خاص شفقنا-اعتبر حجة الاسلام والمسلمين ابوالفضل موسويان العضو في هيئة التدريس بجامعة المفيد في قم، اية الله السيستاني بانه شخصية استثنائية في العراق، معتبرا ان سماحته ومن خلال الابتعاد عن الاعمال التنفيذية استطاع ان يضطلع بدور الوسيط بين الشعب والحكومة واستطاع بافضل وجه نقل رؤى ووجهات نظر الشعب الى الحكام، وتوجيه نظام الحكم بالاتجاه الصحيح.
وقال حجة الاسلام موسويان في حوار مع “شفقنا” ان اية الله السيستاني وبرغم الظروف العصيبة التي كان يمر بها العراق ابان حكم صدام، تابع القضايا السياسية، موضحا ان سماحته كان يهتم بجميع القضايا في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية، وان معرفة سماحته الواسعة بالثورة الاسلامية في ايران والاحداث التي وقعت بعد الثورة في ايران وكذلك معرفته بوضع العراق والعشائر والاعراق في هذا البلد وكذلك اطلاعه على التطورات والقضايا الدولية، جعلت منه شخصية قيمة جدا بالنسبة للعراق استطاع ويستطيع اتخاذ موقف صحيح لتوجيه وقيادة المجتمع الشيعي في العراق.
واعرب هذا المدرس بجامعة المفيد بقم عن اعتقاده بان الاداء السياسي لاية الله السيستاني في العراق قائم على الوعي التام والاطلاع على مختلف القضايا السياسية موضحا انه من هذا المنطلق يمكن القول ان سماحته تحول حقا الى شخصية فذة واستثنائية في العراق. وهذا نابع من الخبرة السياسية الهائلة وادائه ومواقفه واطلاعه على القضايا الاجتماعية للعراق.
واضاف موسويان ان هذه الامور ساعدت اية الله السيستاني على ان يقوم في الظروف الصعبة للغاية التي تلت سقوط صدام وفي مجتمع لم يملك اي مؤسسات مدنية، ليس بادارة المجتمع الشيعي فحسب بل ايجاد الاتحاد والتماسك بين المسلمين في المجتمع العراقي.
وراى موسويان ان التجربة السياسية الاخيرة لاية الله السيستاني في العراق هي مظهر من المجتمع المدني ومؤسسة المرجعية في ادائه ما جعل سماحته وسيطا بين الشعب والحكومة مضيفا ان اية الله السيستاني وفي ظل الخبرات الجيدة التي اكتسبها في ايران والعراق والمناطق الاخرى، استطاع اتخاذ موقف جيد للغاية وان يتحول الى وسيط بين الشعب ونظام الحكم من دون خوض العمل التنفيذي.
واكد ان اية الله السيستاني استطاع قيادة المجتمع العراقي في مناخ مغلق، ومع إن هناك أغلبية شيعية، لكن حتى جزء من اهل السنة اصبح يواكب سماحته واصبح اهل السنة يؤيدون في الكثير من الحالات مواقفه ويبدو ان مواقفه كانت مفيدة وبناء للغاية للمجتمع العراقي.
وقال موسويان ان اية الله السيستاني يملك نظرة مفتوحة تجاه القضايا المتعلقة بالشيعة والسنة وحقوق الاقليات الدينية والعرقية موضحا ان مواقف سماحته حتى هذا اليوم تمثلت في النظرة التقريبية الرامية الى عدم بث واذكاء الخلافات بين الشيعة والسنة. ان اية الله السيستاني طرح وتابع هذه القضية بصورة جادة وحتى انه قال بشان اهل السنة الا تقولوا انهم اخوة لنا بل انهم انفسنا.
واضاف ان اية الله السيستاني ينادي بالحريات الاجتماعية ويرى بان هذه الحريات يجب ان تكون موجودة وان تطرح وجهات النظر المختلفة، ويرى ان الحكومة هي للشعب الذي يجب ان يقرر نظام الحكم.
النهاية