خاص شفقنا- قبل ايام وبمناسبة ذكرى استشهاد الفيلسوف الاسلامي الكبير اية الله السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) على يد الطاغية السادي صدام حسين ، وكذلك ذكرى سقوط نظام البعث الفاشي ، والذي يتزامن في يوم واحد وهو يوم 9 نيسان ابرايل ، كنت اتصفح افلاما واقرأ تقاريرعن الكيفية التي اُعدم بها الشهيد الصدر واخته العلوية الفاضلة الشهيدة بنت الهدى (رضوان الله عليها) ، وكذلك سير محاكمة رموز البعث على ما اقترفوه من جرائم يندى لها جبين الانسانية بحق الشعب العراقي المظلوم.
الافلام المروعة والفظيعة التي عُرضت بعضها في محاكمة رموز البعث الصدامي المجرم، كانت تظهر مجموعة من فدائيي صدام وهم يقطعون بالسيوف رؤوس مجموعة من الشباب، ومن ثم يقومون بحمل الرؤوس ويرقصون وينشدون الاناشيد في مدح الطاغية والبعث الصدامي.
فلم اخر كان يظهر عملية اعدام مروعة في الصحراء، حيث ظهرت مجموعة من البعثيين، تقوم بربط مواد شديدة الانفجار حول رقاب ورؤوس وبطون مجموعة من الشباب، وتقوم بتفجيرهم عن بعد، حيث تحولت جثث الضحايا الى اشلاء، وسط تصفيق وهتاف البعثيين.
فلم اخر كان يظهر عمليات اعدام فظيعة ومرعبه، حيث تقوم مجموعة من مجرمي صدام بالقاء شباب معصوبي الاعين وموثوقي الايدي من بناية عالية ليرتطموا بالارض وبقوة، بينما المجرمين الساديين يضحكون ويهتفون بحياة “قائد العروبة”.
اما افلام التعذيب، فكانت مرعبة الى درجة كبيرة، حيث يقوم ازلام المجرم صدام بكسر عظام ايدي وارجل الضحايا بقضبان حديدية، او ينهالون عليهم بالاسواط والكيبلات والقضبان الحديدية والخشبية، وهم عرات، وسط صراخ يمزق نياط القلوب.
اما التقارير الموثقة بالاسماء والتاريخ وحتى الصور عن قتل المواطنين العراقيين بطرق لا يمكن وصفها الا بالسادية ، كالقاء الضحايا في احواض التيزاب ومكائن الفرم، والى الاسود والحيوانات المفترسة ، وتقطيع الاعضاء وترك الضحايا ينزفون حتى الموت.
اما سياسة الاعدام الجماعي فكانت بعثية بامتياز، حيث اعدم نظام صدام المجرم 17 الف شاب من الاكراد الفيليين، بعد ان هجر عوائلهم الى ايران بتهمة اصولهم الايرانية!، ودفنهم في مقابر جماعية، كما قتل اكثر من 170 الف كردي عراقي بعد نقلهم من الشمال الى الجنوب في اطار جريمة “الانفال”، واستخدم السلاح الكيمياوي ضد شعبه في حلبجه وقتل في ثوان الالاف منهم ، ومازال الضحايا يتساقطون حتى اليوم.
هذه الممارسات البعثية السادية التي ظهرت في الافلام المروعة والفظيعة، كانت قبل ظهور “داعش” وحتى القاعدة في العراق والمنطقة، لذلك من الخطا ان يعتبر البعض ان هذه الوحشية التي نشاهدها اليوم في العراق هي وليدة “داعش”، لسبب بسيط وهو ان لا شيء في العراق اسمه “داعش” في الحقيقة، فالارهاب الذي يضرب العراق هو من صنع نفس المجرمين الذين نفذوا الجرائم التي وثقتها تلك الافلام والتقارير قبل اكثر من ثلاثة عقود.
التقارير التي تكشف عنها اجهزة الاستخبارات الغربية والعراقية تؤكد ان جميع قادة “داعش” هم من البعثيين ومن كبار الضباط في جيش الطاغية ومن حرسه الوطنى وقوات الخاصة وفدائيي صدام، بل ان 95 بالمائة من “داعش” هم من البعثيين وازلام صدام، وهذه الحقيقة باتت كالشمس في رابعة النهار، فجريمة اسبايكر وتهجير المواطنين وحفلات الذبح والتعذيب والتفنن بالقتل والخطاب الطائفي والقومي المرضي البغيض، كلها “ثقافة صدامية” بامتياز، عانى منها العراقيون قبل ظهور “داعش” باربعة عقود.
الشيء الوحيد الذي صبغ ممارسة الصداميين اليوم هو الصبغة “الاسلامية” الباهتة ، التي ارادوا منها استقطاب بعض الجهلة والمهوسين لاستخدامهم في عمليات انتحارية.
اخيرا علينا الا ننسى ان نذكر ان جُل قادة “داعش” هم من البعثيين الذين اطلقت امريكا سراحهم من سجن بوكا في البصرة وباقي السجون الامريكية في العراق ، ومن بينهم “خليفة” داعش، ولا نعتقد ان الامر صدفة، كما لم يكن تاسيس القاعدة في افغانستان من قبل صدفة.
بقلم: عزيز الوالي