي العام العالمي، الا ان الدماء الطاهرة لهذا الطفل البريء، وباقي اطفال سوريا، ستكشف للعالم اجمع، في القريب العاجل، حقيقة ما جرى من مؤامرة كبرى ضد سوريا والشعب السوري، شاركت فيها كل قوى الشر والظلام في المنطقة والعالم، عبر استخدامها اقذر واخس الناس طباعا، فهؤلاء الوحوش كشفوا للعالم اجمع حقيقتهم بالصوت والصورة، وهي حقيقة حاولت امريكا وتركيا والسعودية وقطر مرارا التغطية عليها.
حاول المحور الذي يسوق هذه المجموعة الارهابية على انها معارضة “معتدلة” تبرير جريمتها النكراء، مرة على انها خطأ، واخرى على انها تصرف فردي، الا ان كل التبريرات تفضح هذه الجماعة اكثر من ان تسترهم، الذباحون حاولوا تبرير فعلتهم الفظيعة بالقول انه اسير، ولكن حتى لو افترضنا ذلك، الا يجب ان يحافظوا على حياته تطبيقا لتعاليم الاسلام بشأن الاسير، هذا لو كانوا مسلمين، فهؤلاء لم يكونوا حتى رجالا، فلو كانوا كذلك لابقوا على حياته لانه طفل، بل انهم لم يكونوا من البشر اصلا، فلو كانوا كذلك، لحافظوا عليه لانه مريض وجريح ، فهؤلاء ليسوا الا كائنات وحشية في جلود بشر، اقترفت ما لم تقترفه الحيوانات، وفضحوا بذلك انفسهم واسيادهم وفي مقدمتهم امريكا.
شفقنا العربي