شفقنا العراق – يُواصل الجيش السوري وحلفاؤه مهامهم بملاحقة فلول الإرهابيين في مناطق متفرقة من سوريا، حيث دارت اشتباكات مع تنظيم “داعش” الإرهابي في محيط حقلي شاعر وجزل في ريف حمص الشرقي، أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف إرهابيي التنظيم.
بموازاة ذلك، سقطت قذيفتان صاروخيتان على حي الحمدانية في مدينة حلب مساء أمس، مصدرها المجموعات المسلحة، واقتصرت أضرارها على الماديات.
وفيما تتواصل المعارك بين المجموعات المسلحة، استعاد تنظيم “داعش” السيطرة على بلدة يحمول في ريف حلب الشمالي، عقب سيطرة المجموعات المسلحة عليها ليلة أمس، وعقب اشتباكات أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
كما قصف ما يُسمى “جيش الشمال” مواقع “وحدات الحماية الكردية” في قرية مرعناز في محيط مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.
وفي إدلب، اعترفت تنسيقيات المسلحين في سوريا بمقتل مسؤول جبهة “النصرة” في البادية المدعو “أبو هاجر الاردني” إثر قصف جوي استهدف تجمعات ومراكز النصرة في مطار أبو الضهور في ريف إدلب.
وقال المرصد المعارض أنّ” 16 مسلحاً على الأقل قتلوا من بينهم مسؤول كبير في جبهة النصرة في غارات جوية استهدفت مطار أبو الضهور العسكري”.
وقد دارت اشتباكات بين ما يُسمى “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أميركياً وتنظيم “داعش” في محيط قرية كشكش في ريف الشدادي جنوب الحسكة، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
بموازاة ذلك، اعترف ما يسمى “جيش الاسلام” بانسحابه من عدد من النقاط جنوب الغوطة الشرقية بريف دمشق مقابل تقدم الجيش السوري.
وعزا المتحدث باسم ما يُسمى “هيئة أركان جيش الاسلام” حمزة البيرقدار في بيان مصوّر سبب الانسحاب إلى استمرار حملة “البغي” من “جيش الفسطاط” و”فيلق الرحمن” ومطاردتهم لمسلحيه، محملاً إياهم مسؤولية التراجع.
وأكّد “البيرقدار” اختطاف “جيش الفسطاط” و”فيلق الرحمن” أكثر من نصف مسلحي “اللواء 111” التابع لـ “الجيش” والموجود على “الجبهة”.
الجيش السوري وحلفاؤه يطلقون هجوماً معاكساً لاستعادة الزارة في ريف حماة
الجيش السوري وحلفاؤه يسيطرون على تلال مشرفة على حقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي، ويطلقون هجوماً معاكساً لاستعادة بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي في ظل معلومات عن تحقيق تقدم.
إلى ذلك أطلق الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً معاكسا لاستعادة بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي. وأفادت المعلومات بتحقيق تقدم في ظل اشتباكات عنيفة.
وفي محافظة القنيطرة أحبطت وحدة من الجيش السوري هجوماً إرهابيا للتنظيمات التكفيرية على الحي الخدمي في مدينة البعث كما أفادت وكالة سانا الرسمية.
ونقلت الوكالة عن مصدر ميداني بأن مجموعات إرهابية أغلبها من تنظيم “جبهة النصرة” تسللت إلى أطراف الحي الخدمي على أطراف مدينة البعث حيث تصدت لها وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وأوقعت بينها العديد من القتلى والمصابين.
ولفت المصدر إلى أنه بالتزامن مع الهجوم الإرهابي استهدفت مجموعات تكفيرية تنتشر في قريتي الحميدية والصمدانية الغربية بنيران الرشاات الثقيلة الأحياء السكنية في مدينة البعث وبلدة خان أرنبة.
أكثر من 300 قتيل باقتتال الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية
اوقعت معارك عنيفة مستمرة منذ حوالى 20 يوما نتيجة صراع على النفوذ بين الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق 300 قتيل على الاقل من المسلحين، وفق ما افاد مايسمى بالمرصد السوري اليوم الآحد.
ونقلت “فرانس برس” عن المرصد المعارض قوله: “قتل اكثر من 300 مقاتل خلال اشتباكات ناتجة عن صراع على النفوذ بين الفصائل الاسلامية في الغوطة الشرقية ومستمرة” منذ 28 نيسان/ ابريل الماضي.
وتدور معارك عنيفة بين جماعة “جيش الاسلام”، في الغوطة الشرقية، من جهة وجماعة “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” وهو عبارة عن تحالف لجماعات متطرفة على رأسها جبهة النصرة، من جهة ثانية.
وقال المرصد: ان غالبية القتلى الـ 300 ينتمون الى “جيش الاسلام” وجبهة النصرة، كما قتل العشرات من فصيل “فيلق الرحمن”.
وبحسب المرصد، فان “الاشتباكات مستمرة برغم الوساطات التي تقدم بها اهالي الغوطة الشرقية والتظاهرات التي خرجت للمطالبة بوقف القتال”.
واشار الى “استمرار التحريض من الشرعيين في جبهة النصرة على جيش الاسلام”.
ومع استمرار الاشتباكات، تعمل الاطراف المتقاتلة على وضع سواتر ترابية وتثبيت نقاط تمركز في بلدات ومدن الغوطة الشرقية.
وبدأت الاشتباكات نهاية نيسان/ابريل اثر هجمات عدة شنها فصيل “فيلق الرحمن” على مقرات “جيش الاسلام”.
واستهدفت الهجمات مقرات “جيش الاسلام” في القطاع الاوسط للغوطة الذي يشمل مناطق عدة بينها سقبا وبيت سوى وجسرين وزملكا ومسرابا. واعتقل المهاجمون وقتها “اكثر من 400 مقاتل من جيش الاسلام وصادروا اسلحتهم”.
وبحسب المرصد السوري اسفرت المعارك ايضا عن “مقتل عشرة مدنيين، بينهم طفلان وطبيب نسائي من القلائل في الغوطة الشرقية والوحيد المختص بمسائل العقم والإنجاب في المنطقة”.
ووصف الهلال الاحمر السوري في دوما في بيان الطبيب نبيل الدعاس بانه “من أهم أعمدة الطب باختصاصه في الغوطة الشرقية”.
كيري في الرياض على وقع مجازر يرتكبها الارهاب بسوريا
لم يعد اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا يملك القوة الكافية التي يبنى عليها في اطار ايجاد حل سلمي للازمة في البلاد. هذا هو الواقع الذي بات يعيشه الميدان السوري، حيث الخروقات تزداد دموية والجماعات الارهابية تمعن في قتل السوريين تحت غطاء الهدنة التي اصبحت ذريعة ملائمة لها للدول والاطراف الداعمة لها.
خروقات بدأت في العيس مرورا بخان طومان وحلب التي تستمر قذائف الارهابيين بحصد ارواح المدنيين معظمهم من الاطفال والنساء. اضافة الى دير الزور حيث قتل الارهابيون عشرات المدنيين بينهم اطباء في مشفى الاسد. لتتجه بعد ذلك بوصلة الجماعات الارهابية الى بلدة الزارة حيث ارتكبت مجزرة راح ضحيتها العشرات.
كل ذلك اوصل السوريين الى نتيجة مفادها ان الهدنة باتت سكين على رقابهم، حيث يلتزم الجيش السوري وحلفاؤه بها بينما الارهابيون يعيثون قتلا وفسادا في المناطق التي من المفترض ان تكون خاضعة لوقف اطلاق النار. ما يدفع باهالي هذه المناطق للدعوة الى استئناف القتال ووضع حد لهذه الانتهاكات التي تحصل بغطاء اقليمي ودولي.
فالهدنة تبدو اكثر ملائمة للجماعات الارهابية التي تحشد وتشن هجمات تحت غطاء وقف النار. لكنها باتت تواجه الفشل وتسير على عجلات مترنحة في ظل الانتهاكات الاخيرة، حيث بات الجيش وحلفاؤه في حل من الاتفاق رغم اصرارهم على الالتزام به حتى اللحظة الاخيرة.
وفي هذا السياق يضع المتابعون زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى السعودية، حيث كان موضوع تثبيت الهدنة الاول على جدول لقاءاته مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن نايف وولي وولي عهده محمد بن نايف.
اضافة الى بحث الجولة المرتقبة من مفاوضات جنيف التي سيعلن عنها المبعوث الاممي ستافان دي ميستورا. وذلك قبل يومين من انعقاد اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في العاصمة النمساوية فيينا حيث سيرأسه كيري الى جانب نظيره الروسي سيرغي لافروف ومن المتوقع ان تحضره ايران.
وعليه باتت الهدنة عرضة للاستغلال من قبل الجماعات المسلحة وداعميها لتوجيه ضربات للجيش وحلفائه الذين يثبت الميدان التزامهم بها. لكن استمرار هذا الاستغلال قد يجعل صوت رصاص الجيش وحلفائه يدوي من جديد في مواجهة الارهاب.
النهایة