خاص شفقنا- بيروت-لقد اعطت كربلاء نموذجا ليس فقط على صعيد الشباب، فحسب، بل للمجتمع بأسره، فكانت درسا لكل الأجيال وعبر كل الأزمنة، أما النموذج الذي قدمه القاسم نجل الإمام الحسن وعلي الاكبر عليهما السلام فيحتذى به الى يوم القيامة، كونهما قد تربيا على يد سيدي شباب اهل الجنة اللذين هما ربيبا النبي محمد “ص” الذي بعث لآخر الزمان.
وفي رحاب ولادة القاسم، يشير فضيلة الشيخ سلمان دهيني في حديث خاص لوكالة “شفقنا” الى ان هذين النموذجين يستفاد منهما على كافة الصعد، وهذا يرجع إلى السبب الأساس الذي اوصلهما الى هذه المرتبة، فالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حفظا ما يجب على المجتمع ان يتعلمه من قيم تصلح للإنسانية جمعاء، لافتا الى ان الدين الإسلامي هو دين تام وكامل “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”.
وأشار الى ان تربية النبي محمد “ص” والعترة هي التي تعطي النموذج الحق، متخوفا من الأفكار التي قد تدخل مجتمعاتنا الإسلامية والأفكار التي يروج لها الغرب، ومحذرا من الوسائل التي توصل المعارف المنحرفة، “وإذا رجعنا الى الأصالة في الدين، عن مصدره الأساس عن أهل البيت (ع) فبهذه الطريقة نستطيع أن نصل إلى نموذج يمكن أن يحتذي به كل إنسان في العالم، لأن الرسول (ص) هو رحمة للعالمين.
وشدد الشيخ دهيني على ان الخطر التكفيري والإرهابي هو مرض كالسرطان في الجسم، أصاب الأمة الإسلامية نتيجة الأفكار المنحرفة بسبب عدم أخذ القرآن بحقيقته، عن المصادر التي شرعها النبي محمد “ص” ، ونلاحظ أن التكفير أدى إلى فرقة المسلمين وإلى قتالهم فيما بينهم، لذلك نرى أن خلفية هذا الفكر ليست خلفية إسلامية لأنها تتعارض مع إنسانية الإنسان ومع ما جاء به النبي محمد وكل الأنبياء، والله تعالى يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر، وينهى عن الظلم.
ولفت الى ان “الشباب هم الأكثر استهدافا من قبل الفكر التكفيري الذي يؤدي إلى الفرقة والقتال والتنازع والنفور من الإسلام والمسلمين، بمعنى أن الناس سوف تلتجئ إلى فكر آخر وتعتبر أن الإسلام لا يصلح لأن يوصل المجتمع إلى بر الأمان، وهذا هو الخطر الأساسي، لذلك علينا أن نحاربه ليس عسكريا فقط، بل أن نفتش عن المصدر الذي يحاول أن يروج لهذه الأفكار ويعممها ويغذيها، والنموذج الذي قدمه القاسم “ع” يحتذى به للتصدي”.
ودعا فضيلته الأهل أن يربوا أولادهم على نفس القيم التي جاء بها ديننا، والتي ربى عليها الإمامين الحسن والحسين أبناءهم، فعلوم اهل البيت(ع) تدعو إلى ما يحتاجه الإنسان في إنسانيته، من عدل واحسان ورحمة، لافتا الى أن بعض وسائل الإعلام تبعد الشباب عن المعاني التي يجب أن يتعلموها، وتزج بالمجتمع الإسلامي في أمور تؤدي إلى عدم تربيته التربية الصحيحة”.
وقال: لقد اوصى الإمام الحسن (ع) إبنه القاسم قائلا: “إذا رأيت عمك الحسين وحيدا لا تقصر في نصرته”، هذا الشاب في هذا العمر الذي استطاع أن يعطي مثلا في الصبر والثبات على الحق ونصرته، نحن أيضا يجب أن نكون كذلك، فالإنسان عندما يتعلم الحق ويتعلم الصبر يكون نموذجا للأجيال الآتية.
النهایة