شفقنا العراق-دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، اليوم الاربعاء، رئيس الوزراء حيدر العبادي وفريقه الى مراعاة عامل الوقت في تنفيذ الاصلاحات، وإعادة تقييم هيكلية الدولة ،مثمنا الموقف الحكومي الكبير والمسؤول والذي تعامل مع هذا الاعتداء بحكمة ودبلوماسية عالية.
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة القاها خلال احتفالية اسبوع المودة والرحمة ومولد النبوي الشريف الذي اقيم في المكتب الخاص لسماحته ببغداد اليوم “اننا شارفنا على حصد نتائج جهادنا ونضالنا ضد الإرهاب الداعشي التكفيري، ولاسيما بعد تحرير مركز مدينة الرمادي، وان هذه الجهود الجبارة تأتي في ظروف اقتصادية صعبة وتحديات امنية كبيرة، وبأذن الله سيستمر هذا التقدم الى ان تتحرر كافة المناطق المغتصبة “، مشيرا الى انه “علينا ان نستعد لإعادة بناء المناطق المحررة، وتأهيل بنيتها التحتية ، واعادة اهلها اليها بإسرع وقت ممكن”.
ودعا الى عقد مؤتمر لدعم صندوق ينشأ لإعادة اعمار المناطق المحررة ، ونقدم طلبنا لجميع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات التنموية بتمويل هذا الصندوق ؛ لأن وضع العراق الاقتصادي لا يسمح بتمويله بمفرده ، وان يكون الاشراف عليه وآليات الانفاق منه شفافة ؛ كي لا يسقط فريسة للفساد .
واضاف ” أننا نلمس جدية وإصرارا من الأخ العبادي وفريقه ، ولديهم خطة علمية وطموحة للإصلاح ، ولكن نتمنى ان يراعوا عامل الوقت الذي بدأ ينفذ منا جميعا ، فعلينا ان نكون حاسمين وسريعين في تنفيذ الإصلاحات ، وان توضع آليات لمشاركة الفعاليات الاكاديمية ، والمجتمعية ، والسياسية في تقديم الأفكار والحلول لإصلاح الكثير من مؤسساتنا الرسمية التي تعاني من البيروقراطية والقوانين القديمة التي لا تخدم الحاضر او المستقبل ” ، مبينا ” اننا على ثقة كبيرة بالنوايا الطيبة التي يحملها رئيس مجلس الوزراء ، ونحن داعمون له في أي قرار يصب في مصلحة الوطن والمواطن ، وخصوصا القرارات المدروسة والمبنية على أسس مؤسساتية صحيحة ” .
وتابع قائلا ” لقد مضى ما يقارب سنة ونصف على عمر الحكومة ، ونرى ان الوقت قد حان لتقييم جدي وعلمي للحكومة بكل مفاصلها ، اننا اليوم نتكلم عن الإصلاح ، وعن مشروع إعادة بناء وتأهيل الدولة العراقية ، ونحن نعتقد ان إعادة التقييم تعتبر من اهم مفاصل الإصلاح والتقويم ، وعلينا ان نرسخ هذه الثقافة ونتعود عليها ، فالعراق اكبر وأهم من الجميع ، وكما يقرر السادة الوزراء كفاءة وجهود منتسبي وزاراتهم ، وعليهم ان يعرفوا ان الحكومة تملك الحق والشرعية في تقييم أدائهم وكفاءتهم ، فهم قد حازوا على مناصبهم بشرعية ممثلي الشعب ؛ ليقدموا خدمة حقيقية للمواطنين ، هذا هو المدخل السليم للإصلاح وهذه هي الثقافة التي تساعدنا على بناء الدولة ، والخروج من حالة الإحباط ” .
وزاد ان ” الكتل السياسية التي لها تمثيل في الحكومة عليها ان تدرك انها امينة على هذه المواقع ومسؤولة عنها ، وعليها ان تتقبل أي قرارات مهنية تتخذها الحكومة بهذا المجال ، وان تعمل بجد على تقديم بدلاء لكل موقع حكومي او سيادي اذا تبين ان المتصدين لم يكونوا على قدر المسؤولية ، فالغاية هي العراق وابناؤه وليس الأشخاص مهما كانوا محترمين ، وبهذه الخطوة فإننا نخدم الوطن ونقوي كتلنا السياسية التي ستجدد دماءها ، وتزيد من فاعليتها وتنال الاحترام والثقة الجماهيرية التي تطمح اليها ” .
واستطرد قائلا ” إننا في معركة شرسة مع الإرهاب التكفيري والفكر المنحرف ، وابناؤنا يتساقطون في ساحات الشرف دفاعا عن العراق وشعبه ، ولكن وللأسف الشديد نجد ان هناك من أصحاب النفوس المريضة من يعيث في الأرض فسادا ، ويقلق امن وراحة المواطنين ، ويشوه سمعة القوات المسلحة بعناوينها المختلفة ، ومسؤولية كشف وملاحقة هؤلاء تقع على عاتق وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المختصة ” ، مبينا ان ” أمن العراقيين خط احمر ، ولن نسمح بالعبث به ، وعلينا ان ننبه الجهات المختصة الى الخروقات المتكررة التي تحدث في بغداد والمحافظات ، لقد استطعنا السيطرة على العمليات الإرهابية بفضل دماء ابنائنا الغيارى ، ولن نسمح بأن يقوم الفاسدون والعابثون بتهديد الامن الداخلي للمجتمع العراقي ” .
واشار الى وجود قضية أخرى يجب الاهتمام بها وهي الجرائم بعناوين سياسية ، فلن نسمح بالاعتداء على الشركات او خطف الزائرين للعراق ، والذين دخلوا الى البلد بصورة رسمية ، هذه ممارسات تقوض الدولة ، وتنشر الفوضى وهي مرفوضة ومستنكرة تحت أي عنوان او مبرر ، وعلينا التشكيك بأمر من يدافع عنها ، او يبررها ، او يتواطأ بالسكوت عنها .
وبخصوص التوغل التركي في الأراضي العراقية اوضح السيد عمار الحكيم ” اننا نحيي ونثمن الموقف الحكومي الكبير والمسؤول ، والذي تعامل مع هذا الاعتداء بحكمة ودبلوماسية عالية ، وان الاخوة الاتراك عليهم ان يظهروا احتراما اكبر للعراق وشعبه وحكومته ، ونحن رغم كل جراحاتنا لن نتوانى عن اخذ حقوقنا ، وفرض كرامتنا وحماية ارضنا ، ولكننا مازلنا ننتظر صوت العقل والحكمة لدى القيادة والحكومة التركية ، وتقديرها للعراق والجيرة والعلاقة بين الشعبين والمصالح العليا الكبيرة التي تربط البلدين ، وعلى الحكومة التركية ان لا تنجر الى آراء بعض المحرضين او المرجفين من الذين يسعون لمصالح شخصية وآنية ضيقة ” .
واختتم كلمته قائلا ” إنني ومن هذا المنبر وهذه المناسبة العظيمة أؤكد لكم ان عام 2016 سيكون عاما لحسم الكثير من الخلافات والصراعات ، واننا سندخل عام التسويات الكبيرة بإذن الله ، وأؤكد لكم أيضا انه لن يكون هناك تقسيم او انفصال وتشظي في هذا البلد ، وانما سيكون توزيعا لمساحات النفوذ والمجالات الحيوية لدول المنطقة ، والاولى لدول المنطقة ان تقوم هي بإدارة توزيع النفوذ بينها بدل ان يفرض عليها من الخارج ، ولهذا فإننا ندعو الى عقد مؤتمر شرق اوسطي إسلامي يناقش بصراحة تامة كل الملفات الخلافية ” .
وبين ان ” شعوب المنطقة قد وصلت الى مرحلة الإعياء من الصراعات بالوكالة ، ودول المنطقة قد خسرت مئات مليارات الدولارات على الحروب ، وتسبب ذلك في توقف التنمية ، الكل يصرخ من الألم ، والكل ارهقته الجراح ، وفي النهاية فإننا سنبقى عربا ، وسنبقى مسلمين ، وسنبقى جيرانا في المستقبل مثلما كنا جيرانا في الماضي ، حفظ الله العراق ، وشعبه ، ومرجعيتنا العليا ، ورحم الله شهداءنا الابرار ” .
النهاية