شفقنا العراق- قال وكيل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي إن الأمور في العراق ليست خافية على أحد رغم التحدّيات الكبيرة والكثيرة، سواء تحدّيات الداخل أو تحدّيات الخارج، مؤكدا إنها تحدّيات حقيقيّة تحتاج الى حلول حقيقية، وتحتاج الى جرأة في الحل وتحتاج الى عدم مداهنة وعدم مجاملة.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الحفل السنويّ الرابع الذي أقامته الأمانة العامة للعتبة العباسيّة المقدّسة لتكريم الطلبة الأوائل على كليات الجامعات العراقية.
وأكد السيد الصافي إن هناك دماء عزيزة -ولا أعزّ من الدم- سفكت، وهذه الدماء سفكت على أمل أن من يأتي بعدها يحصل على بعض أهداف الدماء الزاكية المراقة، وهدف الدم –عادة- لا يكون هدفاً وضيعاً، هدفه دائماً يكون كبيراً وسامياً.
مبينا إن تلك الدماء سفكت على أمل أن “تحصل الناس على شيءٍ من الأمن والاستقرار والبناء، وأن يُرى هذا البلد منعّماً بشكلٍ حقيقيّ، لأنّ فيه أسباب النِّعَم، وكذلك أن يُرى هذا البلد متآخياً متآلفاً متكاتفاً”.
وتساءل السيد الصافي “من يتحمّل مسؤولية ما نحن فيه؟ قطعاً الشعب لا يتحمّل أكثر، الشعب أعطى ما يستطيع، والآن لا زالت الدماء تنزف على جبهات القتال”، مخاطبا الحاضرين “صدّقوني إخواني، هناك شخصيّات لو كانت في غير العراق لاحتفل بها المحتفلون أيّاماً وليالي لإخلاصهم ووفائهم ووطنيّتهم، ومحبّتهم لهذا البلد، رغم أنّهم لم يحصلوا على أيّ شيء، الآن هناك من الشعب من يقاتل وعمره أكثر من سبعين عاماً، وهو لا يملكُ شبراً في هذا البلد، يُعطي دمه من أجلنا”.
كما تساءل مستنكراً: “هؤلاء من أجل ماذا يقاتلون؟! ألا يسأل السياسيُّ النبه الفطن الذكيّ نفسه، ويقارن بينها وبين هؤلاء؟! هل إنّ دمه عندما يُحلّل سيكون أزرقاً ودم هؤلاء أحمر؟! هل له ميزةٌ تميّزه عن أبناء هذا البلد؟!”.
موضّحاً: “حقيقةً هؤلاء الإخوة هم تراث وذخيرة العراق، نحن نعتزّ بهم، فإنّهم بذلوا ما يستطيعون، منهم من بذل مالاً، وآخر بذل دماً، وهناك عوائل أعطت أكثر من شهيد ولم يحصلوا على أيّ شيء”.
وتابع: “أنا أقول: إنّ هؤلاء الساسة لابُدّ أن يلتفتوا، إن كانوا في نومةٍ لابُدّ أن يستيقظوا، إن كانوا في غفلةٍ لابُدّ أن ينتبهوا، إن كانوا لم يعلموا لابُدّ أن يعلموا، وبلدنا هذا يُراهن عليه، ونحن رهانُنا هذا الشعب الكريم المعطاء الذي أعطى ما أعطى”.
وبين السيد الصافي إنه تكلم مع بعض الساسة في أحاديث جانبية في مسألة ما، وقلنا: لماذا تحاولون أن تنزلوا بمشاكلكم الى الناس؟!! من المسؤول عن تفتيت وحدة العراق؟! من المسؤول عن شحذ هذا الاحتقان بين أبناء البلد الواحد؟!!”.
مؤكدا إن “بعض ثروات البلد سُرِقَت، وذكرنا مراراً وتكراراً، لابُدّ من محاسبة هؤلاء، ولابُدّ من تشخيصهم، ولابُدّ من إرجاع هذه الأموال، لأنّها ليست ملكاً لهم بل هي ملكُ العراقيّين جميعاً”.
النهاية
المصدر: شبكة الكفيل