شفقنا العراق-عندما ترتفع راية أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في الهند نشعر بأنّنا مشمولون بلطف عنايته وبركاته.. هذا ما بيّنه وكيل المرجع الدينيّ الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسينيّ السيستانيّ(دام ظلّه الوارف) في مدينة حيدر آباد الهندية سماحة السيد رضا آغا في كلمته التي ألقاها نيابةً عنه ولدُهُ السيد نزار خلال افتتاح فعاليات اليوم الثاني لمهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الرابع الذي تقيمه العتبةُ العبّاسية المقدّسة في مدينة بنكلور الهندية.
وأضاف: “إنّ إقامة مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي الذي يُقام للسنة الرابعة في الهند من قبل عتبات العراق المقدّسة، وكنّا قد تشرّفنا في العام الماضي بحضور ممثّليها في مدينة حيدر آباد الهندية فكان مهرجاناً ناجحاً وترك انطباعات إيجابية ولا زال صداه يدقّ ذاكرة أهالي المدينة وما عاشوا من أيّام وساعات خلال مدّة انعقاده، وما تواصل العتبات المقدّسة بهذه الفعالية الولائية إلّا دلالة على أنّ من والى أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وتبعهم هو تحت لطف الله تعالى وعنايته، وعندما نرى راية أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وهي ترتفع في سماء بنكلور يتولّد لنا شعور أنّنا مشمولون بلطف عنايته وبركاته.
فشكراً لكلّ من قدم ووفد إلينا من العراق وتحمّل عناء ومشقّة السفر لا لشيء فقط لمشاركتنا أفراحنا في ذكرى مولد أمير المؤمنين(عليه السلام) وإحياء ذكراه العطرة، هذه الذكرى التي نحييها كلّ عام باستذكار فضائله ومناقبه التي لا تُعدّ ولا تُحصى والارتشاف من معينه الذي لا ينضب، فهذا المهرجان هو أحد وسائل وطرق التثبيت على ولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) هذه الولاية التي خسر كلّ من خالفها وعارضها”.
وتحدّث السيد نزار عن جملة من فضائل وصفات الإمام علي(عليه السلام) واختتم كلمته قائلاً: “هنيئاً لكم يا أهالي بنكلور وأنتم تحتضنون هذا المهرجان، فهذا توفيق إلهي فاغتنموا هذه الفرصة التي لا تتكرّر ويحسدكم عليها سكّان باقي المدن الهندية”.
يُذكر أنّه ضمن منهاج وفعاليات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي السنويّ تفتتح فعاليات كلّ يوم من أيّامه الأربعة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وكلماتٍ لوفود العتبات المقدّسة وشخصيات هندية بارزة فضلاً عن إلقاء عددٍ من القصائد الشعرية والموشّحات الدينية التي تجسّد وتعظّم هذه المناسبة.
فاجعة سامراء.. وحكاية جرحٍ لم ولن يندمل..
إيماناً من اللّجنة التحضيريّة لمهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي السنويّ الرابع الذي تُقيمه العتبةُ العبّاسية المقدّسة في مدينة بنكلور الهندية بضرورة إيصال صدى العتبة العسكريّة المقدّسة لشتّى البقاع ومنها الهند، وبيان ما قام به أصحاب الفكر المنحرف عن جادّة الإسلام المحمدي في الإساءة والتدنيس وما وصلت اليه حاليّاً على يد بُناتها وحُماتها من إعمارٍ وتطوّر سريع في مسيرتها لتكون في صفّ باقي العتبات المقدّسة في العراق، خصّص جناحٌ تفاعليّ للعتبة العسكريّة المقدّسة احتوى بين جنباته أموراً عديدة منها:
1- بوسترات توضيحيّة لبيانات المرجعيّة الدينيّة العُليا باستنكار جريمة الهدم الأولى والثانية وحثّ العراقيّين على عدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية المقيتة.
2- صور توضّح ثلاث حقب زمنيّة مرّت على هذه البقعة الطاهرة الأولى قبل هدمها وكيف كانت قبّتها ومنائرها عامرة وصحنها ممتلئ بالزائرين، والثانية التخريب والدمار الذي لحق بها خلال التفجير الإرهابيّ الجبان، والثالثة الإعمار الذي تشهده العتبة المقدّسة ومنها القبّة العسكريّة المطهّرة التي توسّطت هذه الصور.
3- طباعة فولدرٍ مصوّر يشرح فيه بالتواريخ الاعتداء السافر والآثم الأوّل والثاني مدعمٍ ببيانات المرجعية التي تستنكر هذا العمل وتشجبه وتدينه وفي الوقت نفسه تحثّ وتدعو العراقيّين لعدم الانجرار وراء فتنة يُراد منها تخريب البلد.
4- نشر راية قبّة العسكريّين(عليهما السلام).
5- إمكانيّة زائري الجناح أن يبعثوا برسالة للإمامين العسكريّين(عليهما السلام) تُجمع في صندوقٍ خاصّ وتوضع في الشبّاك المطهّر للعتبة المقدّسة.
يُذكر أنّ هذه هي المرّة الأولى التي يُقام فيها جناحٌ للعتبة العسكريّة المقدّسة خارج العراق وقد شهد الجناحُ إقبالاً وتفاعلاً واضحاً لما حواه من أمور تفاعليّة قدحت في نفوس وعقول البنكلوريّين مدى حبّهم وتعلّقهم بالإمامين العسكريّين(عليهما السلام).
حفيظ الرحمن: رأينا في العتبات المقدّسة في العراق الوحدة الإسلامية بأحسن صورها..
خلال حضوره لملتقى الاتّحاد بين المسلمين المنضوي ضمن فعاليات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي السنويّ الرابع الذي تقيمه العتبةُ العبّاسية المقدّسة في مدينة بنكلور الهندية كانت هناك كلمةٌ للعالم الهندي حفيظ الرحمن وهو عالم دينٍ وناشط اجتماعيّ وعضو في مؤسّسة الصوفية للسلام بيّن فيها: “إنّ الهند على الرغم من كثرة التنوّع المذهبي والديني فيها لكنّها بلد آمن وذلك لأن شعبها من مسلمين وغيرهم متعايشون ومتّحدون”.
وأضاف: “إنّ العتبات المقدّسة في العراق قد رأينا فيها الوحدة الإسلامية بأحسن وأبهى صورها، فهذه الأماكن الطاهرة تحتضن الجميع وتأوي الجميع، تنظر للإنسان كإنسان لا لمذهبه أو دينه أو طائفته، ولقد رأينا كيف يؤمّها الكلّ ويدخل اليها الجميع وأبوابها مشرعة لكلّ من أراد الصلاة والدعاء والزيارة وكلٌّ يصلّي حسب معتقده ونحن عشنا تلك اللحظات أثناء تشرّفنا بزيارة هذه البقاع الطاهرة فهي بحقّ امتدادٌ لمن ثوى فيها”.
وبيّن رحمن: “تعلّمنا من العراق كيف يكون متّحداً وكيف رتّب صفوفه ولملم شتاته وأفشل جميع المخطّطات التي أرادت السوء به وتفتيت وحدته”.
إقبالٌ كبيرٌ على نتاجات العتبة العبّاسية المقدّسة في مدينة بنكلور..
التنوّع والتميّز هي الصفة التي اتّصفت النتاجات الفكريّة والثقافية المعروضة في جناح العتبة العبّاسية المقدّسة المشاركة في فعاليات مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي السنويّ المقامة فعاليّاته حاليّاً في مدينة بنكلور الهندية برعاية وإشراف العتبة المقدّسة.
المعرض هذا هو حلقة من سلسلة المعارض التي تمّت إقامتها في السنين الماضية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيّة كلّ مدينة هندية يُقام فيها المهرجان، حيث تمّت إضافة عناوين جديدة لم تكن موجودة في الدورات السابقة، فوصل عدد ما تمّ طبعه (12,000) نسخة لكتب وفولدرات باللّغتين الإنكليزية والأوردية وصور للعتبة المقدّسة بيّنت بعضاً من معالمها، كذلك تمّت طباعة (2,000) قرص ليزري وضعت فيه مجاميع أخرى من الإصدارات وجميعها اتّسمت بالطرح الثقافي المؤثّر والإيجابي المتّزن.
جميع هذه الإصدارات من تأليف وترجمة وتصميم وإخراج وحدات وشُعب قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدّسة، وقد تمّ توزيعها مجاناً لزوّار ومرتادي الجناح، اللّجنة التحضيرية للمهرجان هيّأت أموراً عديدة من أجل إنجاحه لكونه يُقام لأوّل مرّة في هذه البلدة وبهذا الحجم والحضور، منها حجز مساحة كافية له ضمن ساحة مسجد عسكري، واختيار طريقة عرض جديدة، فكان هذا الجناح فرصةً جيّدة من أجل التعريف بالعتبة المقدّسة سواءً من خلال الإصدارات أو من خلال الإجابة عن الأسئلة التي يسألها الزائرون، وممّا زاد في روحانية الجناح نشر راية قبّة أبي الفضل العباس(عليه السلام) في الجناح ووضعها في مكانٍ يستطيع الزائر التبرّك بها.
هذا وقد شهد الجناحُ إقبالاً منقطع النظير ومن شتى فئات المجتمع البنكلوري، من طلبة المدارس الأكاديميّة والدينيّة والأساتذة والمثقّفين، واعتبروا ذلك ذا أثرٍ بالغ على سلوك الفرد والمجتمع، من خلال ربط المؤمنين بأخلاق وقيم ومبادئ الإسلام العظيم ونهج أهل البيت(عليهم السلام).
النهایة