خاص شفقنا- بيروت-عندما يستذكر المسيحييون الإمام الحسين، فإنما يستذكرون الشهادة والشهامة والرفعة والسمو الروحي ويتطلعون الى السماء من حيث تأتي الأنوار الإلهية التي اشرقت على الحسين ومنه على العالم نور الشهادة والمحبة والقيامة.
وفي ذكرى ولادة الإمام الحسين “ع” يقارب متروبوليت صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري بين رسالة المسيح “ع” ونهضة الحسين “ع” ويقول في حديث خاص لوكالة “شفقنا”: هناك قواسم كثيرة مشتركة اولها الشهادة، فكلاهما استشهد وظُلِم وناصر المظلومين ضد الظالمين، وبشرا بكرامة الإنسان ورفعته وعزته وبأن الله خلق الانسان عزيزا ولا يجوز لأحد ان يذله او يهينه او يعتدي عليه وان من يعتدي على الانسان يعتدي على الله خالقه الذي اراد له الكرامة”.
ويضيف، لاشك بأن الرسالتين متكاملتين، بالطبع هناك تفاصيل تختلف وتعابير ولكن القصد واحد والغاية واحدة وهي رفع شأن الإنسان وتعميم السلام والخير والمحبة.
واعتبر المطران كفوري أن “ثورة الحسين رمز لكل أحرار العالم وهي انتفاضة على الظلم والشر والعدوان والاستغلال، وهذه الأمور نراها اليوم، فهناك من يعتدي على الثورات التي اتى بها الانبياء والمرسلون ويتكبر ويقصي الآخرين، منها الفكر الظلامي الاقصائي ومن لف لفهم، وقد وقعوا في الفخ الذي وقع فيه الشعب العبراني الذين ظنوا انهم ابناء الخلاص وحدهم وان الشعوب الأخرى كلها الى الهلاك”.
واشار الى ان “الله كرم بني آدم كما جاء في الكتاب العظيم، ويريدنا ان نحيا بكرامة ولا يريد لنا الذل، لانه خلقنا على صورته وهذا هو فحوى الثورتين اذا جاز التعبير”.
ولفت متروبوليت صور وصيدا الى ان “اللبنانيين يستطيعون ان يستفيدوا من ولادة الإمام الحسين في تعزيز اواصر الوحدة عندما يتمثلون بها ويأخذون العبر منها ويحيون من خلالها هذه القيم وفي مقدمتها قيم السلام، الذي اراده الله، فالسيد المسيح اول ما بادر به العالم بعد قيامته بقول “السلام لكم”، مشيرا الى ان الاسلام ايضا هو دين السماحة والسلام والمحبة والعطاء ويجب ان نعود جميعا الى قيم هذه الثورة ونأخذ منها ما يفيد حياتنا وينعشها وما يعطيها المعنى الذي اراده الله لها.
ملاك المغربي