شفقنا العراق – أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري بشار الأسد وإخلاصه للحوار والخيار السلمي و شدد على استمرار بلاده بدعم الحكومة السورية لمواجهة الإرهاب و مواصلة مدها بالعتاد و الأسلحة و تدريب القوات المسلحة والمساعدة الاستخباراتية والمساعدة المباشرة بالمهام العسكرية من خلال القوات الروسية المتبقية ، مؤكدا اننا قادرون على نشر قواتنا في سوريا مرة أخرى خلال ساعات اذا اقتضت الضرورة ذلك .
و قال الرئیس بوتین خلال تکریمه العسکریین الروس الذین شارکوا فی العملیة العسکریة الروسیة فی سوریا : إن “روسیا نجحت فی تعزیز الجیش السوری” و إن “هذه القوات نفذت مهماتها فی سوریا بشکل ممتاز” ، مضیفا “إنه بعد اتفاق وقف الأعمال القتالیة فی سوریا تقلص عمل قواتنا ، و اتفقنا مع الرئیس بشار الأسد الذی عرف خططنا مسبقا ودعمها .
وأوضح بوتین أن ”قرار بدء عملیتنا فی سوریا جاء بناء على طلب شرعی من الحکومة السوریة ، و هدفنا دعم الکفاح الشرعی للجیش السوری ضد التنظیمات الإرهابیة عمل القوات الجویة الروسیة فی سوریة جید وفعال مشیرا إلى مواصلة مکافحة التنظیمات الارهابیة فی سوریا”.
و اضاف الرئیس بوتین : “أثمن موقف السید الرئیس بشار الأسد وإخلاصه للحوار والخیار السلمی” ، وأشار إلى أن “منظومات إس400 و”بانتسیر” للدفاع الجوی ستواصل مناوبتها القتالیة فی سوریة سنستخدم وسائل الدفاع الجوی المنتشرة فی سوریا ضد أی أهداف نعتبرها تهدیدا لنا”.
کما اکد بوتین أن روسیا قادرة على نشر قواتها فی سوریا خلال ساعات عند الضرورة ، مؤکداً أن الرئیس السوری بشار الأسد کان على علم مسبق بقرار سحب القوات الروسیة من سوریا وأید هذا القرار.
وأکد الرئیس الروسی أن روسیا ستواصل دعم الحکومة السوریة فی قتال تنظیم داعش وجبهة النصرة، مشیراً إلى أنها هیأت الظروف المواتیة لعملیة السلام فی سوریا.
وأشار بوتین إلى أن قوات الطیران التکتیکی والاستراتیجی الروسیة تحملت المسؤولیة عن تنفیذ أهم وأخطر المهمات فی سوریا، لافتاً إلى أن مهمة القوات کانت تتمثل فی مکافحة الإرهاب لکی لا ینتقل إلى أراضی روسیا.
وأشار بوتین إلى أن القوات الجویة الروسیة هدفت منذ البدایة إلى دعم العملیات الهجومیة للجیش السوری ضد المنظمات الإرهابیة، مؤکداً أن “موسکو لا تنوی التورط فی النزاع السوری الداخلی”.
و بین بوتین أن المجموعات التی تخرق اتفاق وقف الأعمال القتالیة فی سوریا ستبعد تلقائیا من قائمة المشارکین فیه.
هذا و أکد المتحدث باسم الرئاسة الروسیة دیمتری بیسکوف فی تصریح له الیوم الخمیس أن الشعب السوری وحده صاحب القرار فی مسائل نظام الحکم .
من جهته ، أکد نائب وزیر الخارجیة الروسی میخائیل بوغدانوف أن الأکراد السوریون لا یمکنهم إقامة نظام اتحادی بشکل أحادی خارج إطار الحوار السوری السوری فی جنیف.
الخارجیة الروسیة: سیناریوهات رحیل الأسد فورا مثیرة للضحک
کما أشارت وزارة الخارجیة الروسیة إلی أن الدعوات لرحیل بشار الأسد عن سدة الحکم فی سوریا تتعارض مع القانون الدولی وتعد ضربا من الجنون.
وقالت ماریا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجیة الروسیة، فی مؤتمر صحفی عقدته الیوم الخمیس :’ تعد کافة الأحادیث حول رحیل هذا أو ذاک من الزعماء خارج نطاق القانون. وبالإضافة إلی القوانین الداخلیة للدول، هناک میثاق الأمم المتحدة الذی یتضمن أحکاما واضحة حول عدم التدخل فی الشؤون الداخلیة للدول’.
وأضافت:’ یمکننا الحدیث عن الرحیل الفوری کما یحلو لکم، لکن هناک قوانین وهناک ممارسة قانونیة، وهما یقولان إن مثل هذه السیناریوهات لیست فی محلها فحسب، بل وهی تعد ضربا من الجنون’.
وفی معرض تعلیقها علی تصریحات المملکة العربیة السعودیة وبعض الدول والقوی السیاسیة الأخری، حول ضرورة رحیل الأسد فورا، قالت زاخاروفا: ‘الشیء المثیر للضحک، بشکل خاص، هو المطالب بالرحیل فورا. ونحن نسمع هذه التصریحات منذ سنوات عدة. ولو کنت فی مکانهم لما استخدمت هذه الکلمة ‘فورا’ علی الإطلاق’.
وأعادت الدبلوماسیة الروسیة إلی الأذهان أن سیناریو تغییر الأنظمة لم یؤد أبدا إلی أی نتیجة إیجابیة.
کما جددت موسکو دعوتها جمیع اللاعبین الخارجیین إلی بذل أقصی الجهود للمساهمة فی إنجاح المفاوضات السوریة، معتبرة أن الأطراف التی تشکک بعملیة جنیف مازالت تراهن علی استخدام القوة.
وقالت زاخاروفا: ‘خلال اتصالاتنا مع الشرکاء الإقلیمیین والدولیین، ندعوهم إلی المساهمة القصوی فی إنجاح المفاوضات. وعلی الأرجح، لن تظهر، علی المدی المنظور، فرصة أخری لإحلال السلام والاستقرار (فی سوریا). أما القوی التی تحاول وضع عملیة السلام موضع الشک، فتراهن علی مواصلة العنف فی سوریا’.
وأکدت زاخاروفا أن موسکو تصر علی إشراک الأکراد فی محادثات السلام الجاریة بجنیف.
واستطردت، قائلة:’ من المهم للغایة أن تمثل المعارضة السوریة فی مفاوضات جنیف بکافة أطیافها، بما فی ذلک قوی الأکراد التی تحارب فی الصفوف الأولی ضد الإرهابیین’.
وأشارت إلی التباین الکبیر فی آراء المعارضین السوریین. واعتبرت أن هذا التباین ‘قد یؤدی، من جهة، إلی ظهور عقبات جدیدة فی طریق المفاوضات، لکن من جانب آخر، من شأنه أن یجعل عملیة التفاوض أکثر استقرارا، بالإضافة إلی ضمان اتخاذ قرارات تعکس طابع المجتمع السوری المتعدد القومیات والأعراق’.
وشددت الدبلوماسیة الروسیة علی أن مسائل النظام الداخلی المستقبلی لسوریا تعد صلاحیة حصریة للشعب السوری.
وتابعت، فی معرض تعلیقها علی إعلان الأکراد عن فدرلة الأراضی الخاضعة لسیطرتهم فی شمال سوریا:’ النظام الداخلی لسوریا، الحالی والمستقبلی، مسألة داخلیة سوریة، ویجب اتخاذ القرار بشأنه فی سیاق العمل علی صیاغة الدستور، وفی إطار الحوار بین ممثلی دمشق وممثلی المعارضة علی طاولة المفاوضات’.
وفیما یخص تقدیم استشارات الخبراء ودعم المجتمع الدولی بشتی الوسائل لهذه العملیة، أکدت زاخاروفا استعداد موسکو للمساهمة فی هذه الجهود.
النهایة